جنين / قيس أبو سمرة / الأناضول
بدأت عائلات فلسطينية، مساء الجمعة، النزوح من الحي الشرقي في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، نتيجة استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية لليوم الثالث على التوالي.
قال نازحون من الحي الشرقي الذي تتركز فيه العمليات العسكرية، في أحاديث منفصلة مع الأناضول، إنهم غادروا منازلهم “تحت ضغط العمليات الإسرائيلية ونتيجة عدم توفر المواد الغذائية والمياه”.
وذكر الفلسطيني جابر أبو ريح وهو يسير برفقة زوجته وأطفاله حاملا أصغرهم: “اقتحم الجيش الإسرائيلي منزلنا جالبا معه معداته وطعامه وكل ما يلزمه، وحوّل منزلنا إلى نقطة عسكرية”.
وأضاف: “قال لنا الجيش (بالعامية) دبروا حالكم (أوجدوا أماكن بديلة) القصة طويلة”.
وعن الأوضاع في الحي الشرقي، قال أبو ريح: “الدمار كبير، الجيش ينفذ حربا حقيقية، والسكان دون طعام ولا دواء ولا شراب”.
وأشار إلى أنه نزح مع عائلته “سيرا على الأقدام منذ نحو ساعة وتسلقنا جبلا حرجيا إلى المجهول”.
أبو الريح واحد من عدة عائلات بينهم نساء وأطفال ومسنون نزحوا من الحي الشرقي بجنين هربا من العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وفي وقت سابق اليوم، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن طواقمها تواجه “صعوبة كبيرة في الاستجابة لمناشدات المواطنين المحاصرين في مدينة جنين ومخيمها لليوم الثالث على التوالي، وذلك بسبب إعاقة قوات الاحتلال لحركة مركبات الإسعاف ومنع طواقمها من الوصول إلى وجهتهم لأداء عملهم الإنساني”.
وأضافت أن طواقمها “بالإضافة لتقديم الإسعاف الأولي للمصابين والمرضى ونقل الشهداء، تقوم بمحاولة تلبية مناشدات المواطنين الذين بحاجة إلى أدوية، أو حليب للأطفال أو فوط، أو مواد غذائية نفذت لديهم جراء الحصار الشديد المفروض من قبل الاحتلال على المنطقة”.
وفجر الأربعاء، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في محافظات طولكرم وجنين وطوباس شمالي الضفة، هي “الأوسع” منذ 2002.
ومساء الخميس، انسحب الجيش من طولكرم، كما انسحب فجر اليوم ذاته من مخيم الفارعة في طوباس، مخلفا دمارا كبيرا واعتقال العشرات.
والجمعة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية “ارتفاع عدد الشهداء في شمالي الضفة منذ فجر الأربعاء إلى 20”.
وبالتزامن مع حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة فيما صعد المستوطنون اعتداءاتهم ما تسبب في مقتل 673 فلسطينيا بينهم 150 طفلا، وإصابة أكثر من 5 آلاف و400، واعتقال ما يزيد على 10 آلاف و200.
وبدعم أمريكي مطلق، تشن إسرائيل حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المصدر: وكالات