يتعرض المدنيون في بوركينا فاسو لحرب شاملة تشنها عليهم الحكومة والجماعات المتشددة، مع اتهام الطرفين بارتكاب جرائم حرب، وتتهم جهات الجيش باستهداف جماعة الفولاني العرقية، بينما تشير أصابع الاتهام للمتشددين في أنهم ينتقمون من القرويين الذين يعتقدون أنهم يدعمون الحكومة. ووفقاً لمشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح، قُتل 1694 مدنياً خلال العام الماضي على يد الجيش والمسلحين المتشددين، وارتفع العدد بين أبريل ويونيو.
وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، إن المتشددين استهدفوا قرى اتهموها بدعم قوة الدفاع التطوعية الحكومية التي أطلقها الرئيس إبراهيم تراوري في أكتوبر. وتولى تراوري وهو ضابط بالجيش السلطة بعد انقلاب في سبتمبر أطاح ببول هنري داميبا لفشله في التعامل مع تمرد المتشددين المستمر منذ ست سنوات، وكان داميبا ضابطاً عسكرياً واستولى أيضاً على السلطة قبل ثمانية أشهر من الإطاحة به. ويقول الباحث البارز بمشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح، هاني نصيبيا، إن الحكومة السابقة اتبعت نهجاً أكثر مرونة لإدارة الصراع، والذي تضمن الحوار مع المتشددين وعرض العفو عنهم.
وتُعد الأزمة في بوركينا فاسو «الأكثر إهمالاً» في العالم، حيث لايزال التركيز على أوكرانيا. وقال نصيبيا إن النتيجة كانت زيادة في عمليات القتل الجماعي والإعدام بإجراءات موجزة والاعتماد على ضربات الطائرات بدون طيار، والتي لم يعتقد أن أياً منها سيساعد الجيش على استعادة السيطرة على الأراضي، لكنه قد يزيد من تأجيج الصراع.
ويقول نصيبيا إنه يخشى الانقسام المتزايد داخل بوركينا فاسو على أسس عرقية، ويضيف: «الأمر يتعلق بالعقاب الجماعي من كلا الجانبين، كما أنه يتبع نمط تعبئة المتطوعين بشكل رئيس على أسس عرقية – بشكل رئيس من المجتمعات المستقرة، وقد أدى ذلك إلى تسريع الدعوات إلى التطهير العرقي، والرسائل المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، والدعوات لقتل جماعات الفولاني العرقية».
ونزح ما يقرب من مليوني شخص في بوركينا فاسو بسبب الصراع الذي انتشر عام 2016، ويُعتقد أن ما يقدر بنحو 800 ألف شخص يعيشون تحت حصار من قبل المتشددين، الذين قيل إنهم هاجموا إمدادات المياه وأغلقوا المدارس. ووصف المجلس النرويجي للاجئين بوركينا فاسو بأنها «عاصفة كاملة من الصراع والنزوح وانعدام الأمن الغذائي»، وصنفها أخيراً بأنها أكثر الأزمات إهمالاً في العالم، إذ لم تتلق من الاستجابة الإنسانية سوى خُمس التمويل الذي دعت إليه مجموعات الإغاثة.