أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي اتصالاً مع رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي الذي وصل في الثالث من مارس الجاري رفقة فريق مهمة 6-crew إلى محطة الفضاء الدولية على متن المركبة «سبيس إكس دراجون انديفور»، لخوض أطول مهمة في تاريخ العرب تمتد لستة أشهر.
وقال سموه في تغريدة على «تويتر»: «أثناء مكالمتي اليوم مع سلطان النيادي.. أول رائد فضاء عربي في مهمة طويلة لمدة ستة أشهر على محطة الفضاء الدولية… سلطان يفتح أبواباً جديدة لشبابنا.. ويرفع السقف لطموحات أجيالنا.. ويمثل جزءاً مشرقاً من مستقبلنا».
وهنأ سموه، خلال زيارته لمقر مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي أمس، النيادي على وصوله بسلام لمحطة الفضاء الدولية، مشيداً سموه بالمكانة العالمية التي وصل إليها أبناء الإمارات وما حققوه من مجد حلقت رايته في فضاءات اللامستحيل.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن دولة الإمارات حجزت مقعدها في الفضاء بإنجازات أبنائها التي هي ثمار عمل متواصل لكثير من فرق العمل وجهد حثيث لم يتوقف للحظة بدأ منذ تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء وتأسيس وكالة الإمارات للفضاء وإطلاق استراتيجية الإمارات للفضاء والعديد من البرامج لتأهيل رواد الفضاء الإماراتيين في قطاع العلوم والفضاء، إلا أن الطموح الأكبر كان قد بدأ منذ السبعينيات.. حلم وطموح زايد في استكشاف الفضاء وحفر اسم دولة الإمارات ليس في الأرض ولكن في أعالي السماء.
وقال سموه إن المنطقة العربية هي في أمس الحاجة لنموذج ملهم لتطوير المقدرات العلمية، وابن الإمارات بكل فخر قدّم هذا النموذج ليس للمنطقة فحسب ولكن للعالم، وها هو اليوم يحقق أحلام إخوته العرب.
وخاطب سموه النيادي، خلال الاتصال الذي جرى بمركز محمد بن راشد للفضاء حيث قال سموه: «وصولك لمحطة الفضاء الدولية في أطول مهمة في تاريخ العرب هو مفخرة لنا جميعاً، وحافز لمن يتابعونك من الشباب الإماراتي والعربي والعالمي.. أقول وأؤكد أن لا مستحيل على شعب الإمارات وإرادتنا تصنع المعجزات».
واطلع سموه على تفاصيل المهمة والتجارب العلمية التي سيقوم بها رائد الفضاء سلطان النيادي في محطة الفضاء الدولية، في حين استعرض النيادي بعضاً من التجارب التي نفذها منذ وصوله للمحطة، موضحاً أن البرنامج العلمي يجري كما خُطط له وأن وجوده رفقة غيره من رواد الفضاء هو بمثابة رحلة مستمرة من التعلم سينقلها لزملائه وأقرانه من الشباب لدى عودته للأرض، مشيراً إلى قيام فريق المهمة منذ اليوم الأول بالعديد من الأبحاث والتجارب العلمية التي تشارك فيها دولة الإمارات مع جميع وكالات ومراكز أبحاث الفضاء العالمية، ومنها ما يحمل بصمة إماراتية، لاسيما في مجال دراسة تأثير انعدام الجاذبية على جسم الإنسان والعمل على تلافي مخاطرها في المستقبل.
وقال سموه: «انطلقنا قبل 50 عاماً من الصحراء بلا إمكانات واليوم يرفرف علمنا في الفضاء وحول المريخ، كتبنا البداية مع أخيك رائد الفضاء هزاع المنصوري في 2019، وها نحن اليوم نواصل بناء كفاءات وطنية في قطاع الفضاء، وكتابة فصول متجددة في قصتنا الاستثنائية».
أوضح سموه أن دولة الإمارات لديها رسالة حضارية تنموية شاملة عابرة للقارات في صناعة واقع جديد للمنطقة ومستقبل حافل بالمنجزات، وهو ما يبدأ بالتعليم ومشاركة المعارف والخبرات في القطاعات الحيوية، وتسخير التكنولوجيا والإمكانات لخلق فرص جديدة واستثمارها لمصلحة المجتمع العلمي.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «الحلم الإماراتي لا يقبل التراجع ولا الخمول.. كل حلم لدينا نتبعه بحلم أكبر خارج عن التوقعات وسابق للمعهود. الفضاء فتح لنا أبوابه وأبناء الإمارات يساهمون بفعالية في النهضة العلمية والمعرفة العالمية».
واستمع سموه، بحضور وزير شؤون مجلس الوزراء نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل محمد بن عبدالله القرقاوي، ونائب رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء الفريق طلال بالهول الفلاسي، ورئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء حمد المنصوري، ومدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء سالم حميد المري، من رائد الفضاء هزاع المنصوري على تفاصيل مهمة (طموح زايد2) والأبحاث والتجارب التي سيقوم بها أعضاء فريق 6-crew على مدار ستة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، حيث كان المنصوري أول رائد فضاء إماراتي يصل إلى محطة الفضاء الدولية ضمن برنامج «الإمارات لرواد الفضاء» الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء.
وفي ختام المكالمة، تمنى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للنيادي خالص التوفيق في مهمته، داعياً المولى عزّ وجلّ أن يحفظه وفريق المهمة، وأن يحقق أهداف البرنامج العلمي ويعود سالماً لأرض الوطن.
من جهته، عبر رائد الفضاء سلطان النيادي عن شكره وعميق امتنانه لدعم ومتابعة القيادة له في جميع مراحل المهمة، وحرصها على تأهيل جيل واعد من الشباب الإماراتي يتسلح بالعلوم ويشارك في مسيرة التنمية والتطور العالمية.
نائب رئيس الدولة:
• «الإماراتي يحظى بمكانة عالمية ويقدم نموذجاً ملهماً للعالم في قطاعات العلوم والفضاء ويحقق أحلام إخوته العرب».
• «الإمارات لديها رسالة حضارية تنموية شاملة عابرة للقارات في صناعة واقع جديد للمنطقة ومستقبل حافل بالمنجزات».