دعا قياديون في حزب التجمع الوطني للأحرار إلى النأي بملف الأمازيغية عن “الصراعات السياسوية”، كما أكدوا أن الحزب المتزعم للتحالف الحكومي ملتزم بتنفيذ الإجراءات التي وعد بها لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية.
جاء ذلك خلال ندوة نظمها حزب “الحمامة” بشراكة مع جبهة العمل الأمازيغي، أمس الخميس بمناسبة تخليد السنة الأمازيغية الجديدة، حيث انتقد محمد غياث، رئيس الفريق التجمعي بمجلس النواب، ما سمّاه “المزايدات السياسية في هذا الملف الحساس”.
وأردف غياث أن ترسيم اللغة الأمازيغية في دستور 2011 “كان قرارا ملكيا، مما يجعله قرارا دولة يتجاوز زمن الحكومات، ونحن كحزب متشبثون بإرادة الملك، ومنخرطون في التنزيل الأمثل للطابع الرسمي للأمازيغية”.
ولفت إلى أن خطاب أجدير، الذي ألقاه الملك بعد عام من توليه الحكم، “أكد القناعة الملكية بأن الأمازيغية يجب أن تنال وضعها الاعتباري، وتكرّس ذلك في الدستور الذي جعلها مكونا للهوية المغربية والوحدة الوطنية”.
من جهته، قال محيي الدين حجاجي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار والمنسق الوطني لجبهة العمل الأمازيغي، إن ملف الأمازيغية لا يجب أن يُعالج من منظور كونه يتعلق بقضية لغوية وثقافية فقط، مضيفا “إذا وقفنا عند الحدود الثقافية واللغوية فقط، فهذا يعني أننا لم نضع بعد القطار على السكة الصحيحة”.
واعتبر المتحدث ذاته أن مسار تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية تكتنفه عدد من التعثرات، “التي ليست وليدة اليوم، لأن الحكومة الحالية أمسكت هذا الملف بعد عشر سنوات من التأخير”.
كما انتقد تعاطي الحكومتين السابقتين مع ملف الأمازيغية بعد ترسيمها في الدستور، قائلا: “هناك مزايدات سياسية على حزبنا داخل البرلمان، ومن تجلياتها أن يأتي حزب لم يقدر على إخراج القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في عشر سنوات ويطالب بتعميم تدريسها”.
وأضاف أن ملف الأمازيغية “وقع فيه هدر زمنٍ سياسي لأن الدستور في الفصل الخامس ترك تفعيل طابعها الرسمي للقانون والنصوص التنظيمية، لكن الحكومتين السابقتين لم تُخرجا القانون التنظيمي إلا في الوقت بدل الضائع، وكان فضفاضا”.
وبخصوص إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها، قال المنسق الوطني لجبهة العمل الأمازيغي: “يجب الاعتراف برأس السنة الأمازيغية لأن المغرب قطع أشواطا في هذا الملف، ولن نخسر شيئا إذا فعّلنا هذا المطلب، بل سنربح الكثير”، مضيفا أن “المغرب بما راكمه على المستوى الثقافي والحقوقي والاجتماعي لن يُعجزه الاعتراف بهذا العيد، ولم يعد هناك من عذر في حسم هذه المسألة”.
بدوره قال محمد بكوري، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، إن مسار تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية يعرف دينامية مهمة بعد تولي الحزب رئاسة الحكومة، بعد أن عرف بطئا في السابق، مشيرا إلى أن الفريق يرافع من أجل السير على نهج مجلس النواب فيما يتعلق باستعمال اللغة الأمازيغية داخل المجلس.
فيما قال النائب البرلماني يوسف شيري إن حزب التجمع الوطني للأحرار “يؤكد موقفه الثابت من الأمازيغية، ويؤكد، من خلال الخطوات التي تقوم بها الحكومة، أن هناك إرادة سياسية قوية لتنزيل القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في مختلف المجالات”.
The post التجمعيون ضد "التراشقات بالأمازيغية" appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.
المصدر: وكالات