قال الممثل البريطاني جيريمي آيرونز، في حديثه عن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إن “هناك دروسا ودورات لم نحظ بحضورها من قبل، وما يعنيه ذلك هو وجوب تشجيع صناعة الأفلام في شمال إفريقيا وجنوبها وفي حوض البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط كذلك، وهذا الأمر مهم للغاية، لأننا نحتاج دائما إلى تشجيع صُناع الأفلام الصاعدين على العمل وكل الشباب الذين لديهم تصورهم الخاص”.
وأشار جيريمي آيرونز، خلال مشاركته في حلقة خاصة من برنامج FBM “مواجهة بلال مرميد”، الذي تبثه قناة “ميدي1 تيفي”، على هامش المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إلى أنه “يجب التركيز على صانعي الأفلام الشباب الذين يعرضون فيلمهم لأول أو ثاني مرة، وعلى مهرجان مراكش أن يشجع هذه الفئة من صناع الأفلام، لأن هذا الأمر هو بمثابة اتجاه صوب التغيير”.
وعن علاقته بالمغرب، قال الضيف الذي وصفه بلال مرميد بواحد من أسياد التشخيص في العالم، ورجل المسرح والتلفزيون والإذاعة: “أشعر هنا كأنني في بيتي، إنه بلد لطالما أحببته، وقد قمنا بتصوير مشاهد سينمائية عديدة في ورزازات ومراكش وفاس والصويرة”.
وأضاف آيرونز في السياق ذاته: “إنه شعور رائع بالعودة هنا والالتقاء بأصدقائي المغاربة وبأجانب آخرين”، وزاد: “فاس هي مدينتي المفضلة في المغرب، إنها حقا عتيقة وتغيرت كثيرا على عدة مستويات”.
وفي جوابه عن تغير نمط مشاهدة الأفلام على شاشة التلفاز عوض السينما، قال جيريمي: “أظن أن كل مناحي الحياة هي مبعث اهتمام بالعيش، ونحن نميل لنمط العيش السهل، حيث تسهل مشاهدة الفيلم في المنزل بالاعتماد على شاشة التلفاز”؛ وأشار في هذا الصدد إلى أن “تجربة مشاهدة فيلم في قاعة السينما أمر فريد جدا، حيث الشاشة العملاقة المصحوبة بنظام صوتي متميز، وهي تجربة استثنائية، خاصة أن المرء يميل لمشاركة الأشياء مع الآخر”، مضيفا: “الناس يصلون جماعة، سواء في المسجد أو الكنيسة، والسينما بدورها لا تختلف عن ذلك، حيث نجتمع في ما بيننا لنشاهد الفيلم سوية”.
وأورد ضيف مرميد: “إنها تجربة ذات قيمة مضافة، تمنحك فرجة حقيقية، ويمكن أن تنتقل بك نحو الأفضل، عكس الاكتفاء بمشاهدة الفيلم على شاشة التلفزيون. لكن الزمن تغير، والآن لدينا في البيت كل قنوات البث هذه، ومعها كذلك العديد من الباقات والعروض الرقمية التي يمكن مشاهدتها، وأعتقد أن هذا الأمر جيد للأعمال التجارية، ويصب في الابتكار وتقديم الجودة بالتأكيد، وهو ليس بالأمر الجيد بالنسبة للسينما”.
وفي رده على سؤال حول تشخيصه شخصيات حقيقية، قال جيريمي آيرونز: “أرتئي دائما التوصل إلى تفاهم مع المخرج حول السيناريو، وكل الأفلام التي شاركت فيها كنت مقتنعا بها. ويجب أن أتوافق مع ما أعرفه عن الشخصية الحقيقية وما يحتاجه الفيلم من تلك الشخصية، حيث يعمل الممثل على أن يكون أمينا على أكبر قدر ممكن تجاه دور الشخصية التي يعمل على تشخيصها، وهذا لا يختلف عن بعض سيناريوهات الأفلام التي كانت مستوحاة من عمل روائي”.
وختم الممثل البريطاني مشاركته في اللقاء الخاص بالقول: “لديّ دائما أمور أخرى أحب القيام بها، كالبناء والزراعة والبستنة وترويض خيولي وركوب القوارب الشراعية، أي إن هناك الكثير مما أحب القيام به في الحياة عدا الانشغال بالسينما، وكلما تقدمت في العمر أدركت أن أمامي وقتا أقل، لذا أفترض أنني أصبحت أكثر قلقا بشأن الأفلام التي أشارك فيها، إذ يجب أن تُلفت القصة انتباهي حقا وتستحوذ على مخيلتي قبل أن أقدم عليها”.
المصدر: وكالات