Close Menu
  • الاخبار
  • اخبار التقنية
  • الرياضة
  • الصحة والجمال
  • لايف ستايل
  • مقالات
  • منوعات
  • فيديو
فيسبوك X (Twitter) الانستغرام
الخليج العربي
  • الاخبار
  • اخبار التقنية
  • الرياضة
  • الصحة والجمال
  • لايف ستايل
  • مقالات
  • منوعات
  • فيديو
الرئيسية»الاخبار»اخبار المغرب العربي»القري يُعدد مخاوف تمدد الآفاق المتسارعة واللا محدودة للذكاء الاصطناعي
اخبار المغرب العربي

القري يُعدد مخاوف تمدد الآفاق المتسارعة واللا محدودة للذكاء الاصطناعي

الهام السعديبواسطة الهام السعدي11 فبراير، 202414 دقائق
فيسبوك تويتر بينتيريست تيلقرام لينكدإن Tumblr واتساب البريد الإلكتروني
شاركها
فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست تيلقرام البريد الإلكتروني

يعرف الأستاذ إدريس القري، الذكاء الاصطناعي “Artificial Intelligence” على أنه مجموعة من الآليات العلمية للتدبير والتسيير، وهي على شكل برمجيات أو تطبيقات، تقتفي آثار الذكاء البشري، في إنجاز مهام محددة مثل، التعلُّم وحل المُشكلات واتخاذ القرارات والتعبير والإنجاز اللغوي وتحرير النصوص وتأليف الحكايات وقيادة آليات وتصميم برامج وتنفيذها عمليا.

وأشار الباحث في علم المجتمعات، في مقال توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية، بعنوان “الذكاء الاصطناعي: مخاوف تتعدّد وآفاق تتمدّد” إلى أن “تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن من أداء مهام كثيرة عسكرية ومدنية، بسيطة ومُعقدة، ولعل الأهم في هذا العمل العلمي هو آفاق تطوره المتسارعة واللامحدودة. يسير هذا التقدم بمقدار سير التطور التكنولوجي وتقدم البحث العلمي المرتبط به، وبمقدار تطور الحاجة إليه، من أجل إنتاج أكثر كمًّا وكيفا وتنافُسِيةً.

وهذا نص المقال:

تقديم

غالبا ما يتخوف الناس من كل جديد يزلزل استقرارهم الاجتماعي والنفسي والقيمي والعقائدي. يميل الإنسان بطبعه نحو التشبث بالقائم وبالمعروف والمألوف والثابت لأنه يمنح الإحساس بالأمان. يتوفر الأمان ضمن دوائر الاستمرارية والرتابة والنمطي.

غالبا ما قوبلت الاختراعات الجديدة والثورية بالتشكيك وبالحذر بل وبالتّسفِيه. يثبتُ العكس مع توالي السنين فيهرَعُ الجميع للانخراط في هذا الجديد واستعماله. كانت الاستفادة دائما للمُقبلين على المستقبل دون تردد، فقطار التطور لا ينتظر أحدا.

واليوم، ها هي تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي تُثير الخوف والتوجس والتشكيك والحذر، أكثر مما تثير الترحيب والانخراط والتحليل والدراسة والتأطير والتطوير والتوجيه والتَّحصِين. أفلا ينتبه المُحذِّرون المتشائمون إلى كون المُشكلة تكمن أساسا في الإنسان المُخترِع والمُنتِج والمستعمِل للتكنولوجيات وليس فيها هي ذاتها؟ يرى البعض ومنهم علماء متخصصون أن خطورة الذكاء الاصطناعي تكمن فيه هو ذاته، فهو يهدد الإنسان بإمكانية استقلاليته يوما ما، ودخوله مع الإنسان في صراع لانتزاع التَّحكُّم في العالم والسيطرة على تدبيره وتسييره؟

بعيدا عن التحليلات والدراسات والخبرات بصدد الذكاء الاصطناعي بل وبعيدا عن سينما الخيال العلمي، التي ألهبت الخيال والفضول الإنساني منذ ستينيات القرن الماضي عن هذه التكنولوجية الغازية، لنتعرف أولا على الذكاء الاصطناعي وعن أبعاده ودلالاته المختلفة.

