لاهاي/ الأناضول
الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط آسال راد:
– إسرائيل تحتل قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية و مرتفعات الجولان السورية دون مساءلة دولية
– إسرائيل بفضل الحماية التي توفرها الولايات المتحدة الأمريكية، لا تواجه أي عقوبات بموجب القانون الدولي
– إسرائيل تقدم ذرائع مختلفة غير موجودة في القانون الدولي لمواصلة احتلالها في سوريا
– المسؤولين الإسرائيليون يزعمون أنهم بحاجة إلى منطقة عازلة للمنطقة العازلة لأنهم يعتبرون مرتفعات الجولان أرضهم
قالت الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط آسال راد، إن إسرائيل تقدم ذرائع غير موجودة في القانون الدولي لمواصلة احتلال أراض جديدة بسوريا، مثل “منطقة عازلة للمنطقة العازلة”، وإن سياسة الاحتلال والضربات الجوية على سوريا تشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي وتمثل امتدادا للسياسات الإسرائيلية المستمرة في فلسطين ولبنان.
وفي حديث للأناضول، استعرضت الخبيرة الأمريكية من أصل إيراني الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا من منظور تاريخي وجيوسياسي وقانوني، مشيرة إلى أن إسرائيل بدأت سياسة احتلال جديدة في المنطقة.
**استغلال الفترة الانتقالية في سوريا
وقالت راد: “استغلت إسرائيل على الفور هذه الفترة المضطربة التي تمر بها سوريا، فترة الانتقال والمنعطف (إثر سقوط نظام بشار الأسد)، التي يحاول فيها السوريون تقييم الوضع والتأكد من عدم انهيار دولتهم”.
ولفتت إلى أن سياسة الاحتلال الإسرائيلي في سوريا توازي ممارسات تل أبيب في الأراضي الفلسطينية.
وأوضحت: “لفهم ما تفعله إسرائيل في مرتفعات الجولان، يجب أن ننظر إلى احتلالها للأراضي الفلسطينية المستمر منذ عقود”.
وأكدت على أن عقلية إسرائيل تتمثل في أنها تستطيع أن تحتل بحرية قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية دون مساءلة دولية.
وأرجعت ذلك إلى الدعم والحماية المستمرين من قبل واشنطن لإسرائيل حيث لا تواجه الأخيرة أي عقوبات دولية، بحسب راد.
واستشهدت بالاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان بين الثمانينيات والتسعينيات الذي دام عشرات السنين كمثال على استمرار هذه السياسة.
**منطقة عازلة للمنطقة العازلة
وأشارت راد أن إسرائيل تقدم ذرائع غير موجودة في القانون الدولي لمواصلة احتلالها بسوريا.
وقالت: “إذا استمعت إلى المسؤولين الإسرائيليين، فإنهم يزعمون أنهم بحاجة إلى منطقة عازلة للمنطقة العازلة لأن مرتفعات الجولان هي أرضهم وفقا للإسرائيليين”.
وأضافت أن حكومة بنيامين نتنياهو هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
وأشارت إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء مثل وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش تحدثوا علانية عن ضم الضفة الغربية.
ولفتت راد إلى أن المعلقين الإسرائيليين ومسؤولي الدولة وقادة الحركات الاستيطانية يتحدثون عن استيطانهم في كل هذه الأراضي، بما في ذلك سوريا.
**لا يمكن إعادة كتابة القانون الدولي
وانتقدت الخبيرة محاولات إسرائيل لتفسير القانون الدولي بحسب مصالحها.
وقالت إن “السيادة والسلامة الإقليمية عنصران أساسيان في القانون الدولي، ولا يمكن لإسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيد كتابتهما لأن ذلك يعتمد على إجماع المجتمع الدولي، وليس على إرادة أو تفسير الدول بمفردها”.
وشددت على أن سيادة سوريا وسلامة أراضيها، إلى جانب حقوق لبنان وفلسطين ودول أخرى مكفولة بموجب القانون الدولي.
**الاعتداءات على سوريا
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ومستغلة إطاحة الفصائل السورية بنظام الأسد، كثفت إسرائيل في الأيام الأخيرة هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية بأنحاء متفرقة من البلاد، في انتهاك صارخ لسيادتها.
كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974، وانتشار جيشها في المنطقة العازلة منزوعة السلاح بهضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
ووفق موقع قوة فصل القوات التابعة للأمم المتحدة “يوندوف”، فإن المنطقة العازلة “يبلغ طولها أكثر من 75 كيلومترا ويراوح عرضها بين نحو 10 كيلومترات في الوسط و200 متر في أقصى الجنوب.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات