ويعتقد أن بعض الأنواع الغازية تنتقل من مكان إلى آخر بفضل الطيور المهاجرة، مثلما هو الحال بالنسبة إلى شجرة «التبغ الكاذب».
وتعد أمريكا الجنوبية الموطن الأصلي لشجرة التبغ الكاذب التي تستعمر الأراضي المهملة وجوانب الطرقات، وتحل مكان الأنواع الأصلية. وهي تتميز بقدرتها السريعة على التعافي من الجفاف، وبنتاجها الضخم من البذور التي تنتقل مع الرياح أو مياه السيول والفيضانات أو الطيور المهاجرة أو مع بذور المحاصيل الزراعية المستوردة.
وتعد شجرة (التبغ الكاذب)، ونبتة (لانتانا كامارا) من أشهر النباتات الغازية التي تنتشر بفعل الفيضانات والسيول، والتي يتم نقلها عبر الطيور المهاجرة من بلد إلى آخر مسببةً خسائر ضخمة بسبب مخاطر الحريق في الغابات المطيرة الجافة، وإقلال الإنتاج الزراعي بتداخلها مع المحاصيل، وزيادة الجريان السطحي وتآكل التربة، كما تعمل تجمعاتها الكثيفة على الإقلال من التنوع الحيوي.
وكان المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، تبنى مشروعات متنوعة لمكافحة النباتات الغازية؛ بهدف رصد ومكافحة النباتات الدخيلة والغازية للبيئة المحلية ومعالجة تأثيراتها السلبية على التربة والبيئة الزراعية في المملكة.
وتضمنت المبادرة أربعة مشروعات؛ هي: مشروع رصد النباتات الدخيلة والغازية بالمناطق البرية والساحلية والمتنزهات الوطنية والغابات الجبلية، ومشروع المكافحة الميكانيكية (الإزالة)، إضافة إلى مشروع المكافحة الكيميائية باستخدام المبيدات المتخصصة، ومشروع إعادة تأهيل واستزراع المواقع الموبوءة واستبدالها بالأنواع المحلية.
وعُرفت النباتات الغازية على أنها الأنواع التي يتم نشرها خارج نطاقها الجغرافي الأصلي فتتكاثر وتنتشر في نطاقها الجديد وتهدد التنوع البيولوجي وتؤثر سلباً على الغطاء النباتي، إذ جرى تسجيل 48 نوعاً من النباتات الضارة، ومن أشهرها وأكثرها انتشاراً في جنوب غربي المملكة أربعة أنواع؛ الأرجمون الأصفر والتبغ الأزرق والتين الشوكي والبروسوبس
باحثة تحذّر من انقراض النباتات الأصلية
كشفت الباحثة ابتسام عوضة، في دراسة علمية قدمتها عبر جامعة الملك خالد، تأثيرات سلبية كثيرة للنباتات الغازية على الغطاء النباتي، يتعدى إلى تأثيرها على الأمن الغذائي والاقتصاد والزراعة بشكل عام بسبب اتساع نطاقها ومنافستها للأنواع المحلية، كون عملية انتشارها تؤدي إلى إحداث تغيير في كثافة الأنواع النباتية المحلية، وقد تتسبب في انقراض النباتات الأصلية وتقليل القاعدة الوراثية للأنواع المحلية والحد من التنوع البيولوجي، إذ إن الأنواع الغازية تُعد من أكبر مهددات التنوع الأحيائي وقد تسهم في نقص المياه وتعطيش النباتات الأخرى وزيادة الحرائق.
وتعد الأنشطة البشرية من أبرز معززات الأنواع الغازية التي تسببت بضرر اقتصادي عالمي يقدر بنحو 1.28 تريليون دولار منذ سبعينيات القرن الماضي. فيما تتزايد فاتورة الخسائر الناتجة عن الأنواع الغازية وتتضاعف كل ست سنوات، بحيث وصلت إلى 162 مليار دولار عام2017م. ولا تشمل هذه الأرقام الأضرار التي يتعذر قياسها، مثل انبعاثات الكربون وفقدان خدمات النظام البيئي.