تنذر الأوضاع في أوكرانيا بمزيد من التفجر والتصعيد، في ضوء الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا على القوات الروسية؛ فيما قررت الولايات المتحدة تزويد كييف بقنابل عنقودية، وذلك فيما تستعد العاصمة الليتوانية فيلنيوس لانعقاد قمة قادة الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال الفترة 11 – 12 يوليو الجاري. وهي قمة مصيرية بلا شك؛ إذ إنها تأتي وسط دعوات إلى تسريع انضمام فنلندا والسويد، في حين تطالب ليتوانيا بضمها إلى الحلف، ونشر قوات أطلسية لحمايتها من عدوان محتمل من قبل روسيا وبيلاروسيا المجاورتين لليتوانيا. كما أن هذه التطورات المثيرة للقلق تأتي في وقت يوشك فيه اتفاق نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود على انتهاء أجله، وسط ترجيحات بأن روسيا سترفض تمديد العمل به. ويزيد الأمر تفاقماً احتمال استخدام السلاح النووي في النزاع، الذي هو في جوهره مواجهة غربية – روسية، عنوانها إعادة أوكرانيا للإمبراطورية الروسية. وفي أتون هذه التوترات والتهديدات المتبادلة ليس ثمة تعويلٌ إلا على إمكان التزام قادة الغرب وروسيا بتغليب الحكمة، وتجنيب العالم ويلات تفاقم النزاع الراهن. ذلك أن كل معطيات الوضع الراهن كفيلة بنقل تأثيرات الحرب المستمرة منذ 500 يوم إلى أرجاء العالم، من خلال الإشعاع النووي المخيف، ومن خلال نقص الغذاء الذي يحتاج إليه العالم كله، ومن خلال تدمير الاقتصاد في روسيا والاتحاد الأوروبي، وإدخال الاقتصاد العالمي في ركود وتضخم قاسيين.