وشكك مراقبون في أن تؤدي الاستقالة إلى اختفاء جونسون عن المشهد السياسي فعليا، مؤكدين أنه لن ينسحب من الحياة السياسية. وكتبت صحيفة «تايمز»: «قد يكون جونسون استقال من منصبه كعضو في البرلمان، لكنه أوضح أنه لا يرى في ذلك نهاية مسيرته السياسية»، وأضافت أنه «لا ينوي التزام الصمت. حتى لو لم يكن لدى جونسون إمكانية العودة إلى الحياة السياسية على الفور فإن ذلك لا يجعله أقل خطورة على خلفه».
واستبعدت هيئة الإذاعة البريطانية أن يتوارى جونسون عن الأنظار، إذ إنه يجد نفسه تحديدا في المكان الذي يحب أن يكون فيه: «محط الاهتمام، ويتساءل المشاهدون عما سيفعله بعد ذلك». واعتبرت «بي بي سي» أن شبح بوريس جونسون يطارد ريشي سوناك، لكن هذا آخر شيء يحتاج إليه رئيس الوزراء.
الاستقالة التي بدت مفاجئة تفاقم الصعوبات التي يواجهها رئيس الوزراء قبل عام من الانتخابات التشريعية؛ فبعد 13 عاما في السلطة، كان المحافظون في أدنى مستوياتهم في استطلاعات الرأي، وتلقوا مطلع مايو الماضي هزائم في الانتخابات المحلية. ومن المقرر أن تؤدي استقالة جونسون إلى انتخابات فرعية في دائرته في شمال غرب لندن.
وقبل ساعات من استقالته، أعلنت واحدة من أقرب حلفائه وزيرة الثقافة السابقة نادين دوريس، التي كانت لا تزال نائبة، استقالتها أيضا، وبالتالي ستكون هناك انتخابات محلية عالية الخطورة في دائرتين انتخابيتين.
وصحيفة «دايلي إكسبرس» قالت إنه مع سلسلة هزائم؛ لأنه من الصعب أن نتصور كيف يمكنه أن يفوز بإحدى هذه الانتخابات الفرعية، سلطة سوناك كرئيس للوزراء سوف تتبخر، وتحدثت عن حرب داخل حزب المحافظين.
اللافت أن جونسون هاجم في بيانه حكومة ريشي سوناك، وقال: «عندما تركت منصبي العام الماضي لم تكن الحكومة تسجل سوى تأخير ببضع نقاط في استطلاعات الرأي. اليوم اتسعت هذه الهوة بشكل كبير».
وأضاف: «بعد سنوات قليلة فقط من الفوز بأكبر غالبية خلال نحو نصف قرن (انتخابه في 2019)، بات واضحا أن هذه الغالبية مهددة الآن، حزبنا بحاجة ماسة إلى استعادة زخمه وإيمانه بما يمكن أن يفعله هذا البلد».
بدوره، وصف حزب العمال المعارض بوريس جونسون بأنه «جبان» بالاستقالة بدلا من مواجهة قرار لجنة الامتيازات. وقالت أنجيلا راينر من حزب العمال: «كان بإمكانه الدفاع عن نفسه، والتصدي لتعليق مهماته، لكنه قرر عدم القيام بذلك لأنه يعلم أنه مخطئ».
ولا يزال يتوجب على لجنة تحقيق برلمانية تحديد ما إذا كان جونسون كذب على البرلمان عندما قال مرارا إنه تم الالتزام بكل القيود الصحية المتعلقة بوباء كوفيد 19 داخل مقر الحكومة في داونينغ ستريت.