على الرغم من الآثار الاجتماعية والنفسية التي خلفها زلزال الحوز، فإن أقدام تلاميذ الثانوية الإعدادية الفارابي بدائرة أمزميز عادت إلى حجرات الدراسة الجديدة، وسط أجواء “حماسية مليئة بالتفاؤل بمستقبل أفضل”.
بما يصل إلى 15 خيمة دراسية، تتوفر على جميع الوسائل اللوجستية، التي أنشأتها القوات المسلحة الملكية في يوم واحد، وجد التلاميذ أنفسهم يبدؤون العام الدراسي الجديد.
التحدي النفسي تجندت له الأطر التربوية والتعليمية بالمؤسسة، عبر تخصيص اليوم الأول للتأهيل النفسي من خلال أنشطة ترفيهية لفائدة التلاميذ الذين يعانون من صدمات نفسية جراء هذه الفاجعة التي حرمت بعضهم من ذويهم وأصدقائهم.
لحسن، أحد أولياء الأمور الذين حضروا لمشاهدة أبنائهم يعودون للدراسة، متجاوزين بذلك مخاوف ضياع التحصيل الدراسي هذا العام، قال: “أحس بفرح شديد وراحة كبيرة لأن ابنتي ستبدأ الدراسة هذا اليوم، ما يجعلني أنسى المخاوف التي كانت تراودني منذ اندلاع الفاجعة”.
وأضاف لحسن لهسبريس: “تم توفير كل الظروف، من خيام وأدوات مدرسية، وكل الوسائل التي ستشجع أبناءنا على استكمال دراستهم، على الرغم من الظروف الصعبة داخل مأوانا الجديد”.
وسجل المتحدث أن “السلطات إلى جانب أيادي المحسنين وقفت بشكل كبير إلى جانبنا؛ ما ينسينا فقداننا لمنازلنا ووضعنا الاجتماعي المؤسف”، مشيرا إلى أن “استكمال ابنتي للدراسة أمر مهم للغاية، وتحققه اليوم يزيل عنا نسبة مهمة من العبء النفسي الذي نحمله”.
“فور علمها بعودة الدراسة يوم الاثنين، لم تنم طيلة الليل، وزال عنها هم كبير، وأحسست بفرحتها الكبيرة؛ الأمر الذي أضفى على جو خيمتنا الكثير من الأمل”، أورد لحسن.
من جانبه، أفاد عمر، والد إحدى تلميذات الثانوية الإعدادية الفارابي، بأن “السلطات وفرت جميع الظروف من أجل إنجاح عملية الدخول المدرسي اليوم”، لافتا إلى أن “الوضعية الحالية مبشرة، وتنم عن وجود أمل كبير لمستقبل أبنائنا، الذي يعد أهم شيء تبقى لنا منذ ليلة الجمعة المؤلمة”.
وأكد المتحدث لهسبريس أن “الوضعية النفسية لابنتي تحسنت منذ تلقينا خبر عودة الدراسة اليوم الاثنين، وهو الحال لدينا أيضا. ونأمل أن يبقى الحال كما هو عليه، حتى يتحقق المراد، وهو حصول أبنائنا على مستقبل أفضل”.
في قلب الثانوية، بدأ الدخول إلى خيام الدراسة بتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء زلزال الحوز، ثم النشيد الوطني. وفي الحجرات، بدأت الأجواء الحماسية بين التلاميذ.
سكينة العلاوي، إطار إداري بالمؤسسة، أخذت على عاتقها مهمة التأهيل النفسي، عبر فتح حوارات ترفيهية مع التلاميذ، قصد التخفيف من العبء النفسي، وإخراج التلاميذ من مرحلة الزلزال والعيش بالخيام.
قالت سكينة لهسبريس: “عملية التأهيل النفسي فرضت نفسها بسبب الفاجعة التي مستنا جميعا، والتي أثرت بشكل كبير على الصحة النفسية للتلاميذ”.
وأكدت المتحدثة ذاتها أن “هاته العملية ستبقى مستمرة على مدار الموسم الدراسي؛ لأن الحادثة قوية، ويصعب تجاوزها في فترة محددة، خاصة بالنسبة لهؤلاء التلاميذ”.
واستطردت الإطار الإداري بالثانوية الإعدادية الفارابي بإقليم أمزميز: “تخصيص مجموعة من الأناشيد الترفيهية والحوارات اللطيفة مع التلاميذ تساعدنا في الوصول إلى قلوبهم، باعتبار ذلك أقرب الطرق لإخراجهم من هاته الأزمة ووضعهم في جو مناسب يشجعهم على استكمال التحصيل الدراسي بشغف كبير”.
إحدى التلميذات صرحت لهسبريس بأن “الظروف جيدة، ونحس بفرح شديد لرؤية الأصدقاء من جديد، على الرغم من تأسفنا لفقدان البعض منا”.
وأوردت المتحدثة أن “ما حدث أمر استوعبناه جيدا، ولن ندعه يقف أمام طموحاتنا في غد أفضل، وسنواصل تحصيلنا الدراسي كما عهدنا بدون توقف”.
من جانبه، كشف حسن كوناين، مدير الثانوية الإعدادية الفارابي بإقليم أمزميز، أن “القوات المسلحة الملكية، بتنسيق مع جميع الفاعلين المحليين، أقامت 15 خيمة من أجل استكمال الدراسة لفائدة التلاميذ”.
وأورد كوناين لهسبريس أن “هنالك مواكبة تربوية، إضافة للتأهيل النفسي، والذي يعد الأهم في الفترة الحالية”، لافتا إلى أنه “تم تخصيص أطر في هذا الصدد، من أجل إعادة التلاميذ إلى شغف الدراسة وإلى الأجواء العادية”.
وشدد المتحدث عينه على أن “الهدف هو تأمين الزمن المدرسي للتلاميذ، وخاصة إرجاع الثقة لديهم في استكمال الدراسة بشكل طبيعي على الرغم من الظروف الحالية”.
وخلص مدير المؤسسة إلى أن “الجميع متضرر، من أطر إدارية وتربوية وتلاميذ؛ فجميعهم متأثرون نفسيا مما حدث.. لكن ذلك يجب لا أن يمنعنا من التكتل جميعا قصد استكمال الدراسة، التي تعد الأهم على الإطلاق في الفترة الحالية”.
المصدر: وكالات