قال إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في نعي الفقيد عبد الواحد الراضي: “لَكَمْ تكون بعض اللحظات قاسية حين ينزل النبأ فجأة كالصاعقة حاملا خبرا أليما بفراق أخ عزيز تعود ألا يفارقنا في مختلف المحطات، وقد كان إلى الأمس القريب معنا مساهما في عطائنا الجماعي، وفيا لمبادئنا الأصيلة ومخلصا لعلاقاتنا المشتركة”.
وأضاف لشكر أنها “لحظة أليمة أن نفقد أخانا الأستاذ عبد الواحد الراضي الذي تعودنا على حضوره البهي بيننا، والصور مازالت طرية وهو يتقدم أخواته الاتحاديات وإخوانه الاتحاديين في مسيرة الوفاء للفكرة الاتحادية والإخلاص لمعنى الانتماء. صعب أن نتقبل الفقدان في من ظل حاضرا على الدوام، معطاء لوطنه قبل حزبه، مؤمنا بالمغرب الديمقراطي الحداثي وبالأفق المستقبلي الأفضل”.
وأورد لشكر: “موجع وقع الفراق في أخ تعلمنا على يديه، وحملنا معه الرسالة جيلا بعد جيل، ومُؤلم أثر الفقد في النفوس برحيل أخ عشنا معه مسارا حافلا بالنضال من أجل مغرب يتسع للجميع، مغرب الديمقراطية والمساواة والإنصاف”، مضيفا أنه “أمام القدر المحتوم الذي نتلقاه، بقلوب ملؤها الإيمان، سنستحضر السي عبد الواحد دوما بما أسداه لبلادنا ولوطننا، من مختلف المواقع والمسؤوليات.. سنستحضر أنه الواحد المتعدد، المفرد في صيغة الجمع: السياسي المناضل والأستاذ الجامعي، المسؤول الحكومي والقائد الحزبي، المنتدب البرلماني والمنتخب المحلي”.
وجاء في نص النعي: “سنستحضر تعدد المواقع؛ في المسؤوليات الحكومية والبرلمانية والحزبية، لكن سنستحضر وحدة المهمة ‘خدمة المصلحة العليا للوطن’. هي الرمزية العميقة لرجل الدولة الصادق الأمين الذي خدم بلاده في أكبر المحطات كمحطة استقلال البلاد تحت قيادة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، ومحطة بناء الدولة تحت قيادة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، ثم المحطة الحالية للعهد الجديد والإقلاع التنموي التي يقودها جلالة الملك محمد السادس”.
كما قال إدريس لشكر إن “السي عبد الواحد الراضي القامة الوطنية التي تفاعلت إلى أبعد الحدود مع قامات وطنية تقاسمت المبادئ والقيم والآلام والآمال نفسها، كالمهدي بن بركة، عبد الرحيم بوعبيد، عبد الرحمان اليوسفي، رحمهم الله، ومحمد اليازغي أطال الله في عمره…”، مضيفا أن “بصماته من بصماتهم، لأنه أدرك مبكرا أن المسار ليس سهلا، وأن المسالك ليست مفروشة بالورود؛ فالنضال من أجل الفكرة والقضية اخترقه منذ ريعان الشباب”.
وعدد لشكر خصال الراحل عبد الواحد الراضي، وقال إنه “مكافح، مع زمرة المكافحين من أجل استقلال البلاد”، و”مشارك، إلى جانب المهدي بن بركة، في عملية بناء طريق الوحدة في البدايات الأولى للاستقلال”، و”مناضل مؤسس للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وفاعل مشارك في خلق منظمات نقابية وإطارات جمعوية”، وزاد: “لم يكن السي عبد الواحد مناضلا حرا فحسب، بل كان نموذجا للسياسي المؤمن حتى النخاع بالديمقراطية التمثيلية. كيف لا وقد عايش كل المحطات التي مرت منها المؤسسة البرلمانية؛ نائبا برلمانيا، ورئيسا للفريق الاشتراكي، ورئيسا لمجلس النواب”.
وشدد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على أنه “يكفي أن نتذكر كيف ساهم، وهو رئيس لمجلس النواب، بحنكته الراقية وحسه التوافقي، في التراكمات الإيجابية لحكومة التناوب وما حققته في المجال التشريعي والمجتمعي والنقابي، وما قدمته من خدمات جليلة في مجالات الصحة والمرأة والشغل والإعلام وحقوق الإنسان وغيرها”، مشيرا إلى أنها “الإسهامات العصية على النسيان.. إسهامات السياسي المهووس بخدمة الوطن من أي موقع كان، فما بالنا بالمسؤوليات الرسمية والحكومية التي تقلدها بحس وطني راق: وزيرا للتعاون ووزيرا للعدل”.
وذكّر لشكر بأنه “في كل المواقع، ظل سي عبد الواحد مثالا لرجل الدولة الهادئ، المحتكم لصوت العقل والمنصت الجيد لنبض الوطن.. ظل متمسكا بالحكمة طوال المسار، حتى في اللحظات الحرجة والفترات الصعبة؛ والحكمة نفسها التي رافقته نائبا للكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية هي التي ميزت تدبيره للحزب وهو كاتب أول إثر المؤتمر الوطني الثامن”، موضحا أنها “الحكمة التي أنارت الطريق لكي نجتاز ما أسماها فقيدنا مرحلة ‘الانتحار الجماعي’ ونعبر جميعا، وأيضا بمساهمته ووفائه، نحو مرحلة الانبعاث واستعادة المبادرة في المشهد السياسي الوطني والدولي؛ إنها حكمة الوفاء”.
وختم الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية رسالة نعيه للراحل عبد الواحد الراضي بالتأكيد على أنه “ظل وفيا لحزبه، وسيظل الحزب وفيا له”، و”لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمّى”، و”وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.. صدق الله العظيم”.
المصدر: وكالات