بعد الفيضانات الناجمة عن الأمطار التي شهدتها مناطق الجنوب الشرقي، تخرج العقارب من جحورها بحثا عن مكان يقيها من المياه، مشكّلة بذلك “خطرا قاتلا يتربّص بالساكنة التي تواجه اللسعات لسنوات بدون أمصال”.
ورفعت فعاليات حقوقية ومدنية بتنغير وورزازات، بعد الفيضانات المسجّلة، مطلب توفير حملة طبية عاجلة إلى الجنوب الشرقي، تقدّم الأمصال، ومراقبة طبية لفائدة المواطنين، وعلى الخصوص الأطفال والنساء.
وطيلة فترة الصيف الجاري، كان مواطنو الجنوب الشرقي بالمناطق القروية في مواجهة مباشرة مع لسعات العقارب، قبل أن تتضاعف خطورتها وفق نشطاء “بعد الأمطار الأخيرة، حيث تبحث الحشرات عموما عن أماكن جديدة مغايرة لتلك التي غمرتها مياه الأمطار”.
وأكدت المصادر عينها أن “عدم توفير الأمصال، رغم هذه السيناريوهات المهدّدة لحياة مواطني الجنوب الشرقي، يعدّ أمرا غير مفهوم ويجب تداركه في أقرب وقت”.
وقال بابا الشيخ، فاعل مدني بورزازت، إن “الفيضانات المسجّلة جراء هطول كميات مهمة من الأمطار أخرجت عددا كبيرا من العقارب من جحورها لتبحث عن مكان جديد؛ وهو ما يضع حياة الساكنة في القرى أمام خطر اللسعات”.
وأضاف الشيخ متحدثا لهسبريس: “الوزارة الوصية مطالبة بالتحرك العاجل من أجل توفير الأمصال لفائدة سكان هذه المناطق المهددة بشكل رئيسي من لسعات العقارب، وعلى الخصوص الأطفال والرعاة”.
وأورد الفاعل المدني بورزازت أن “المناطق القروية بالجنوب الشرقي كانت ولا تزال تواجه خطر العقارب والأفاعي في دون أمصال، والوفيات لا تزال تسجّل خاصة في صفوف الأطفال؛ وهو ما يجعل مسألة عدم توفّر الأمصال أمرا غير مفهوم تماما”.
وتابع المتحدث عينه: “مسألة توفير الأمصال لا تحظى بعد باهتمام المسؤولين بالجنوب الشرقي، وفي كل صيف يواجه سكان هذه المناطق السيناريو نفسه”، لافتا إلى أنه “بعد أمطار الخير الأخيرة، تتضاعف مخاطر الحشرات السامة التي تتجوّل بحثا عن مكان جديد، وقد تصادف أثناء رحلتها أطفالا ونساء ورعاة، لتجْهز عليهم بلسعاتها”.
وشدد بابا الشيخ على أن “السنوات الماضية كان يتم استعمال بعض الأدوية للقضاء على العقارب بالمناطق القروية، وكان الجميع يتذكّر ذلك الأمر؛ لكن حاليا توقّف ذلك دون أي سبب واضح”.
من جانبه، نادى أحمد الجزولي، عن فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتنغير، بـ”حملة طبية عاجلة إلى المناطق القروية التي عرفت الفيضانات، لضمان حماية المواطنين من لسعات العقارب المتجوّلة”.
وأضاف الجزولي، في تصريح لهسبريس، أن العقارب تتضاعف أعدادها في الصيف بالجنوب الشرقي، وككل عام “تجد الساكنة نفسها في مواجهة مميتة مع لسعات العقارب دون أمصال تحميها، ومع الأمطار الأخيرة تزداد حدّة الخطر لدرجات”.
وأشار المتحدث عينه إلى أن “العقارب لا توجد بكثرة في مراكز مدن ورزازات، وتنغير…، لكنها بشكل مضاعف وكبير للغاية في المناطق القروية المجاورة,, ومع غياب المراكز الطبية في عدد منها، يوجد المواطنون هناك في كل صيف أمام خطر الموت، وعلى الخصوص الأطفال”.
المصدر: وكالات