ما الذكاء الاصطناعي؟

يعني الذكاء الاصطناعي “Artificial Intelligence” آليات علمية للتدبير والتسيير، هي على شكل برمجيات أو تطبيقات، تقتفي آثار الذكاء البشري، في إنجاز مهام محددة مثل، التعلُّم وحل المُشكلات واتخاذ القرارات والتعبير والإنجاز اللغوي وتحرير النصوص وتأليف الحكايات وقيادة آليات وتصميم برامج وتنفيذها عمليا… إلخ.

يمكن تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي لأداء مهام كثيرة عسكرية ومدنية، بسيطة ومُعقدة، ولعل الأهم في هذا العمل العلمي هو آفاق تطوره المتسارعة واللامحدودة. يسير هذا التقدم بمقدار سير التطور التكنولوجي وتقدم البحث العلمي المرتبط به، وبمقدار تطور الحاجة إليه، من أجل إنتاج أكثر كمًّا وكيفا وتنافُسِيةً.

من دلائل مستقبلية وأهمية الذكاء الاصطناعي في أقوى الدول وتعويلها عليه، أن جامعة مثل “Stanford” الأمريكية خصَّصت ميزانية بحوالي مليار ونصف المليار من الدولارات على سنوات، للاشتغال على تطوير برمجيات ومنصات الذكاء الاصطناعي. ومن مظاهر قوة وانتشار وفعالية الذكاء الاصطناعي أيضا، على سبيل المثال لا الحصر، وجود مقهى بالصين في مقاطعة “شيزين”، يقوم فيه رجل آلي بكل شيء، من أخذ الطلبيات إلى تقديمها. ومن هذه المظاهر أيضا تصميم برمجية لمسح الرئتين بالهاتف والتشخيص لما هي عليه صحيا لدى الأفراد. يعني كل ما سبق في مثال آخر، أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أكثر دقة في تتبع دراسة تغيرات كبيرة غير المرئية لدى الإنسان، من خلال رصد سلوكيات معينة مثل المشي. هكذا قام باحثون ومهندسون بمركز أستون للأبحاث العلمية بالمملكة المتحدة، بمحاولة التعرف على مرض الزهايمر، من خلال تسجيل صوت المريض. كما قام باحثون آخرون بإنجاز رسم بياني لمرض باركنسون بنفس تقنية الذكاء الاصطناعي. وفي الصين يمكن أخذ نموذج مدينة شينزن الذكية، حيث كل شيء تحت مراقبة الذكاء الاصطناعي تدبيرا وتنظيما تسييرا لكل مرافق المدينة وفضاءات الحياة العامة فيها.

أنواع ومجالات الذكاء الاصطناعي

كثيرة هي أنواع الذكاء الاصطناعي ومجالات استعماله الموسومة بكونها إيجابية ومنها أساسا:

الأنظمة المستندة إلى القواعد :(Ruled based systems) وهي أنظمة تستخدم مجموعة من القواعد المحددة مسبقًا لأداء مهام معينة. عادة ما تكون هذه الأنظمة محدودة المهام والمهارات، حسب ما تمت برمجة نسقها به بصفة محددة وجد متخصصة في مجال من المجالات.

أنظمة التعلم الآلي :(Machine learning systems) على العكس من الأنظمة المذكورة أعلاه، تم تصميم هذه الأنظمة للتعلم من التجربة وتحسين أدائها بمرور الوقت وبتعدد استعمالاتها. تستخدم هذه الأنظمة الخوارزميات لتحليل البيانات والمسارات الماضية، وتحديد الأنماط التي يمكن استخدامها لبناء تنبُّؤات مستقبلية، كما تُستخدم لاتخاذ قرارات معينة في سياقات وفي مجالات مُحددة.

أنظمة التعلم العميق :(Deep learning systems) وهي مجموعة فرعية من أنظمة التعلم الآلي المذكورة، وتَستخدِم الشبكات الاصطناعية الناقلة لمعالجة ولتحليل كميات كبيرة من البيانات، ولصياغة استنتاجات وخلاصات، انطلاقا من تشابك العلاقات الممكنة التي تسمح بها البيانات المزوِّدة للذاكرة من جهة، وانطلاقا من الخوارزميات المُشغِّلة للنسق المعلوماتي للبرمجية من جهة ثانية.

يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على تجويد وتطوير وتحسين العديد من جوانب حياتنا كالرعاية الصحية والتعليم والنقل وسياقة السيارات والطائرات، والتوجيه والترفيه… إلخ. ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضا المساعدة في كتابة البحوث وتوفير المرجعيات وتخصيب الأفكار، كما يمكن للتقنيات الطبية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثلا، مساعدة الأطباء في تشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة، ووضع خطط وبروتوكولات للعلاج أكثر نجاعة واستهداف لنتائج دقيقة.

