كشف مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، العميد عيد محمد ثاني حارب، عن تحقيق نتائج بارزة في جهود الدولة لمكافحة المخدرات، شملت انخفاضاً كبيراً في مؤشر الوفيات الناتجة عن تعاطي جرعة زائدة، بنسبة وصلت إلى 54.4% خلال الفترة من عام 2016 حتى 2021 بعد ارتفاع حاد في مؤشر الوفيات خلال الفترة التي سبقتها من عام 2012 إلى 2016 بنسبة وصلت إلى 291.7%.
وقال حارب خلال كلمته في فعاليات مؤتمر مكافحة المخدرات على هامش القمة الشرطية العالمية، أمس، إن الانخفاض الكبير الذي استمر بنسبة 29% خلال العام الماضي قابله ارتفاع لافت في عمليات ضبط المتهمين من تجار ومروجي المخدرات في الدولة، بنسبة وصلت إلى 216% منذ عام 2016 (الذي شهد تأسيس وانطلاق عمل المجلس الاتحادي لمكافحة المخدرات) حتى عام 2021.
وتفصيلاً، قال العميد محمد عيد ثاني حارب، بالنيابة عن رئيس المجلس الاتحادي لمكافحة المخدرات نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الفريق ضاحي خلفان تميم، إن جهود المكافحة على مستوى الدولة شهدت تطوراً لافتاً منذ قرر الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تشكيل المجلس الاتحادي لمكافحة المخدرات، الذي يضم أربع لجان رئيسة: اللجنة العليا لمكافحة المخدرات، ولجنة العلاج، ولجنة التوعية، ولجنة الدمج، مؤكداً أن هناك تنسيقاً مستمراً بين هذه اللجان والشركاء ذوي الصلة من مراكز علاج وتأهيل أو مؤسسات معنية بعمليات الدمج والعلاج.
وأضاف خلال جلسة بعنوان «المخدرات.. والتحديات المستقبلية في المكافحة» أن النتائج الكبرى التي تحققت منذ تأسيس المركز انعكست بشكل واضح على جوانب رئيسة، أبرزها ارتفاع مؤشر القبض على المتهمين من التجار والمروجين إلى 216.7% خلال الفترة من 2016 حتى 2021 مقارنة بالسنوات الخمس التي سبقت تأسيس المجلس. كما استمر الارتفاع بنسبة 29% خلال العام الماضي مقارنة بعام 2021، ما يعكس سير الدولة على الطريق الصحيح، خصوصاً في ظل التركيز على ضبط الرؤوس الكبيرة من مروجي وتجار المخدرات، سواء الذين يمارسون أنشطتهم داخل الدولة، أو من يجلبون المخدرات من الخارج ويحاولون تهريبها.
وتابع حارب أنه في الجانب المقابل تبنت الدولة موقفاً إنسانياً تجاه مرضى التعاطي، بداية من سن قانون مكافحة المخدرات، وتحديثه بمواد بالغة الأهمية، مثل المادة 89 من القانون رقم 30 لسنة 2021 التي تنص على أنه لا تقام دعوى جزائية على متعاطي المخدرات أو المؤثرات العقلية إذا تقدم من تلقاء نفسه، أو زوجه أو أحد أقاربه حتى الدرجة الثانية أو ممن يتولى تربيته إلى الوحدة أو النيابة العامة أو الشرطة قبل ضبطه، أو قبل صدور أمر بالقبض عليه، طالبين إيداعه للعلاج لدى الوحدة.
وأكد أن «هذه المادة فتحت الباب على مصراعية أمام المتعاطين وذويهم للجوء إلى الشرطة أو الجهات المختصة، وإنقاذ أنفسهم قبل الوقوع في يد جهات إنفاذ القانون، ما قلل بالتبعية مؤشر المتعاطين الجدد على مستوى الدولة».
والأهم من ذلك انخفاض مؤشر الوفيات الناتجة عن تعاطي جرعة زائدة.
وأوضح حارب أن «الوضع كان خطيراً قبل تأسيس المجلس الاتحادي لمكافحة المخدرات، إذ بلغ ارتفاع الوفيات الناتجة عن تعاطي جرعة زائدة على مستوى الدولة خلال الفترة من عام 2012 إلى 2016 بنسبة 291.7%، وهو ما استدعى تأسيس كيان يكافح هذه السموم المدمرة».
