دشَّن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أمس، المرحلة التشغيلية الأولى من مشروع مركز تحويل النفايات إلى طاقة في ورسان، الذي يُعد الأكبر والأكثر كفاءة عالمياً، باستخدام أحدث نظم التكنولوجيا ودون أي تأثيرات بيئية، وبكلفة بلغت أربعة مليارات درهم.
وأكد سموّه أن دبي تواصل ترسيخ ريادتها في مجال استدامة البيئة، ترجمةً لرؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وحرصه على أن تكون دبي بين أكثر مدن العالم استدامة.
وأشار سموّه إلى أن مركز تحويل النفايات إلى طاقة في ورسان يعزّز توجه دبي الاستراتيجي في تبني الحلول المستدامة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وقال سموه: «ماضون في العمل على تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز التوازن بين الحفاظ على البيئة والنمو الاقتصادي والارتقاء بمستويات الرفاه، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة».
وأضاف سموّ ولي عهد دبي: «يبدأ المركز الجديد منظومة متكاملة وصديقة للبيئة في مجال جمع النفايات ومعالجتها وفقاً لأعلى المعايير العالمية وأحدثها بما يرسخ نهج الاستدامة في إمارة دبي».
وكان في استقبال سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لدى وصوله إلى مركز تحويل النفايات إلى طاقة في ورسان، المفوّض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، مطر الطاير، ومدير عام بلدية دبي، داوود الهاجري.
وشهد سموه أول عملية لتحويل النفايات إلى طاقة، دون أي تأثيرات بيئية، حيث جرى تشغيل خطين من أصل خمسة خطوط، تستقبل نحو 2300 طن من النفايات الصلبة يومياً، إذ يتم استخدام ضغط البخار لإحداث طاقة دوران كفيلة بتحريك المولّد الكهربائي، لإنتاج قرابة 80 ميغاواط في الساعة من الطاقة المتجددة، ترتفع عند افتتاح المرحلة الثانية إلى 220 ميغاواط من الطاقة في الساعة، بإجمالي 5280 ميغاواط في اليوم.
واستمع سموّه لشرح عن المركز، الذي يعد الأضخم من حيث القدرة التشغيلية، إذ يعالج نحو مليوني طن من النفايات سنوياً، ويحولها إلى طاقة متجددة، تلبي احتياجات أكثر من 135 ألف وحدة سكنية.
وتفقّد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم مرافق المركز، الذي شُيّد على مساحة 400 ألف متر مربع، ويضم خمسة خطوط، وتبلغ طاقته الاستيعابية لمعالجة النفايات 5666 طناً يومياً.
ويعزز المركز جهود دبي لترسيخ الاستدامة البيئية ومواجهة تحديات التغير المناخي، ويسهم في خفض 2400 طن من الانبعاثات الكربونية، من خلال تحويل النفايات من مسار الطمر سنوياً. كما يعمل المركز على زيادة الاعتمادية على الطاقة النظيفة في دبي، إذ تعادل كمية النفايات التي يجري معالجتها يومياً وتحويلها إلى طاقة، نفايات من ثلاثة ملايين شخص يومياً. كما يعمل على استخدام المياه المُعاد تدويرها لإنتاج البخار بغرض تشغيل محرك المركز (التوربينة) وتوليد الطاقة.
ويؤسس المركز منظومة ذكية ومستدامة وصديقة للبيئة في مجال جمع وإدارة النفايات ومعالجتها بما يدعم تحقيق أهداف «استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050»، التي تستهدف إنتاج 75% من احتياجات دبي من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، وجعل دبي مركزاً عالمياً للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.
ويسعى المركز إلى تحقيق أهداف استراتيجية دبي المتكاملة لإدارة النفايات 2021-2041، التي تستهدف تطبيق أفضل الممارسات في مجال الإدارة المتكاملة للنفايات وتوفير بيئة عمل آمنة لتشجيع الاستثمار الواعد، وخلق فرص تنافسية جديدة شاملة في مجال إدارة ومعالجة النفايات في دبي، وتنفيذ مشاريع طويلة المدى لتقديم حلول عملية للتحديات البيئية، بما يتماشى مع الأهداف البيئية المحددة في الأجندة الحكومية.
كما يدعم المركز سياسة الاقتصاد الدائري 2021-2031، التي تعد إطاراً شاملاً يحدد اتجاهات تحقيق الإدارة المستدامة والاستخدام الفعّال للموارد الطبيعية من خلال تبنّي أساليب وتقنيات الاستهلاك والإنتاج، بما يضمن جودة حياة الأجيال الحالية والمستقبلية، ويعزّز كفاءة استهلاك الموارد الطبيعية، ويقلّل الهدر، ويسهم في تعزيز الصحة البيئية، ويحد من الإجهاد البيئي، وصولاً لتحقيق رؤية القيادة بأن تكون دبي من الرواد العالميين في مجال التنمية الخضراء.
