أجرت البحرية الملكية المغربية، في أواخر الأسبوع الثاني من شهر نونبر الجاري، في سواحل طنجة، سلسلة من المناورات والتدريبات العسكرية التي همت مكافحة الإرهاب مع نظيرتها الإسبانية، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الإسبانية.
وشاركت البحرية الإسبانية في هذه المناورات بالفرقاطة “سانتا ماريا” التي أُدمجت في العملية العسكرية “SEA GUARDIAN” التي أطلقها حلف شمال الأطلسي في العام 2016، إذ تتمثل المهام الرئيسية لهذه القطعة البحرية في مكافحة وردع العمليات الإرهابية فضلا عن مكافحة مختلف التهديدات التي تعرفها المياه الدولية. فيما شاركت البحرية المغربية بالفرقاطة “مولاي إسماعيل”، من نوع “سيغما” والتي حصل عليها المغرب من شركة “دامين شيلد نافال شيبلدينغ” الهولندية في سنة 2012.
في هذا الصدد، أشارت وزارة الدفاع الإسبانية إلى أن “المغرب شريك مهم في مكافحة الإرهاب في البحر الأبيض المتوسط”، مشيرة إلى أن “طاقم “سانتا ماريا” شارك في مجموعة من اللقاءات التي أعلنوا من خلالها أهداف هذه العملية للسلطات المغربية، حيث تم تبادل الآراء بشأن الأنشطة غير القانونية والمشبوهة في مضيق جبل طارق وبحر البوران في المتوسط”.
ولفت المصدر ذاته إلى أن الفرقاطتين البحريتين، وفي إطار برنامج العملية العسكرية التي يشرف عليها الناتو، نفذتا سلسلة من التمارين العسكرية الناجحة عند مخرج ميناء طنجة والتي همت الاتصالات وطرق الإمداد وغيرها، مسجلا أن “إنجاز مثل هذه الأنشطة مع شركاء حلف شمال الأطلسي يعد أمرا مهما يحرص عليه الحلف للمساهمة بشكل مشترك في تعزيز الأمن البحري في البحر الابيض المتوسط”.
هشام معتضد، باحث في الشؤون الاستراتيجية، قال إن “المناورات المشتركة، التي أجرتها البحرية المغربية إلى جانب جارتها الاسبانية، تندرج في إطار التعاون التكتيكي الذي يجمع القوات المسلحة الملكية المغربية بنظيرتها الإسبانية واللتين تحرصان على تقوية بناء توافق عملياتي بين جيشي البلدين لمواجهة التحديات المرتبطة بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات وحماية فضاءات السيادة للبلدين”.
وأوضح الباحث في الشؤون الاستراتيجية، في تصريح لهسبريس، أن “هناك تحديات مُعقدة مرتبطة بحماية الفضاء المتوسطي والأطلسي المشترك بين البلدين. لذلك، فالانخراط في تنزيل خارطة طريق مضبوطة بين القوات الدفاعية للبلدين هي مقاربة تشاركية يعتمد عليها كل من الجيش المغربي والإسباني من أجل كسب رهان مكافحة الإرهاب البحري وحماية السيادة البحرية وضبط المحاور الأطلسية والمتوسطية التي تستغلها العصابات الإجرامية في بناء تحركاتها وتنفيذ مخططاتها”.
وسجل المتحدث ذاته وجود “رغبة مغربية إسبانية كبيرة في رفع المناورات البحرية المشتركة بين البلدين، وهذه الرغبة هي نتيجة ارتفاع وتيرة الأنشطة الإرهابية البحرية وتفضيل المجموعات الإجرامية العابرة للقارات للمنافذ البحرية في تدبير عملياتها للابتعاد عن المحاور البرية ذات المراقبة الكبيرة والحضور العسكري الدائم”، لافتا إلى أن “مختلف الفرق العسكرية المغربية المكلفة بحماية السيادة البحرية للمغرب تواكب التطورات المتعلقة بميدان الدفاع البحري والأمن المحيطي من أجل الاستمرار في تحيين قدراتها العسكرية ومُقَوَّماتها الدفاعية؛ وذلك من خلال المشاركة في العديد من المناورات البحرية أو الانفتاح على مختلف التكوينات الأكاديمية المستمرة وملتقيات تبادل التجارب في المجال العسكري البحري”.
وخلص معتضد إلى أن “الفرق البحرية للقوات المسلحة الملكية انخرطت، في السنوات الأخيرة، بشكل كبير في العديد من بروتوكولات التعاون العسكري المرتبط بتنفيذ مناورات روتينية”، مبرزا أن “هذا راجع، بالأساس، إلى مكانتها المؤسساتية في بورصة سوق الدفاع العسكري البحري وأيضًا لارتفاع قيمة سهمها المهني المرتبط بقدراتها التنافسية ومهنيتها العالية”.
المصدر: وكالات