أتحدث عن تجربة الأمير محمد بن سلمان والفريق المساند له في قيادة المملكة العربية السعودية نحو بناء دولة تواكب المستجدات العالمية على مختلف الصعد.
في زيارات عدة تلبية لدعوات من غير جهة في السعودية وجدت ما لم أجده في جميع الدول التي تجولت في ميادينها، وأنا هنا لا أتحدث عن التنمية «الاسمنتية» التي عادة ما تبهر الرائي، التي تفاخر بها بعض الدول، بل أتحدث عن بناء الإنسان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لأنه إذا لم تستثمر في الإنسان فلن تصل لمبتغاك مهما حاولت وبذلت وصرفت من أموال ووقت.
لن أتحدث عن المبدع الأمير محمد بن سلمان، صدقاً، المخزون اللغوي لدي لا يمكنني من وصف ما شاهدته خلال زياراتي.
أتحدث هنا عن أحد المبدعين من الفريق الذي يحيط بالأمير محمد بن سلمان، وأعني الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء. ليس ثمة أجمل من أن تجد «شخصا» يفهم وينفذ ماذا تريد قيادته لبناء مشروع دولة تواكب المتغيرات التي فرضتها ثورة الاتصالات على مختلف الصعد.
هذا الأمير المتقد حيوية ونشاطا يعرف جيدا ماذا تريد قيادته.
ونحن في الكويت ثمة «دين في أرقبتنا» نحو القيادة السعودية تمثل بدورها الكبير إبان محنة الغزو العراقي الغاشم، وبشكل خاص تجاه خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز، طيب الله ثراه، والأمير محمد بن فهد، حين كان أميرا للمنطقة الشرقية. ونحن في ذكرى انطلاق عمليات «عاصفة الصحراء» نستذكر الدور الحكيم والبطولي لهذه الأسرة الحكيمة، وأجزم أنني وفقت -حين قام سموه بزيارة الكويت- أن أطلقت على سموه لقب «حبيب الكويت والكويتيين».
ما من شك أن اختيار الأمير تركي لإدارة ملفات دولية ونقل رسائل ذات طبيعة خاصة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى ملوك وأمراء دول مجلس تعاون الخليج العربي هو اختيار حاذق، فهو، قبل كل شيء، حفيد الملك فهد والأمير نايف بن عبدالعزيز، طيب الله ثراهما، وهذا يفسر الوعي والثقافة اللذين اكتسبهما من الراحلين الكريمين.
هذه القيادة الحكيمة لا تستعير التاريخ، ولا تغرف من جرار الآخرين لكي تبحث عمن «يلمع» صورتها -كما يفعل آخرون- أسرة حكم فرضت احترامها انطلاقا من دورها الحكيم في قيادة المنطقة.
وإذ تسنى لي كتابة هذه الأسطر فإنني أجد نفسي عاجزا عن كتابة ما لدي من رأي وإطراء تجاه «فريق» الأمير محمد بن سلمان. لكم المجد.
* محام وكاتب كويتي