ويمكن لأنظمة النقل التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تقلل من الازدحام المروري، كما يمكنها تحسين السلامة على الطرق بالحد من حوادث السير ومن كثرة المخالفات. يساعد الذكاء الاصطناعي أيضا بقوة في تكثيف الإنتاج وفي تحسين دقة الإنجاز في ميادين متعددة، كالقطاعات المالية والتجارية والإدارية والصناعية والتكنولوجية. والعلمية وفي قطاع الخدمات بكل أنواعها.

مقابل ما سبق هناك مخاوف من تطور وانتشار استعمال الذكاء الاصطناعي، عبر عنها حتى مُستَثمِرون في هذا القِطاع، حيث تتعدد الحجج والتحليلات والتوقعات فما أهمها؟

بعض المخاوف:

متعددة هي المخاوف التي عبر عنها علماء وفلاسفة ومهندسون ومربون ومفكرون وبيئيون وسياسيون، من توظيف الذكاء الاصطناعي في حياة الإنسان وتدبيرها على كل الأصعدة. فبالإضافة إلى التوقع القائل بتهديد ما يزيد عن 300 مليون وظيفة على المستوى العالمي على المدى المتوسط، هناك أيضا مخاوف بشأن تأثير هذا الذكاء الاصطناعي على القضايا المتعلقة بخصوصية حياة الناس والحياد في خدمة البشرية. تطرح إذا سياقات وسرعة تطور الذكاء الاصطناعي قضايا أخلاقية وقانونية وفلسفية بالتالي، تتعلق بالقيم الإنسانية النبيلة كالحرية والعدالة والمساواة والحق… إلخ. كما تطرح اتجاهات توظيفه ومدى صلابة الرقابة المتعددة الأطراف على تشغيله وتوظيفه، وحماية تطبيق القانون والقيم الإنسانية من هذا التطور المُتسارع الذي يفتقد للجانب القيمي والروحي.

نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي أصبح أكثر قوة وقدرة وذكاء، بالمعنى الذي يقوم على حل المشاكل وتدبير الوضعيات المعقدة الجديدة، هناك خطرٌ يتمثل في إمكانية استخدامه للتلاعب بالأشخاص أو السيطرة عليهم، أو التعدي على خصوصيتهم، أو تقويض استقلاليتهم، ناهيك عن توظيفه في التزوير والاستيلاء على ما لا يسمح القانون والقيم والأعراف والاتفاقيات الدولية بأخذه. يمكن استخدام تقنية التعرف على الوجه أو بؤبؤ العين لمراقبة سلوك الأشخاص والتحكُّم فيه في الأماكن العامة، بينما يمكن استخدام الخوارزميات التنبؤية لحرمان الأشخاص من الفُرص التي من حقهم، وذلك باعتماد بيانات تصبح مُتحيزة بتدخل الذكاء الاصطناعي، أو بالأحرى باستخدامه الماكر والتدليسي.

لا يمنع كل ما سبق وما يمكن توقعه، من كون الذكاء الاصطناعي ومختلف أوجه استعمالاته، تشكل فُرصة ومُستقبلا مذهلا من التطور الثوري للحضارة الإنسانية على وجه العموم.

الذكاء الاصطناعي وآفاق تطور البشرية

يقدم مستقبل الذكاء الاصطناعي “Artificial Intelligence” فرصًا كما يضع تحديات للقيم الإنسانية. لا يمكن نكران ما يقدمه الذكاء الاصطناعي وما يفتحه من آفاق لتعزيز القدرات البشرية لفهم الإنسان ومحيطه بشكل أعمق وأكثر رحابة وخصوبة. يتم ذلك بالمزيد من عميق إدراك حاجاته ومشاكله. يمكِّن الذكاء الاصطناعي البشرية من جهة أخرى، من تحسين نوعية حياة الأفراد والمجتمعات على كل المستويات، كالتغذية والصحة والتنقل والتعلُّم والإنتاج والبحث العلمي وتطوير التكنولوجيات كما سبق الذكر. يمكن لأنظمة النقل التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تجعل المدن أكثر سلامة وأمنا وانضباطا وفعالية في تدبير النفايات واستعمال الطاقة النظيفة والتدبير السليم والآمن لحركة المرور… إلخ. تظهر بوضوح النتائج الباهرة في نماذج المدن الذكية التجريبية المقامة في عدد من البلدان بأوروبا وآسيا وأمريكا.

