تعرّض رئيس الوزراء السلوفاكي، روبرت فيكو، وهو أقوى معارض في أوروبا للدعم العسكري لأوكرانيا، لإطلاق النار مرات عدة في 15 مايو على يد مهاجم لم يُعرف عنه إلا القليل حتى الآن. وتم نقله بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى في بانسكا بيستريتسا، وهو بحالة سيئة، إلا أنه يُعتقد أن حالته أصبحت مستقرة الآن.
وذكرت التقارير أن الفاعل رجل يساري، في الـ71 من عمره، استخدم سلاحاً يملكه بصورة شرعية. ووقع إطلاق النار في اجتماع حكومي خاص خارج موقع اجتماع في مدينة هاندلوفا.
وهذا هو أول إطلاق نار على رئيس حكومة أوروبية منذ اغتيال رئيس الوزراء السويدي أولاف بالمه عام 1986.
وبعد أن عمل فيكو فترتين سابقتين كرئيس للوزراء، عاد إلى السلطة في عام 2023 في ائتلاف بين حزبه الاتجاه الديمقراطي الاجتماعي وحزبين آخرين. ولقد عارض شحن الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، وعارض توفير الأسلحة الغربية لأوكرانيا. وبدلاً من ذلك، قال فيكو في مقابلة أجريت معه في سبتمبر 2023 «لماذا لا نجبر الأطراف المتحاربة، ونستخدم ثقل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لإجبارهم على الجلوس، وإيجاد نوع من التسوية التي من شأنها أن تضمن الأمن لأوكرانيا».
نوع من التسوية
وربما تحذو جمهورية التشيك حذو سلوفاكيا في معارضتها للحرب في أوكرانيا، بعد الانتخابات البرلمانية العام المقبل. وإلى جانب المجر، تعتزم سلوفاكيا تشكيل كتلة مع تشيكيا وصربيا في معارضة دعم الولايات المتحدة والمفوضية الأوروبية لأوكرانيا.
ويعيد إطلاق النار إلى الأذهان حادثة اغتيال الزعيم الفرنسي الاشتراكي جان جوريس في 31 يوليو 1914، وهو المعارض الرئيس للحرب، بعد مقتل الأرشيدوق النمساوي فرديناند في سراييفو في الشهر السابق. وتم إطلاق النار عليه في أحد مقاهي باريس، على يد مسلح منفرد مزعوم.
وحتى الآن لا نملك أكثر من التساؤلات بشأن إطلاق النار على فيكو، ومن دون أجوبة.
ولكن بصورة عامة، تبدو الخلفية الاستراتيجية للوضع العسكري الأوكراني سيئة، إذ تشير التقارير العسكرية للجيش الأوكراني ذاته إلى أن الوحدات العسكرية الأوكرانية منهكة ومدمرة، وتتعرض لهجمات القصف الجوي الروسي المتواصل، وكذلك المدفعي.
ومن غير الواضح ما الذي تفكر فيه روسيا في سعيها لإجراء استطلاعات بالقوة حول خاركيف، لكن الحقائق البارزة ليست محل نزاع، فدول حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا تمتلك ما يكفي من القذائف وصواريخ الدفاع الجوي، ولا تمتلك أوكرانيا القدر الكافي من القوة البشرية اللازمة لصد الهجوم الروسي الزاحف.
ولن تقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مكتوفة الأيدي بينما يسير صراع عسكري، هو الأكثر أهمية منذ حرب فيتنام، نحو الفشل. ومن نواحٍ عدة تبدو حرب أوكرانيا أكثر أهمية بالنسبة لواشنطن، على الرغم من عدم مشاركة الجيش الأميركي فيها، ورجوع جنوده جثثاً هامدة في أكياس إلى الوطن.
براعة التكيف الروسي
وقبل عامين، كان العالم الغربي يتخيل أن أسلحته المتطورة ستتمكن من هزيمة الجيش الروسي، وأن العقوبات ستدمر الاقتصاد الروسي، ولكن بدلاً من ذلك، يواجه الغرب روسيا التي تزودها الإمدادات الصينية عبر عشرات الدول الأخرى، كما جرى تنشيط الجيش الروسي، الذي أظهر براعة في التكيف مع ساحة المعركة، والأسوأ من ذلك كله، تعرض القاعدة الصناعية الدفاعية الغربية للإذلال، وهي ذابلة، وغير قادرة على إنتاج ما يكفي من الأسلحة لمضاهاة الإنتاج الروسي. وستنظر إدارة بايدن إلى انتخابات نوفمبر، وهي تخشى تأثير الهزيمة في أوكرانيا على صناديق الاقتراع، ولكن إصرارها على منع النصر الروسي ينطوي على دوافع أكثر عمقاً، والتي مفادها أن صدقية القيادة الأميركية في أوروبا والعالم أجمع أصبحت على المحك.
وتمتلك الولايات المتحدة وحلفاؤها العديد من الخيارات، ولكن جميعها ليست صحية، أحدها هو مساعدة أوكرانيا على مهاجمة أهداف رئيسة داخل روسيا، وهو موضوع كرر طرحه الصقور الأميركيون. والحل الآخر هو نشر قوات غربية في أوكرانيا بشكل مباشر، أو كما اقترح البعض، من خلال قوة مرتزقة مكونة من طيارين غربيين مدربين، يحلقون بطائرات غربية ضد الروس. وامتنعت إدارة بايدن عن اتخاذ مثل هذه الخطوات، لسبب جلي، مفاده أن ذلك ربما يؤدي إلى اتساع نطاق الحرب. وذلك قبل أن تقترب روسيا من الانتصار، ولهذا فإن محاولة اغتيال زعيم حازم وذي صدقية، ومنتخب من أوروبا الشرقية، تعتبر مؤشراً على أن الأمور تسير في الاتجاه الأسوأ. عن صحيفة «آسيا تايمز»
. روبرت فيكو عارض شحن الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، وعارض توفير الأسلحة الغربية لكييف.
. إدارة بايدن لن تقف مكتوفة الأيدي بينما يسير صراع عسكري، هو الأكثر أهمية منذ حرب فيتنام، نحو الفشل. ومن نواحٍ عدة تبدو حرب أوكرانيا أكثر أهمية بالنسبة لواشنطن، على الرغم من عدم مشاركة الجيش الأميركي فيها.