وجرى تطوير مركز تحويل النفايات إلى طاقة، بالشراكة مع القطاع الخاص، من خلال تحالف يضم خمس شركات محلية ودولية، عملت على تنفيذ المشروع، هي: «دبي القابضة»، و«دوبال القابضة»، و«إيتوشو»، و«هيتاشي زوسن إنوفا»، ومجموعة «بيسيكس».
ويسهم المركز في تحقيق أهداف «استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050»، وأهداف التنمية المستدامة، وتحقيق أهداف مؤتمر الأطراف (COP28)، و«عام الاستدامة» للدولة، من خلال تقليل كمية النفايات الصلبة التي تُنقَل إلى المكبات، وتطوير مصادر بديلة لتوليد الطاقة النظيفة، وتطوير منظومة إدارة النفايات على مستوى إمارة دبي.
المركز يدعم الأهداف الاستراتيجية
2400 طن يخفضها المركز من الانبعاثات الكربونية، عبر تحويل النفايات من مسار الطمر سنوياً.
المركز يزيد الاعتمادية على الطاقة النظيفة في دبي.
النفايات المُعالجة يومياً لتحويلها إلى طاقة تعادل إنتاج نفايات من ثلاثة ملايين شخص.
منظومة ذكية مستدامة وصديقة للبيئة يؤسسها المركز في مجال جمع وإدارة النفايات ومعالجتها.
المركز يدعم تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، وأهداف استراتيجية دبي المتكاملة لإدارة
النفايات 2021–2041، وسياسة الاقتصاد الدائري 2021-2031.
المركز يقلّل كمية النفايات الصلبة المنقولة للمكبات.. ويوجد مصادر بديلة لتوليد الطاقة النظيفة.. ويطوّر منظومة
إدارة النفايات على مستوى دبي.
تحالف من 5 شركات محلية ودولية نفّذ المشروع.. و5666 طناً طاقة المركز الاستيعابية لمعالجة النفايات يومياً.
أولوية استراتيجية
أكد المفوّض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، مطر الطاير، أن التوسع في تبنّي أفضل الحلول المستدامة لمعالجة النفايات وتحويلها إلى طاقة يمثل أولوية استراتيجية، بما يسهم في تحقيق مستهدفات التنمية الشاملة وفق أعلى معايير الاستدامة. وأشار إلى أن مركز تحويل النفايات إلى طاقة في ورسان، الذي يُعدّ الأكبر والأكثر كفاءة عالمياً في تحويل النفايات إلى طاقة، يسهم في ترسيخ مكانة دبي وجهةً مثالية للعيش والعمل، ويرفع معدلات النمو الاقتصادي في الإمارة، وفق أرقى المعايير الصحية والبيئية.
أحدث التقنيات
يوظّف المركز أحدث التقنيات اليابانية والسويسرية في إتمام عمليات المعالجة وتحويل النفايات إلى طاقة، حيث تجري معالجة جميع الانبعاثات بشكل كامل، باستخدام مرشح نسيجي، يتكوّن من 12 ألفاً و480 كيساً أسطوانياً للترشيح، مع اتخاذ كل التدابير اللازمة للتخلص من أي روائح ناجمة عن عمليات المعالجة.
ويولّد المشروع عند اكتمال افتتاح المرحلتين، 220 ميغاواط من الطاقة في الساعة، حيث سيجري استخدام 35 ميغاواط في الساعة لتشغيل محطة ورسان لمعالجة مياه الصرف الصحي، في حين سيتم استخدام 20 ميغاواط لتشغيل مركز تحويل النفايات إلى طاقة في ورسان، وسيستخدم المشروع المياه المُعاد تدويرها من محطة معالجة مياه الصرف الصحي في ورسان، بكمية 2760 متراً مكعباً في اليوم، ما يعزز استدامة المشروع، وترشيد الموارد المستخدمة في تشغيله.
وتبلغ السعة الاستيعابية للمركز نحو 133 شاحنة نقل نفايات في الساعة، يمكنها المرور عبر 27 بوابة، لتفريغ حمولتها في مدة لا تزيد على 15 دقيقة.
حلول مستدامة
أكد مدير عام بلدية دبي، داوود الهاجري، أن مركز تحويل النفايات إلى طاقة، ثمرة شراكة مع القطاع الخاص، حيث يعكس إضافة إلى البعد الاستثماري الطموح، وعياً كبيراً بأهمية البيئة وقضية الاستدامة.
وأضاف: «نسعى في بلدية دبي إلى تبنّي أفضل تقنيات تحويل النفايات إلى طاقة، دون تأثيرات بيئية، بما يلبي احتياجاتنا من الكهرباء، حيث بدأ تنفيذ المشروع في بداية 2020، وسننتهي من تنفيذ مرحلته الثانية في 2024».
ولي عهد دبي:
■ «ترجمةً لرؤى محمد بن راشد.. دبي تواصل ترسيخ ريادتها في مجال استدامة البيئة والحفاظ عليها».
■ «ماضون في العمل على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التوازن بين الحفاظ على البيئة والنمو الاقتصادي، والارتقاء بمستويات الرفاه، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة».