دق مختصون ناقوس الخطر بعد تسجيل ارتفاع في انتشار مخدر “البوفا” أو “الكراك”، المسمى أيضا “كوكايين ومخدر الفقراء”، معتبرين أنه “أخطر المخدرات الجديدة في سوق الممنوعات”.
في هذا الإطار، قال الحسن البغدادي، رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة التدخين والمخدرات، إن هذا المخدر “يتم إنتاجه وترويجه من طرف بعض الأشخاص المهاجرين من جنوب الصحراء، ويتراوح ثمنه بين 50 و60 درهما للغرام الواحد”.
وأضاف البغدادي أن إدمان هذا المخدر “قريب من إدمان السيلسيون والميكا، لكن يبقى مخدر البوفا أخطر على مستعمله، حيث يرفعه من الواقع كوحش آدمي، إذ يقوم بتغييب العقل ويتسبب في العجز الجنسي التام”.
وتابع بأن “إدمان هذا المخدر يعرف انتشارا واسعا وغريبا بين شبابنا ونشئنا، خاصة بعد وصوله إلى جنبات ووسط المؤسسات التعليمية والتكوينية”، موردا: “للأسف، هي ظاهرة وليدة اليوم لكنها تعرف انتشارا فظيعا بين دروبنا باسم التفتح والتحرر تارة، وتارة باسم العيش بعيدا من مشاكل الحياة من جهة نظر الشباب المغرر بهم”.
وأردف قائلا: “بهذه الطريقة تضيع الحقيقة المرة؛ كون الأمر يتعلق في جوهره بسياسة تسويقية محكمة نهجها لوبي صناعة وبيع وترويج هذا المنتوج، وذلك بغية استقطاب زبائن جدد وكثر، خاصة في صفوف شبابنا ونشئنا، عن طريق تنويع العرض في شكل خلق سياق بعيدا عن أعين الناس ودفعا لكل حرج، وما يتبع ذلك من إغراء للضحايا عن طريق تنويع العرض والثمن”.
واعتبر المتحدث أن “التمادي في صم الآذان عن صراخ الأمهات ونهج سياسة الهروب إلى الأمام، من شأنه أن يدفع بهذه التجارة إلى أن تتعدد وتتنوع في الخطر بين فلذات الأكباد مع مرور الوقت، بهدف الإيقاع بأكبر عدد ممكن من المواطنين، حتى تصل الأمور إلى استنزاف المقدرات الأساسية للوطن المتمثلة في شبابها، ومن ثم تهديد مشروعنا المجتمعي في غفلة منا”.
وسبق أن كشف تقرير المخدرات العالمي لسنة 2019، الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، عن معطيات صادمة بخصوص انتشار الكوكايين و”كراك” الكوكايين في المدارس المغربية.
المعطيات ذاتها أشارت إلى أن نسبة تعاطي الكوكايين وسط تلاميذ المغرب البالغة أعمارهم ما بين 15 و17 سنة، تصل إلى 1.2 في المائة، بينما تبلغ في صفوف التلميذات 0.4 في المائة، لتكون النسبة العامة للتلاميذ المتعاطين لهذا النوع من المخدرات حوالي 0.8 في المائة.
المصدر: وكالات