دعت رئيسة لجنة الباحثين والمبتكرين بمجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة فضة الدويش إلى ضرورة إيلاء البحث العلمي والابتكار المزيد من الاهتمام لما له من مكانة في خطط التنمية بالدول العربية.
جاء ذلك في كلمة ألقتها ممثل الكويت فضة الدويش أمام الملتقى الثاني للشباب العربي لبناء الوعي الذي ينظمه مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة في إطار مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتخصيص عام 2023 عاما للشباب العربي.
وأكدت الدويش، في الجلسة الثانية من الملتقى الذي بدأ أعماله الاثنين تحت عنوان «دور الشباب في تعزيز المواطنة الاقتصادية»، أهمية البحث العلمي والابتكارات في إحداث التكامل العربي من خلال الاستفادة بالمنهجيات والأساليب المبتكرة في مجال البحث العلمي والابتكار التي تدعم مشاركة الشباب والتي حضت عليها الخطط التنموية بالدول العربية.
وطالبت في هذا الاطار بضرورة دعم بناء نظام الابتكار الوطني وبناء القدرات البشرية وقدرات المؤسسات الاقتصادية في هذا المجال وتطوير الأنظمة المتوازنة للملكية الفكرية بما يتوافق مع الرؤى التنموية.
وشددت على ضرورة تجديد آليات الحوكمة لتوجيه الأنشطة الوطنية لتفعيل مشاركة الشباب في هذا المجال.
واستعرضت خلال مداخلتها عدة محاور كان أبرزها «التكامل العربي في المنهجيات والاساليب المبتكرة في البحث العلمي والابتكارات التي تدعم مشاركة الشباب وتعبر عن قدراته المعرفية والاقتصادية والتكنولوجية».
وقالت إنه على المستوى الاقليمي العربي نفذت بعض الدول العربية أنشطة متعلقة بالبحث العلمي والابتكار أهمها «المنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة» الذي تنظمه سنويا عدة مؤسسات إقليمية ودولية بالتنسيق مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو).
وأضافت الدويش أن هذا المنتدى تطرق إلى ارتباط البحث العملي والابتكار بخطة التنمية المستدامة لعام 2030 وإلى مشاركة الشباب بتنفيذ هذه الخطة لاسيما «الاستراتيجية العربية للبحث العلمي والابتكار وخطة تنفيذها».
ولفتت إلى ايلاء الدول العربية المزيد من الاهتمام بالبحث العلمي والابتكار من خلال رؤية تنموية وطنية لكل دولة على حدة «حسب ظروفها السياسية والاقتصادية والتاريخية والثقافية» تسعى من خلالها الى مواكبة التقدم السريع للعولمة وتنمية القدرة التنافسية للاقتصاد.
غير أنها أوضحت ان هذه الرؤى الوطنية رغم أنها لا تضع جميعها البحث العلمي والابتكار في صلب التنمية إلا أن أغلبها يشير إلى أن البحث العلمي والابتكار «أداة متعددة الوظائف لتحقيق أهداف التنمية واشراك الشباب في تحقيقها».
وأضافت أن أغلب تلك الرؤى الوطنية تشدد على «أن النمو المستدام يتطلب استثمارا مستداما في طرق البحث الجديدة وابتكارا مستمرا في مجالات عدة مثل التعليم والصحة».
وأوضحت الدويش أن العديد من الرؤى التنموية العربية بينت أهمية دور البحث العلمي والابتكار في التنمية وركز البعض منها على أهمية تطوير التعليم والقدرات البشرية بهدف تطوير ريادة الأعمال كرؤية الكويت والأردن والبحرين.
وأضافت أن بعض الرؤى التنموية العربية أشارت الى دور البحث العلمي والابتكار في التنمية الاقتصادية وبناء مجتمع المعرفة كرؤية الإمارات وعمان وقطر وليبيا ومصر والسعودية.
واستعرضت خلال مداخلتها رؤية الكويت بالبحث العلمي والابتكار لعام 2035، حيث بينت أن هذه الرؤية تشدد على الأولويات طويلة الأجل للتنمية وتحديث وتطوير البنية التحتية للاتصالات والمعلومات.
وأشارت في هذا الصدد الى أن الركيزة الخاصة بتكوين رأس مال بشري إبداعي تهدف إلى إصلاح نظام التعليم لإعداد الشباب على نحو أفضل وتزويدهم بقدرات تنافسية وإنتاجية في القوى العاملة الوطنية.
وأشارت الى أن محور المعرفة والابتكار والبحث العلمي في «رؤية مصر 2030» يمثل الركيزة الثالثة لاستراتيجية التنمية المستدامة التي تهدف إلى جعل المجتمع المصري بحلول عام 2030 مجتمعا منتجا للعلوم والمعارف وإنشاء نظام متكامل يضمن القيمة التنموية للابتكار والمعرفة ويربط تطبيقات المعرفة ومخرجات الابتكار بالأهداف والتحديات الوطنية.
وأشارت الدويش كذلك الى «رؤية قطر الوطنية 2030»، وبينت أن الركيزة الأولى للاستراتيجية تهدف إلى بناء نظام تعليمي يواكب المعايير العالمية العصرية ويوازي أفضل النظم التعليمية ويتيح الفرص للشباب لتطوير قدراتهم ويشجع على التفكير التحليلي والنقدي وينمي القدرة على الإبداع والابتكار.
وكانت أعمال النسخة الثانية من «ملتقى حديث الشباب العربي لبناء الوعي» قد انطلقت اليوم تحت شعار «الشباب وتعزيز التكامل الاقتصادي العربي» والذي ينظمه مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة وذلك في إطار مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي بتخصيص عام 2023 عاما للشباب العربي.