في مقاومة السلبيات

لمعالجة المخاوف من تطور الذكاء الاصطناعي المتسارع، ينبغي العمل على تطويره ونشره بطرق تعطي الأولوية لاحترام القوانين والأخلاق والقيم الإنسانية. لتحقيق ذلك تظهر ضرورة التعاون بين مُوظِّفي ومُستغِلي الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك الحكومات وأرباب الصناعات ومكونات المجتمع المدني ونخب الفكر والتفكير والبحث العلمي، مع مصممي البرمجيات ومهندسي التطبيقات ومدبري قطاع الذكاء الاصطناعي، وهم بالأساس كبار مقاولات وشركات قطاع تكنولوجياته وعلى رأسهم أقوياء وادي السيليكون وشنغهاي.

يجب أن تكون المبادئ الأساسية للفكر الحقوقي والفلسفي مثل الشفافية والمساءلة والحريات والحقوق، في طليعة أي عمل على تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره. يعني ذلك استكشاف أسئلة حول ما يعنيه أن تكون إنسانًا، وما هي القيم التي تجعلنا وتبقينا كذلك، وكيف يمكننا ضمان الوجود القوي والدالِّ لهذه القيم في قلب كل آليات ومبادرات وبرامج ومشاريع ومبادرات تطوير الذكاء الاصطناعي. يعني ذلك أيضا ضمان تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة تحترم تنوع الخبرات البشرية ووجهات النظر وتعدد الثقافات المحلية، وعدم الانجرار وراء عولمة تخدُم الأقوى والأكثر هيمَنة وتقدما، في صناعة ونشر وتدبير الذكاء الاصطناعي وأنساقه.

الذكاء الاصطناعي والإبداع في الفنون

يمكن للذكاء الاصطناعي “AI” تصميم أعمال فنية إلى حد مُعين، ولكن مسألة ما إذا كانت هذه الأعمال إبداعية حقًا هي مثار نقاش طويل وعريض. تم بالفعل تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على إنشاء الصور وتأليف الموسيقى وحتى كتابة نصوص فنية للمسرح وللسينما، وذلك باستخدام الخوارزميات التي تحلل الأنماط في الأعمال الفنية الحالية لتستخدمها في إنشاء أنماط جديدة. يمكن، أيضا، استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي لإنشاء اللوحات والتراكيب الموسيقية وحتى نظم الشّعر. ولقد تم بيع أعمال “فنية” صُممت بواسطة الذكاء الاصطناعي في مزاد علني بمبالغ كبيرة من المال. ومع ذلك، فإن مدى إمكانية اعتبار هذه الأعمال إبداعية حقًا أمر يظل محل نقاش، وعن تحديد معنى الإبداع.

يسود اليوم الركون إلى مقاييس “الأكثر انتشارا” مع سيادة الميديوكراسيا ومع الخضوع لقوانين السوق والنجاح التجاري، وما يستتبعه ذلك من رضوخ للذوق العام للجماهير العريضة. هكذا غدا الإبداع خاضعا لاعتبارات ولحسابات الرواج والانتشار الكمي، وبالتالي النجاح في اكتساح السوق والجماهير، علما بأن ما يدخل في خانة ذوق العامة والجماهير، لم يكن يوما يعتبر إبداعا، بقدر ما هو وظيفيًّا مُرتبط بقانون القيم المادية ومنطقها في السوق. لم تكن قيمتا الحقيقة والجمال يوما، باعتبارهما قيمتين مركزيتين في الإبداع، من شأن العقول الصغيرة المتقوقعة على همومها، ولا من اختصاص مكر ِصُنّاع السوق ومستثمريه في الفكر وفي الإبداع، إذ لم يسبق لهؤلاء أن كانوا يوما مؤهلين لدخول محراب الإبداع. بين التبسيطية والسذاجة التي يقف عند حدودها سوق العامة والجماهير العريضة، سدّا منيعا لا يتجاوزه سوى الفِكر النيِّر، والحفريات العميقة في مجالات المعرفة والتاريخ الإنساني، وتجربة الجمال المُتعدِّدة والغنِية.