وأشار إلى أن «الوضع انعكس كلياً في السنوات الخمس اللاحقة من تأسيس المجلس، إذ انخفض مؤشر الوفيات الناتجة عن تعاطي جرعة زائدة من عام 2016 حتى عام 2012 بنسبة 54.2%»، مؤكداً أن «هذا يمثل إنجازاً لافتاً في طريق مكافحة هذه السموم».
وقال حارب إن «التعاون الدولي يمثل العمود الأساسي لمكافحة المخدرات، سواء كان محلياً أو دولياً، إذ أثبتت التجارب العملية أنه لا يمكن مكافحة المنظمات الإجرامية بالغة الخطورة في هذا المجال، دون تبادل المعلومات والخبرات، خصوصاً أن العالم يعاني فترة صعبة من التغير الكلي في عمليات وأساليب تهريب وترويج وإخفاء المخدرات، بل وطبيعتها، وطريقة إنتاجها وصناعتها، ما يمثل تحدياً مستمراً وكبيراً أمام أجهزة المكافحة في جميع دول العالم».
وأضاف أن «دول العالم أجمع تعاني بسبب هذه السموم التي تستنزف مواردها وتدمر الأجيال الجديدة، لكن الواقع أثبت أن العمل بمبدأ القارب الواحد حقق نجاحاً كبيراً وأسهم في توجيه ضربات موجعة لمنظمات إجرامية خطيرة، ورؤوس كبرى من تجار ومروجي المخدرات».
وأشار إلى أن التعاون الدولي المستمر من دولة الإمارات، ممثلة في وزارة الداخلية، أسهم خلال الفترة من عام 2018 حتى عام 2021 في تمرير 4612 معلومة إلى 55 دولة، أسهمت في القبض على 549 متهماً، معظمهم من الرؤوس الكبيرة، وضبط 380 طناً و309 كيلوغرامات من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.
المتعاطون في الخارج
قال العميد عيد محمد ثاني حارب، إن من التحديات التي واجهتها الدولة في إطار جهودها لمكافحة المخدرات، إجراءات متعلقة بالمتعاطين الذين يأتون من الخارج، إذ يتعاطون في بلدانهم ثم يقصدون الدولة، وقد يتوفون فيها نتيجة تعاطيهم. وأكد استهداف جميع فئات وشرائح السكان من مواطنين ومقيمين وزوار، بتبعات هذا السلوك، وتشجيعهم على الخضوع للعلاج في الدولة، والاستفادة من القانون الذي لا يسائل المتقدمين طواعية للعلاج.
جمعة بلهول: 5 تحديات تواجه البشرية
قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، خلفان جمعة بلهول، إن هناك 10 توجهات كبرى تُصمم مستقبل العالم، وخمسة تحديات مستقبلية تواجه البشرية.
وأوضح أن التوجهات الكبرى التي ستصمم المستقبل خلال العام الجاري تتمثل في: ثورة الموارد، والزجاج الحيوي، وهي مادة هلامية تساعد على علاج كسور العظام وتطبع بتقنية ثلاثية الأبعاد، وانخفاض كلفة البيانات، وتزايد الثغرات التكنولوجية الأمنية، وتطور تقنيات الطاقة، وإدارة النظم البيئية، وعالم بلا حدود والعمل فيه بلا حدود، والواقع الرقمي، والتعايش مع الروبوتات، وإعادة تحديد الأهداف الأساسية المتعلقة بالدخل والاحتياجات، وتزايد الاهتمام بالصحة المتقدمة والتغذية.
واستعرض بلهول التحديات المستقبلية التي تواجه البشرية، وأبرزها التغيير المناخي، وتلبية الاحتياجات الأساسية، وهشاشة الاقتصاد العالمي، وتزايد اللامساواة والانقسام، وشعور البشر بالقلق.
وتطرق بالهول خلال الجلسة إلى بداية تأسيس دولة الإمارات، لافتاً إلى أنها تمكنت بعزم القيادة من تحقيق المستقبل على أرض الواقع، مشيراً إلى أن دبي بدأت قديماً في استشراف المستقبل من خلال مشاريع طموحة أبرزها بناء ميناء جبل علي الذي يعتبر أضخم ميناء من صنع الإنسان، ما كان له تأثير كبير على تطوير دبي ونمو الاقتصاد.
216 %
ارتفاعاً في ضبط التجار والمروجين محلياً بعد استهداف الرؤوس الكبيرة خلال الفترة من 2016 إلى 2021.