من اللغة الفارسية، صدرت ترجمة جديدة إلى اللغة العربية لعمل صادق هدايت “حاجي آغا”، أنجزها المغربي رشيد بازي.
هذه الترجمة الصادرة عن دار إفريقيا الشرق، تمكن “القارئ العربي من الاطلاع على إحدى التجارب الإبداعية التي ساهمت في ترسيخ تقاليد سردية منثورة في الأدب الإيراني المعاصر”، وبحكم طبيعة المرجعية التاريخية التي استقت منها مادتها، “تمكننا من معاينة معطيات سياسية واجتماعية من الأهمية بمكان لفهم المجتمع الإيراني الحديث”.
وسجل المترجم أن أهمية كتابات هدايت تكمن في تشكيلها “علامة فارقة في مسيرة الأدب الإيراني وتطوره.”
وهذه القصة، وفق مترجمها، تثير الانتباهَ “زِئبقيتُها وتموقعها في نقطة تلاقي أشكال أدبية مختلفة، إلى حد يصبح معه من الصعب تصنيفها في جنس محدد. فهي ليست بالقصيرة إلى حد كبير، كما أنها تزخر بنماذج إنسانية متعددة بحيث يصبح من الصعب قراءتها على أنها أقصوصة، ولا بالطويلة إلى حد كبير والحاملة لأحداث متعددة ومتشابكة لتصبح رواية”.
وإضافة إلى هذا، فإنها “تقترب كذلك من أن تصبح عملا مسرحيا، فالأحداث تدور كلها تقريبا في ردهة منزل حاجي آغا (…) كما أن طريقة توزيع الحوارات بين الشخصيات والسماح لها بالإطالة والإطناب كما تشاء، وتركيز الضوء على شخصية واحدة، أعطت زخما قويا للنفس الدرامي الذي يختلج في القسم الأكبر من هذا العمل”.
ثم يأتي بعد ذلك القسم الأخير، مقدما “على قِصره، مادة سردية تفاجئ بديناميتها وتموجها، بحيث تشكل قطيعة عما سبق، وتمكن الكاتب من تأثيث عمله بنفَس سردي يجمع بين تقنية صارمة وفنتازيا مطلقة”.
تدور أحداث العمل في حقبة دخول “الحلفاء” (الاتحاد السوفياتي وبريطانيا) إيرانَ، القريبة آنذاك من ألمانيا، وإسقاط الشاه رضا خان وتولية ابنه محمد رضا بهلوي.
ويتعلق قسمها الأول بوضعية إيران قبل دخول الحلفاء إليها والإطاحة بحكم أول شاه لـ”الدولة البهلوية”، والقسمان الثالث والرابع بما جرى بعد هذا الدخول.
وكتب القسم الثاني على شكل قوسين فتحهما الكاتب لإلقاء الضوء على شخصية بطله المحوري، حاجي آغا، وإطلاع القارئ على تفاصيلها ومنعرجاتها.
وأفاد المترجم بأن القصة نشرت “أول مرة سنة 1945 في مجلة سخن، قبل أن تصدر على شكل كتاب مستقل سنة 1952 في منشورات أمير كبير بطهران. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال المرحلة الممتدة من تاريخ رحيل رضا خان إلى حدود الانقلاب الذي أطاح سنة 1953 برئيس الوزراء محمد مصدق، وعودة نظام الحكم المطلق، عرفت إيران حياة سياسية حرة نسبيا وزخما ثقافيا، كما أن فئات واسعة من الشعب، الشباب منه على وجه الخصوص، بدأت تتطلع إلى التغيير، بحيث إن البعض منهم التحق بالحزب الشيوعي الإيراني حديث التأسيس آنذاك (1941)، والأمل يحدوهم بأن نظاما اجتماعيا جديدا قد يرى النور مستقبلا”.
وأضاف رشيد بازي، في تصديره للعمل الأدبي المترجم عن الفارسية، “نجد صدى لهذا المناخ العام في قصة حاجي آغا”.
المصدر: وكالات