يجادل البعض بأن الفن المنتوج بواسطة الذكاء الاصطناعي يفتقرُ إلى العُنصر الإنساني الضروري للإدهاش وللتميُّز. فإذ يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل الأنماط في الأعمال الحالية، فإنها لا تستطيع حقًا فهم السياق العاطفي والثقافي والروحي الذي يعطي الفن معناه وإنسانيته.

ويعترض علماء دقيقو المعرفة بالذكاء الاصطناعي بأن الحب والخوف والتعاطف والرغبة، إنما هي حالات يمكن للخوارزميات قياسها وفهمها، بل وإعادة إنتاجها من خلال إثارة إفرازات كيميائية في الدماغ وفي الغدد، والتأثير على الحواس جسديا وفيزيولوجيا بتقنيات أو بعقاقير، ولعل العِلم والطب والصيدلة والسينما، حققت بما لا يدعُ مجالا للشّك الكثير في هذا المجال، فما بالك ببرمجيات تستجيب في أجزاء من الثانية، على قاعدة بيانات تُركِّب آلاف الملايير من المعلومات، لأسئلة محددة، بِدقّة يعجز العقل البشري عن مُماثَلتَها.

يتعلق الأمر بالمحذرين بسيطرة “نمط حياة” وليس “آلة” بعد الآن، على حياة الإنسان. ذلك هو الذكاء الاصطناعي عندهم.

الذكاء الاصطناعي والفنون في الميزان

خصصنا مقالة تم نشرها عن الذكاء الاصطناعي والسينما، لذلك سنقصر تناولنا هنا لعلاقة الذكاء الاصطناعي بالفنون على نموذجي الفوتوغرافيا والمسرح.

الفوتوغرافيا

تطورت تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأصبح استخدامها شائعاً في العديد من المجالات، بما في ذلك مجال الفوتوغرافيا. ومن بين التطبيقات الشهيرة في هذا المجال مثلا هناك “Dalle-E” و”Dream studio”.

الإيجابيات

– زيادة كفاءة العمل وتوفير الوقت، حيث يمكن للتطبيقات استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور وتحسين جوانبها التقنية من دقة وضوء وظلال وتباين وتوازن الألوان… إلخ، بشكل تلقائي، ذلك ما يوفر الكثير من الوقت والجهد في عمليات ضبط وتعديل الصور.

– تسهيل العملية الإبداعية، حيث يمكن للتطبيقات تقديم أفكار إبداعية جديدة للمصورين وتوفير الدعم اللازم لهم في عملية التصوير تقنيا.

– توفير خيارات غرافيكية مُتعددة تفتح آفاق تخييلية واسعة، وإن بقيت الدلالات الفنية والفلسفية مستعصية لارتباطها بوعي تركيبي إنساني متمنع على الآلة لحد الآن.

السلبيات

فقدان الأصالة، يمكن للتطبيقات استخدام المرشحات والمؤثرات نفسها في العديد من الأعمال الفوتوغرافية لصناع مختلفين، وهو ما يؤدي فعلا اليوم، إلى نمطيةِ انتاجٍ تماثلات قالب واحد لا أصالة فيه وتميز.

ومع ذلك، يتوقع أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في المستقبل بشكل أكبر في مجال الفوتوغرافيا وصناعة الصور. سيساعد ذلك في تحسين جودة الصور وتوفير خيارات إبداعية جديدة للمُصوِّرين، مما يساعد في تطوير هذا المجال. ومن الكتب المتخصصة في هذا المجال، يمكن الاطلاع على كتاب: “Artificial Intelligence for Photography: A Comprehensive Guide to AI and Photography” – Juanjo García -Granero García .

من المقالات المهمة التي تتحدث عن الإيجابيات والسلبيات في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الفوتوغرافيا، يمكن الاطلاع على مقالة “Artificial Intelligence in Photography: Can it Replace Humans?” التي نشرتها مجلة “F stoppers”، وتتحدث عن دور التقنيات المتقدمة في تحسين جودة الصور وتوفير خيَّارات إبداعية جديدة، ولكنها تشير أيضًا إلى أن الفنان المُبدع هو الذي يبقى المسؤول النهائي عن العمل الفني، وعما يحمله من تخييل ومن إبداع ومن رسائل ومن قيم.

يمكن الإشارة أيضا إلى كتاب “The Photographer’s Guide to Artificial Intelligence” للمؤلفين Steve Thompson وDr. Mahmood Moshfeghian، الذي يقدم نظرة شاملة عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الفوتوغرافيا، ويناقش الإيجابيات والسلبيات المحتملة.

