وقبل تلك التصريحات، ما أكد عليه وزير الإعلام سلمان الدوسري في يوم عرفة، بأن حملة (لا حج بلا تصريح)، هي باختصار «إعطاء الحجاج المصرح لهم كامل حقوقهم، أما الحجاج غير المصرح لهم، فهم يسلبون حقوق غيرهم، وواجب الحكومة السعودية بأن تحمي حقوق الحجاج النظاميين»، وهذا التصريح -الذي يُعد الأقوى- في موسم الحج له دلالته العميقة نظامياً وقانونياً وحتى إنسانياً، من خلال التأكيد على أن الحج رحلة إيمانية تعبّر عن سلوك في تطبيق الأنظمة والتعليمات، وعبادة في التوجه إلى الله لأداء النسك بلا ضرر بحقوق الآخرين، وهذا التصريح هو ما يُفترض أن يُبنى عليه الخطاب الإعلامي السعودي في الحج، فلا مجال للتساهل بعد اليوم مع أي حاج غير نظامي يريد أن يسلب حق غيره، أو يتحايل على النظام بمخالفة أنظمة الحج.
نجزم يقيناً بنجاح موسم الحج، وما تحقق فيه هذا العام من جهود استثنائية، تكاملت فيها المنظومة الأمنية والعسكرية مع الجهات الخدمية الحكومية والخاصة والقطاع غير الربحي، وما وثقته التقارير والأرقام والإحصائيات، وقبل ذلك النوايا الطيبة للسعوديين بخدمة حجاج بيت الله الحرام حتى المخالفين منهم، ومن ذلك الخدمات الصحية لعدد 141 ألف حاج من غير المصرح لهم، وهذا بحد ذاته رسالة تقدير إنسانية من حكومة المملكة.
ندرك كسعوديين أن هذا الواجب المقدس الذي نؤديه بلا منّة ولا أذى هو ما شرّفنا الله به حكومة وشعباً، ونعتز بذلك، وهي مسؤولية كبرى نتحمّل تبعاتها وتحدياتها، وأخطرها اليوم ما يُثار في وسائل التواصل الاجتماعي من مأجورين مسيسين لأهداف مكشوفة، ومأزومين بحقدهم وحسدهم، ومتلونين في مواقفهم وتوجهاتهم، وهذه الحملة المسعورة التي لا تزال تمارس الكذب والتضليل ستبقى موجودة، وستنشط قبل وأثناء وبعد كل موسم حج، ولكن تعودنا نحن في المملكة على المضي للأمام، وتطوير خططنا التي بدأت من الآن للعام المقبل، واستثمار التقنيات لتسهيل رحلة الحج، وتقديم كل ما يحقق أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
الإعلام المضاد الذي يحاول أن يقتات على موسم الحج فشل هذه المرة بالمتاجرة والمزايدة؛ لأن الواقع يقول «لا حج بلا تصريح»، ومن سيخالف عليه أن يعتبر بما حصل لغيره؛ ممن تم القبض عليهم، أو بقي بلا سكن أو مأوى في المشاعر وتعرّض لأشعة الشمس والإجهاد الحراري وكانت النتيجة مؤلمة لنا جميعاً، ولن يكون هناك بعد اليوم حاج غير نظامي سيسلب حق غيره النظامي.. هذه هي رسالتنا الإعلامية الأقوى.