تحل اليوم الذكرى الـ43 لتولي صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، مقاليد الحكم في الإمارة، خلفاً لوالده المغفور له الشيخ راشد بن حميد النعيمي، طيب الله ثراه، حيث حمل منذ السادس من سبتمبر 1981 الأمانة ليواصل مسيرة الإنجازات، وتعزيز نهضة عجمان، وترسيخ مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة الرائدة بين دول العالم في ظل قيادتها الرشيدة.
وشهدت إمارة عجمان في عهد صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، نهضة كبرى في جميع المجالات والقطاعات والميادين، ارتكزت على رؤية ثاقبة وعزيمة قوية وتخطيط محكم لبناء إمارة عصرية، إذ تم تحديث الدوائر المحلية ومواكبتها لثورة الاتصال والمعلومات، وتعزيز منصاتها الرقمية، وربطها بالدوائر الاتحادية حسب اختصاصاتها، واعتماد تلك الدوائر على الشباب المواطن المتعلم، واستحداث قوانين جديدة، وتطوير وإصلاح مجموعة من القوانين السارية، وإطلاق مبادرات ومشاريع في عجمان، أسهمت في رخاء وبناء الإنسان.
ومنذ اليوم الأول لتوليه مقاليد الحكم، حمل صاحب السموّ الشيخ حميد بن راشد النعيمي، على عاتقه مسؤولية النهوض بعجمان، وكرّس جهده ووقته لتحقيق التنمية الشاملة في مختلف المجالات التعليمية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والأمنية والثقافية والرياضية، وأولى رعاية كاملة لشؤون المواطن، ولم يدّخر جهداً في رعاية أبناء الوطن، وتعزيز جودة حياتهم وسعادتهم، وتوفير إقامة كريمة لسكان الإمارة وزوارها.
وكان قطاع التعليم ومايزال أهم المرتكزات التي شغلت فكر واهتمام سموّه منذ البدايات، حيث أسهم بدور بارز في انتظام الطلاب في التعليم شبه النظامي أواخر الخمسينات في إمارة عجمان، كما أسهم بشكل كبير في تعليم المرأة، وافتتح أول مدرسة للبنات في عام 1960. وتميّزت إمارة عجمان تحت رعايته بالاحتفال بالعلم والعلماء، وتكريم أصحاب الريادة والمتميّزين عبر يوم للعلم الذي بدأ تنظيمه منذ عام 1983.
ورعى سموّه تأسيس أول صرح علمي في مجال التعليم الجامعي الخاص، هو كلية عجمان الجامعية في عام 1988، التي أصبحت «جامعة عجمان»، وتحولت الإمارة في عهده إلى منارة للتعليم العالي.
ومنحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، إمارة عجمان، عضوية الشبكة العالمية لمدن التعلّم (GNLC) كعضو ملتزم بالتعلم مدى الحياة للجميع، ولجهودها في تبنّي الاستراتيجيات الشاملة والمستدامة لعملية التعليم.
وتقديراً لدور سموّه الريادي في تأسيس قاعدة للتعليم العالي في الإمارة، منحته جامعة بدفورد شاير البريطانية، شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال القانون عام 2009، وحصل على شهادة الدكتوراه الفخرية في مجال الفلسفة من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عام 2011، كما حصل على جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز عام 2011.
ونتيجة لجهود سموّه وتوجيهاته الحكيمة، وصل معدل الرضا العام للمجتمع عن الخدمات العامة والبنية التحتية بالإمارة إلى 97.1% في عام 2023، وفقاً لنتائج مؤشر جاذبية إمارة عجمان لعام 2023، التي أعلنها، أخيراً، مركز عجمان للإحصاء.
وفي عهد سموّه، نجحت عجمان بتأسيس بيئة استثمارية فريدة، تتمتع بمقومات التطور وتلبية احتياجات الشركات والمستثمرين المحليين والأجانب بمختلف فئاتهم، وبتوجيهات سموّه تحقق هيئة المناطق الحرة في عجمان أداء استثنائياً عاماً بعد عام، وأصبحت وجهة مثالية لآلاف الشركات والمؤسسات بما تقدمه من تسهيلات وامتيازات لكل المستثمرين.
كما شهد القطاع الصحي تطوراً سريعاً، إذ تتوافر الخدمات الصحية بأعلى المعايير العالمية للمواطنين والمقيمين، وتشهد المؤسسات الصحية القائمة تطوراً وتوسعاً كبيرين، لينال كل مريض الرعاية الطبية والعلاج والدواء بالصورة المثلى.
وبتوجيهات سموّه، وضعت إمارة عجمان التوطين وبناء القدرات الوطنية على رأس أولوياتها وبرامجها، واعتبار التنمية البشرية الأساس في كل تقدم، والسند الرئيس والقوة الفاعلة لبناء مستقبل يصنعه المتعلمون والمبدعون.
في مجال العمل الإنساني، يحرص سموّه على دعم العمل الخيري ومد يد العون لتصل إلى الإنسان على اختلاف دينه ولونه وجنسه، وتجسّدت قيمة العمل الخيري والإنساني من خلال إنشاء هيئة الأعمال الخيرية العالمية في عام 1984 لتكون أول جمعية خيرية على مستوى الدولة.
وتعمل «مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية» على توفير الدعم للمحتاجين عبر مشروعات ومبادرات خيرية وإنسانية، تستهدف الأيتام وطلاب العلم والأسر محدودة الدخل ورعاية أسر السجناء، ودعم فئات الأطفال والمسنين والمعاقين والأرامل ومساندة الحالات الإنسانية.
ويشهد لسموّه بالتواضع والقرب من المواطنين والتواصل الدائم معهم في كل المناسبات على امتداد الإمارات، إذ يشاركهم الأفراح والأتراح، ويهتم بالمريض وصاحب الحاجة، ويمتد اهتمام سموّه بالمقيمين من مختلف الدول، لتتحقق لهم الإقامة الكريمة على أرض الإمارة.