ومن الأقوال المهمة في هذا المجال، يمكن الإشارة إلى قول الفنانة والمصورة الإنجليزية كايت ويند، التي قالت: “ليس الذكاء الاصطناعي بديلا للفوتوغرافيين، يمكنه مساعدتهم في العثور على أفكار جديدة وخصبة، والتعامل مع التحديات التي تواجههم في المجال التقني”.

المسرح

تستخدم البرمجيات والتطبيقات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مجال المسرح بشكل متزايد، لدى من دخلوا هذا العالم من صُناع الفرجة ويقدرون عليه. يتم ذلك في عمليات كتابة النص المسرحي الدرامي وتقنيات الإخراج وتصميم السينوغرافيا والملابس وفي استخدام السمعي البصري والفيديو. تتيح هذه التقنيات فُرصًا جديدة للمسرحيين والمصممين والمخرجين لإنتاج مسرحيات أكثر تطورًا واختلافا عن النمطي والمستهلك والمألوف، لكنها تحمل في استعمالها فخ النمطية والتبعية والسطحية وانعدام الروح الإنسانية الأصيلة.

الإيجابيات:

يمكن الإشارة إلى القدرة على تحسين جودة الكتابة وتوفير الأفكار الإبداعية الجديدة. ويمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء رسومات تفصيلية وتصميمات ملابس متطورة وملفتة للنظر. وعلاوة على ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير التقنيات السمعية البصرية لتحسين جودة الفيديو والصوت والإضاءة، وهو ما يُربِح الوقت والجهد ويمنح مساحات أوسع للإبداع عن طريق النقاش والتأمل والتفكير والبحث الحر.

السلبيات:

قد يؤدي إلى استعمال الذكاء الاصطناعي إلى فقدان بعض الجوانب الإنسانية والمشاعر في العمل الفني، وقد يقلل من قيمة العمل الفني الإبداعي الذي يتطلب الكثير من الخيال والابتكار.

يمكن في هذا السياق الاطلاع على كتاب “Theatre and Artificial Intelligence” الذي يستكشف التطبيقات المحتملة للذكاء الاصطناعي في مجال المسرح، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا لتطوير الأداء وتصميم الإضاءة والصوت والمؤثرات الخاصة. كما يمكن الاطلاع على كتاب “Theatre in the Age of Artificial Intelligence” الذي يناقش كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤثر على كتابة النصوص المسرحية وتمثيلها وتصميم الملابس والديكورات.

ويقول المسرحي البريطاني سيمون مكبيرسون: “يمكن أن يفتح الذكاء الاصطناعي أبوابًا جديدة للإبداع المسرحي، فمن الممكن استخدامه لتطوير نماذج العرض والتفاعل مع الجمهور”.

من ناحية أخرى، يحذر بعض المسرحيين من أن الاعتماد الكبير على تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يؤدي إلى فقدان الإنسانية والتفاعل الحقيقي بين الممثلين والجمهور. ويشير المسرحي الأمريكي روبرت ليباجيا إلى أن “المسرح يتطلب تفاعلاً حيًا بين الناس، والتكنولوجيا لا يمكن أن تحل محل هذا التفاعل”.

يبدو إذن أن على المبدعين والفنانين في مجال المسرح استخدام الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا بحذر وبتوازن، لتحسين الأداء والإبداع دون المساس بالعناصر الأساسية للمسرح وهي الإنسانية والتفاعل الحي، ويمكن في هذا السياق الإشارة إلى كتاب “Artificial Intelligence and Theatre Performance: A Critical Investigation” للمؤلفين S. Eddy Shah وMazharul Islam، الذي يناقش كيفية استخدام التكنولوجيا في مجال المسرح ويتطرق إلى الإيجابيات والسلبيات المحتملة من ذلك.

فلاسفة وعلماء عن الذكاء الاصطناعي

هنا أقوال وتعليقات لشخصيات مختلفة التخصص والتجربة العلمية والفكرية عن الذكاء الاصطناعي، سألنا عنها إحدى برمجيات الذكاء الاصطناعي فأمدتنا بنماذج اخترنا منها الآتي:

– لاري بيدج، الشريك المؤسس لشركة “غوغل”: “سيكون الذكاء الاصطناعي هو الإصدار النهائي من “Google”. محرك البحث النهائي الذي سيفهم كل شيء على الويب. سيفهم بالضبط ما تريده، وسيمنحك الشيء الصحيح. لم نقترب من فعل ذلك الآن. ومع ذلك، يمكننا الاقتراب بشكل تدريجي من ذلك، وهذا أساسًا ما نعمل عليه”.

