عاد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ليوجه رسائله السياسية إلى من يهمهم الأمر داخل الحزب، مؤكدا أن “البام” يمكن أن “يذهب بعيدا ويلعب فيه الشباب دورا كبيرا”، في إشارة إلى المرحلة المقبلة التي يضع عينه فيها على تصدر الانتخابات.
وقال وهبي، في كلمة بمناسبة انعقاد اللقاء الأول للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، إن الوثيقة المذهبية للحزب يجب أن تكون “معبرة عن تطور الحزب، ونعطي مسحة لتطور الفكر المذهبي للحزب، لأن قضايا 2007 و2011 ليست هي قضايا 2023”.
وأضاف الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي يشغل في الآن ذاته منصب وزير العدل في حكومة عزيز أخنوش، موضحا: “الآن، نحن في مركز القرار والتقرير المذهبي يجب أن يعبر عن تجربتنا في مركز القرار”، معتبرا أن اللقاءات والنقاشات التي ستعرفها اللجنة التحضيرية وخلاصاتها “ستهيئ لمستقبل الحزب في السنوات المقبلة”.
ودعا وهبي إلى التشدد في التعاطي مع شؤون الحزب التنظيمية، حيث قال: “من الناحية التنظيمية يجب أن نكون متشددين، ويجب ألا يكون الحزب مفتوحا ويعتمد على كل من مر أمام بابه”، مبرزا أن القيادة السياسية في الحزب “تسهر على تطبيق القانون بصرامة ولا تفتح المجال لغير المناضلين؛ لأن المناضل منتوج حزبي ينبغي الاعتناء به”.
وفي رسالة لمز واضحة إلى غريمه إلياس العماري، قال وهبي: “لم يعد مقبولا في حزب بهذا الموروث وبهذه القوة والالتزام في الزمن السياسي أن يكتب أي كان مقالا أو بيانا أو رأيا وينسبه إلى الحزب”، وزاد مبينا “لم يعد مقبولا أن يعلن شخص ما رفضه لقرارات القيادة الحزبية، والقيادة الجماعية هي الأساس ولم يصدر قرار حزبي بشكل انفرادي منذ تسلمي قيادة الحزب”.
وطالب وهبي أعضاء اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس للأصالة والمعاصرة بضرورة العمل من الناحية القانونية والنظام الداخلي على “أن يتقوى المكتب السياسي ونعطي للقيادة اختصاصات واضحة، حتى تصدر قرارات ضد كل من خرج عن التنظيم الحزبي”.
وأفاد الأمين العام لحزب “الجرار” بأنه “بقدر ما سيصدر عن اللجنة التحضيرية من نتائج إيجابية بقدر ما سينجح المؤتمر”، مشددا على أن دور أعضاء اللجنة “أساسي ومهم، وأنا فرح بإنشاء علاقات جديدة بين مناضلي الحزب.
وأظن أن الحزب يمكن أن يذهب بعيدا ويلعب فيه الشباب دورا كبيرا”، داعيا الجميع إلى “التعبير عن رأيه؛ لأن لا أحد يملك الحقيقة لوحده”، حسب وهبي.
من جهته، أكد سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أنه “بعد أربع سنوات أصبحنا كتلة واحدة بعدما كنا طرفين”، في إشارة إلى الإنقسام الذي كان يعيش على إيقاعه الحزب قبل محطة المؤتمر السابق.
وقال كودار: “نشأت بيننا علاقة أخوة جد قوية، وهذه القاعة التي كانت شاهدة على انتخاب اللجنة التحضيرية في هذه القاعة وكنا طرفين. الآن، بعد أربع سنوات، هناك علاقات أخوية أصبح معها الحزب أقوى، وأصبحنا نسير على السكة الصحيحة”.
وأضاف رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة أن المحطة التنظيمية المقبلة ستكون “مغايرة لباقي المؤتمرات، وسنعقد ورشات جهوية وننفتح على المجتمع والمواطنين لنعرف كيف يرى المغاربة البام”.
وتابع الفاعل الحزبي ذاته موضحا أن أشغال اللجنة ستكون فرصة للتواصل مع “النخب المثقفة وفسح المجال للاستماع والتواصل معها، والانفتاح على فعاليات خارج الحزب وخلق منتديات ننفتح فيها على مثقفين لمناقشة الحزب وعلاقته بعدد من القضايا؛ مثل الشباب والحريات وقضايا المرأة ومدونة الأسرة”.
وشدد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة على أن القيادة السياسية المقبلة للحزب ستكون الانتخابات البرلمانية والجماعية المقبلة رهانا حقيقيا بالنسبة لها، في تأكيد واضح لطموحات “الجرار” إلى تصدر المشهد في المرحلة المقبلة.
كما أعلن كودار، في اللقاء المستمر بشكل مغلق بعيدا عن أعين الصحافة، تعيين كل من هدى المغاري ورشيد العبدي نائبين له في رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس المرتقب انعقاده في فبراير المقبل.
المصدر: وكالات