الدوحة / الأناضول
** المؤرخ المناهض للصهيوينة إيلان بابيه للأناضول:
– تركيا حاليا من الداعمين المهمين للقضية الفلسطينية بسبب العلاقات التاريخية بين البلدين
– الحكومة الإسرائيلية تريد حربا إقليمية ولو سقط نتنياهو في 2026 فلن يكون البديل مختلفا
– الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة القادرة على إجبار إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار
– يتعين على الجهات الدولية الفاعلة التدخل بقوة أكبر وحزم من أجل السلام الإقليمي
قال المؤرخ الإسرائيلي الشهير إيلان بابيه، إن تركيا يمكن أن تؤدي دورا رئيسيا في ضمان السلام بالمنطقة ضد سياسة الاحتلال الإسرائيلي منذ حربه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وفي مقابلة مع الأناضول، قيّم بابيه سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، ونهجها المؤيد للحرب الذي يزيد من التوترات في المنطقة، كما تناول خلالها مسيرته الشخصية في معاداة الصهيونية، ودور تركيا في القضية الفلسطينية.
وتطرق الأكاديمي بابيه (69 عاما) إلى دور تركيا في القضية الفلسطينية، مبينا أنها يمكن أن تكون لاعبا مهما في هذه المرحلة.
وأشار إلى أن فلسطين كانت تحت حكم الإمبراطورية العثمانية لمدة أربعة قرون، وأن تركيا حالياً تعد من الداعمين المهمين للقضية الفلسطينية بسبب العلاقات التاريخية بين البلدين.
وتابع: “بما أن تركيا قوة إقليمية ولاعب حاسم بالنسبة إلى فلسطين، فيمكنها أن تؤدي دورا رئيسيا في ضمان السلام بالمنطقة وتكون جزءا من تحالف يمكن أن يقدم بديلا للتدخل الأمريكي”.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حربا على قطاع غزة خلّفت أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوا الكوارث الإنسانية بالعالم.
** حكومة “الحرب الإقليمية”
المؤرخ بابيه صاحب كتاب “التطهير العرقي في فلسطين”، وصف الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها “صهيونية جديدة ومسيحانية”، منتقدا موقفها المؤيد للحروب في المنطقة.
وقال: “يرى القادة السياسيون في إسرائيل استخدام القوة حلا. نحن في وضع صعب للغاية. فبينما تتبع إيران وحزب الله سياسة أكثر واقعية ويحاولان منع الحرب، تنتهج الحكومة الإسرائيلية سياسة تميل إلى الحرب”.
ومنتقدا بشدة الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع الفلسطيني، أضاف: “في غزة يتم أيضا استهداف نشطاء حقوق الإنسان وعمال الإغاثة والصحفيين. إسرائيل تتصرف انطلاقا من تصور وجود تهديد وجودي ولا تتردد في انتهاك القانون الدولي وتواصل ارتكاب جرائم حرب تلو أخرى”.
** مسيرة ضد الصهيونية
بابيه المعروف بمناهضته للصهيونية، ذكر أن مسيرته الأكاديمية والعلاقات الوثيقة التي أقامها مع مثقفين فلسطينيين كانت نقطة تحول مهمة في حياته.
وتابع: “ما حدث خلال الانتفاضة الأولى والثانية زاد وعيي بالسياسات الإسرائيلية. وعندما تدرك الواقع بشكل كامل تصل إلى مرحلة اللاعودة. وأستطيع أن أقول إنه ليس هناك كثير من اليهود الإسرائيليين الذين لديهم هذا الوعي”.
وأردف: “مكنتني دراستي الأكاديمية والدكتوراه خارج إسرائيل، من النظر إلى العالم بمنظور أوسع. إن رؤية هذا النوع من الوعي بين اليهود الإسرائيليين أمر نادر، لكنني آمل أن يسلك مزيد من الناس هذا الطريق في المستقبل”.
** ضغط أمريكي مفقود
وفي معرض تقييمه لتأثيرات الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمعة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل على المنطقة، قال بابيه: “من الصعب التنبؤ بكيفية تأثير الانتخابات على السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل”.
فمن ناحية، وفق بابيه “لا يريد الأمريكيون حرباً إقليمية، ومن ناحية أخرى لا يمكنهم ممارسة ضغط كافٍ على إسرائيل بسبب الديناميكيات السياسية الداخلية والانتخابات المقبلة”.
واستطرد: “ربما تسقط حكومة نتنياهو في انتخابات 2026، لكنني لا أعتقد أن النخبة السياسية التي ستحل محلها ستكون مختلفة تماما”.
وأكمل: “لسوء الحظ، يعتقد القادة السياسيون في إسرائيل أن استخدام القوة هو الحل، وعندما لا تنجح تلك القوة، يختارون استخدام مزيد من القوة”.
ومؤكدا دور واشنطن الرئيسي في ضمان وقف تصعيد تل أبيب في المنطقة، قال بابيه إن “الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة القادرة على إجبار إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار”، معتبرا أن “وقف إمداد السلاح أو خفض المساعدات المالية سيكون كافيا لتحقيق ذلك”.
ويستدرك أن “الولايات المتحدة لا تملك الإرادة السياسية اللازمة لاتخاذ مثل هذه الخطوة في الوقت الحالي. وستظهر الانتخابات المقبلة ما إذا كانت هذه السياسة ستتغير أم لا”.
وفي 5 نوفمبر 2024، يصوت الأمريكيون لانتخاب رئيس جديد خلفا لجو بايدن (81 عاما) الذي أعلن انسحابه من السباق لصالح نائبته كامالا هاريس في مواجهة مرشح الجمهوريين دونالد ترمب.
** ضرورة السلام الإقليمي
بابيه مؤلف كتاب “في أصول الصراع العربي الإسرائيلي وأشباح النكبة”، أكد أنه يتعين على الجهات الدولية الفاعلة أن تتدخل بقوة أكبر وحزم من أجل السلام الإقليمي.
وشدد على وجوب “عدم ترك حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لمبادرة الأطراف الفاعلة في المنطقة فحسب”، موضحا أن “هذا الصراع ليس له عواقب إقليمية فقط، بل له تهديد على السلام العالمي أيضا”.
وختم حديثه بالقول: “الحرب الحالية لا تؤثر سلبا على الشعب الفلسطيني فحسب، بل أيضا على الشعب الإسرائيلي. إن الضغط الدولي الحازم والشامل ضروري لتحقيق السلام”.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات