وقالت إن هناك العديد من الأمور التي تدخل اللاعبين في دوامة نفسية قد لا يبوحون بها ويكتفون بالسكوت وتحمّل الانعكاسات السلبية، فقد يمرون ببعض الحالات التي تدخلهم في حالة من التوتر النفسي العالي جداً وقد لا يستطيعون النوم بسبب ذلك.
وتستشهد الدتورة هويدا بقصة اتصال لاعب عندما طرح مشكلته النفسية، مبيناً أنه محترف ولاعب كبير ويمتلك كل المقومات الرياضية المتميزة والناجحة التي قادته إلى النجومية، ولكنه يشكو من مشكلة نفسية وهي مواجهة الجمهور لكونه يعاني نوعاً من أنواع الرهاب، فرغم شهرته الكبيرة إلا أنه لم يتعلم فن مواجهة الجمهور، وعند سؤاله: لماذا لم تستشر طبيباً نفسياً قال:
لا أريد الإعلام والجماهير يلاحقونني وأصبح حديث المجتمع الرياضي بأنني مريض نفسياً.
وتابعت الدكتورة هويدا: وهناك لاعب آخر تمثلت مشكلته في إنه لاعب متمكن وترتاح الجماهير له ولكن مشكلته أن مدربه يضعه دائماً في دكة الاحتياط ولا يسمح له باللعب إلا في الدقائق الأخيرة من المباراة وهذا ما انعكس على نفسيته حتى ترسّخت صورة أمام جماهير ناديه بأنه «لاعب دكة» فقط ولا يستطيع تقديم مباراة لمدة 90 دقيقة، ومن القصص أيضاً زيارة لاعب لعيادتي وطرحه مشكلة بسيطة إذ يقول:
امتلك مهارة عالية في التصويب وسرعة فائقة وتدريب على مستوى عالٍ، ولكن عندما أضيع الهدف وخصوصاً في ضربة الجزاء تنتابني حالة إحباط شديدة بسبب رد فعل الجماهير، وهذا ينعكس ويؤثر على نفسيتي، وللأسف فإن مثل هذا اللاعب قد يؤثر على الفريق بأكمله، فرغم كون المشكلة بسيطة ولكن رد فعلها السلبي تكون كبيرة على أداء اللاعبين.
وتؤكد الدكتورة هويدا، أن الأندية الرياضية بحاجة إلى الاهتمام بالجوانب النفسية التي تعزز من ثقة اللاعبين وتصقل المهارات النفسية في دواخلهم، فالشاهد أن أكثر الأندية للأسف لا تقدم الجرعات النفسية عبر قنواتها الصحيحة من خلال المختصين النفسيين بل تكتفي بالجوانب المعنوية أكثر من غيرها أو تستضيف مختصاً ولو لمرة واحدة لتقديم محاضرة نفسية واحدة طوال العام وهذا بالطبع لا يفي بالغرض المطلوب، والمقترح هو أن يتم الاهتمام في الأندية بالجوانب النفسية للاعبين الذين يعانون من بعض الإشكالات النفسية التي لا تستوجب التدخل الدوائي بل العلاج النفسي السلوكي لتعزيز الثقة في شخصياتهم.