– فاي فاي لي، عالم كمبيوتر ومدير مشارك لمختبر الذكاء الاصطناعي في ستانفورد: “ليس الذكاء الاصطناعي كابوسا مُستقبليًا ولكنه واقع حاضر، يعمل بالفعل على تغيير الصناعات والطريقة التي نعيش بها”.

– ستيفن هوكينج، عالم فيزياء: “قضت آلية المصانع بالفعل على الوظائف في التصنيع التقليدي، ومن المرجح أن يؤدي ظهور الذكاء الاصطناعي إلى توسيع نطاق تدمير هذه الوظائف في قلب الطبقات الوسطى، مع بقاء الأدوار الأكثر رعاية وإبداعًا وإشرافًا فقط”.

– إ. فروم عالم الاجتماع: “تمثل خطر الماضي في كون أناس أصبحوا عبيدًا. أما خطر المستقبل هو أنهم قد يصبحون رجالًا آليين”.

– ج. بودريار، فيلسوف: “إذا كانت التكنولوجيا قادرة على إنتاج أعمال فنية بشكل تلقائي، فإنها لن تقلل من قيمة الأعمال الفنية الإنسانية، ولكنها ستزيد من قيمتها كما يزيد النمط النموذجي من قيمة الحركة الجسدية”.

– س. هوكينج، عالم فيزياء: “لا يوجد شيء خطير في الذكاء الاصطناعي في حد ذاته، ولكن الخطورة تكمن في الطريقة التي يستخدمها بها الإنسان”.

المصدر: وكالات

شاركها. فيسبوك تويتر بينتيريست لينكدإن Tumblr البريد الإلكتروني

المقالات ذات الصلة

الركراكي يتواصل مع ابراهيم دياز بخصوص مستقبله مع ريال مدريد قبيل موعد المعسكر المقبل للأسود

17 يوليو، 2025

مغاربة في تركيا يدعون أنقرة إلى إنقاذ لاجئين عالقين بسوريا والعراق

17 يوليو، 2025

وزارة النقل واللوجيستيك تشرع في رقمنة عمليات شحن النقل الطرقي للبضائع 

17 يوليو، 2025

مسيرة الراحل أحمد فرس .. من شباب المحمدية إلى عرش الكرة الإفريقية

17 يوليو، 2025

مريض نفسيا يظهر عاريا على حافة بناية شاهقة في مدينة الداخلة (صور)

17 يوليو، 2025

الرباط تفتتح معرض “رُؤى متقاطعة”

17 يوليو، 2025
اقسام الموقع
  • Science (1)
  • اخبار التقنية (8٬667)
  • اخبار الخليج (51٬091)
  • اخبار الرياضة (58٬158)
  • اخبار السعودية (31٬895)
  • اخبار العالم (33٬974)
  • اخبار المغرب العربي (34٬340)
  • اخبار طبية (1)
  • اخبار مصر (2٬385)
  • اخر الاخبار (6)
  • اسواق (1)
  • افلام ومسلسلات (1)
  • اقتصاد (6)
  • الاخبار (25٬883)
  • الدين (1)
  • السياحة والسفر (1)
  • السينما والتلفزيون (1)
  • الصحة والجمال (19٬066)
  • العاب (2)
  • العملات الرقمية (4)
  • الفن والفنانين (1)
  • القران الكريم (1)
  • المال والأعمال (5)
  • الموضة والأزياء (2)
  • ترشيحات المحرر (9٬966)
  • تريند اليوم (4)
  • تعليم (2)
  • تكنولوجيا (4)
  • ثقافة وفن (2)
  • ثقافة وفنون (2)
  • غير مصنف (8)
  • فنون (1)
  • لايف ستايل (37٬690)
  • مال واعمال (1)
  • مطبخ جحا (4)
  • مقالات (11)
  • منوعات (4٬557)
  • ميديا (1)
  • نتائج مبارة (3)
© 2025 الخليج العربي. جميع الحقوق محفوظة.
  • سياسة الخصوصية
  • اتصل بنا

اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter