واصل مطار دبي الدولي مسيرة نموه المذهلة في حركة المسافرين، محققاً أرقاماً استثنائية مع استقبال 68.6 مليون مسافر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري.
وحسب بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي، فإن هذا الإنجاز يُعزى إلى الجهود الحثيثة التي يبذلها فريق العمل والشركاء الاستراتيجيون في مطار دبي الدولي، والذين يسعون جاهدين للحفاظ على مكانة المطار كبوابة عالمية رائدة.
وقال غريفيث: “لقد أثبت هذا العام قدرة مطار دبي الدولي على تحقيق النمو المستمر والتكيف مع التحديات، مع الحفاظ على أعلى معايير التميز في الخدمات. وما من شك بأن موظفينا هم سر نجاحنا، فبفضل تفانيهم والتزامهم استطعنا تحقيق أرقام قياسية في أعداد المسافرين والحفاظ على الأداء التشغيلي الذي وضعنا في الصدارة منذ أكثر من عقد من الزمان”.
وأضاف: “نشهد اليوم زيادة غير مسبوقة في عدد الرحلات المباشرة، مما يُمثل تحولاً هاماً في النمط الذي كان سائداً في حركة المسافرين والذي كان يعتمد سابقاً على رحلات الترانزيت. ويعكس هذا التحول تنامي مكانة دبي ليس فقط كوجهة سياحية رائدة، بل كمركز عالمي للعيش والعمل والاستثمار، وهو ما يتجلى بوضوح في ازدهار سوق العقارات وتزايد جاذبية المدينة للكفاءات من جميع أنحاء العالم. ومع دخولنا الربع الأخير من العام، نحن على أتم الاستعداد لتقديم تجربة سفر استثنائية لجميع ضيوفنا، مدعومة بفعاليات دبي الشتوية ومعالمها السياحية الشهيرة.”
أداء قوي خلال الربع الثالث
حقق مطار دبي الدولي أداءً قوياً في الربع الثالث من عام 2024، حيث استقبل 23.7 مليون مسافر، ليصل إجمالي عدد المسافرين منذ بداية العام إلى 68.6 مليون مسافر، وبزيادة ملحوظة بلغت 6.3% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. وشهد الربع الثالث تنامياً في عدد الرحلات الجوية، حيث تجاوز عدد الرحلات 111,300 رحلة، ليصل إجمالي عدد الرحلات (جميع العمليات) خلال الأشهر التسعة الأولى من العام إلى 327,700 رحلة بزيادة 6.4% على أساس سنوي.
ويُعزى نجاح مطار دبي الدولي في التعامل مع الأعداد الكبيرة من المسافرين والرحلات الجوية بسلاسة إلى تفاني فريق العمل والشركاء الاستراتيجيين لتقديم تجربة سفر عالمية المستوى. كما يلعب التوظيف الأمثل للتقنيات المتطورة، مثل القياسات الحيوية وأنظمة التتبع الفوري، دوراً محورياً في توفير رحلة سلسة ومريحة لجميع المسافرين.
أبرز الوجهات الرئيسية
حافظت الهند على صدارة الأسواق الرئيسية، بعدد مسافرين وصل إلى 8.9 مليون مسافر خلال الأشهر التسعة. وتلتها المملكة العربية السعودية في المركز الثاني بـ 5.6 مليون ضيف مسجلة زيادة بنسبة 15.2%، في حين استحوذت المملكة المتحدة على 4.6 مليون ضيف، بزيادة %4.7 عن الفترة نفسها من العام الماضي. ووصل عدد المسافرين من باكستان والولايات المتحدة إلى 3.4 مليون مسافر و2.6 مليون مسافر على التوالي، بينما وصل عدد المسافرين من ألمانيا إلى مليوني مسافر.
وعلى صعيد المدن، حافظت لندن على مكانتها كأبرز وجهة بـ 2.9 مليون مسافر، تلتها الرياض، التي شهدت نمواً قوياً بعدد 2.3 مليون مسافر، وبزيادة 25.8%. وشملت المدن الرئيسية الأخرى مومباي (1.8 مليون)، وجدة (1.7 مليون)، ونيودلهي (1.6 مليون)، واسطنبول (1.3 مليون).
خلال هذه الفترة، تعامل مطار دبي الدولي مع 60.1 مليون حقيبة بكفاءة عالية معدل دقة يُعد الأفضل في قطاع الطيران بلغ 99.3%. تم تسليم حوالي 92% من حقائب المسافرين القادمين في غضون 45 دقيقة من وصول الطائرة إلى المدرج. وتسلط هذه الأرقام الضوء على التزام مطار دبي الدولي الراسخ بالكفاءة التشغيلية، وقدرته على التعامل مع حركة المرور الكبيرة بدقة عالية، مع الحفاظ على سلاسة العمليات وتقديم تجربة سفر استثنائية.
حركة المرور المباشرة ونمو حركة المسافرين في فصل الشتاء
يتوقع مطار دبي الدولي استقبال 23.2 مليون مسافر في الربع الأخير من العام، وهي الفترة التي تشهد ذروة في حركة المرور المباشرة، مدفوعة بعودة المغتربين إلى ديارهم لقضاء موسم الأعياد، وقدوم الزوار للاستمتاع بالفعاليات الشتوية في الإمارات العربية المتحدة. ومن المتوقع أن تصل نسبة حركة المرور المباشرة في الربع الأخير إلى حوالي 60%، مقارنة بـ 50% في الربع الثالث و55% لكامل العام.
تستقطب الفعاليات والمعالم السياحية العالمية الكبرى، بدءاً من بطولة موانئ دبي العالمية للجولف، وبطولة طيران الإمارات للرجبي 7 لاعبين، والأسواق الاحتفالية، واحتفالات ليلة رأس السنة الجديدة الشهيرة، وصولاً إلى معرض جيتكس العالمي ومعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) في إمارة أبوظبي ملايين الزوار الدوليين. كما يشهد موسم الرحلات البحرية ذروته، حيث من المتوقع أن يمر العديد من المسافرين عبر موانئ دبي، حيث تستفيد شركات تشغيل الرحلات البحرية من البنية التحتية عالمية المستوى التي تتمتع بها المدينة وتفوقها في الربط الجوي والبحري.
وتؤكد هذه الفترة المزدحمة جاذبية دبي كوجهة شتوية دافئة ونابضة بالحياة، خاصة للمسافرين القادمين من المناطق الباردة والممطرة الذين يبحثون عن أشعة الشمس والاستمتاع بتجارب فاخرة. ومن المتوقع أن يشهد مطار دبي الدولي زيادة في أعداد المسافرين القادمين من أوروبا الغربية، مع إضافة 237 ألف مقعد (مقارنة بالربع الثالث)، ومنطقة الكومنولث للدول المستقلة، مع إضافة 301 ألف مقعد، بدعم من شركات الطيران المحلية وشركات طيران جديدة، بما في ذلك إيتا الإيطالية وكوندور الألمانية. كما انضمت شركتا طيران جديدتان إلى مطار آل مكتوم الدولي – دبي ورلد سنترال، وهما هاينان ودروك إير، التي أطلقت خط رحلات جديد إلى بارو، في غرب بوتان. وتؤكد هذه الإضافة من شركات الطيران والوجهات مكانة مطار دبي الدولي كواحد من أكثر المطارات اتصالاً على مستوى العالم.
أساس متين لعام 2025
حافظ مطار دبي الدولي على لقبه كأكثر مطارات العالم ازدحاماً بالمسافرين الدوليين للعام العاشر على التوالي، وفقاً لما كشفه مجلس المطارات الدولي (ACI) في وقت سابق من هذا العام. وبفضل أدائه القوي والزيادة المتوقعة في أعداد المسافرين خلال الربع الأخير من العام، من المتوقع أن يصل إجمالي حركة المسافرين السنوية لعام 2024 إلى 91.9 مليون مسافر، وهو أعلى رقم في تاريخ المطار الممتد على مدار 64 عاماً.
يؤكد هذا الأداء على التميز التشغيلي للمطار وتزايد حصة حركة المرور المباشرة، الأمر الذي يعكس مكانة دبي كمدينة جاذبة للسياحة والأعمال والمعيشة طويلة الأمد، كما يتضح من تصنيفها مؤخراً كأفضل مدينة في الشرق الأوسط وأفريقيا ومن بين أفضل خمس مدن عالمياً في “مؤشر المدن العالمية 2024”.
وبفضل الأسس المتينة التي أرسيت في عام 2024، يُحلّق مطار دبي الدولي نحو آفاق جديدة من النجاح، مستنداً إلى مقومات تُمكنه من الحفاظ على ريادته في قطاع الطيران العالمي، ومواصلة إعادة تعريف تجربة السفر للمسافرين، وتمهد الطريق لمزيد من النمو والابتكار في المستقبل.