أفاد مسؤولون وخبراء في قطاع تجارة التجزئة، بأن الارتفاع اللافت في طرح حملات التخفيضات والتنوّع في شعارات وعناوين العروض، من أبرز متغيّرات أسواق تجارة التجزئة المحلية خلال الفترة الأخيرة.
وأشاروا إلى أن المتغيّرات في حملات التخفيضات تواكب تغيّر أنماط سلوك المستهلكين، وزيادة حدة التنافسية التي شهدتها الأسواق بين المنافذ لزيادة المبيعات، لافتين إلى أن العروض، مع زيادة كثافة طرحها، تحوّلت من مجرد طرح للتخفيضات بشكل مماثل للأنماط السابقة، لتصبح أكثر تخصصاً وجاذبية، من عروض منتصف الأسبوع، إلى عروض نهاية الأسبوع، بجانب العروض اليومية.
ورصدت «الإمارات اليوم»، في جولة ميدانية في الأسواق، عدداً من العروض المتخصصة وعناوين الحملات المختلفة، من أبرزها: عروض الصفقات النهائية، عروض التوفير المذهل، عروض الصحة والجمال، أو عروض الخمسة وعشرة دراهم، «السوبر ديل»، عروض ساعة تخفيضات الجمعة الرائعة، عروض التخييم، العروض المذهلة، العروض الطازجة، عروض «نهاية الأسبوع القاتلة»، عروض الأسعار المفرحة، مهرجان الأجبان، عروض القيمة الرائعة، مهرجان الحلويات، أسبوع الطفل، أقصى توفير، عروض نهاية الأسبوع المفرحة، عروض ادفع أقل ووفر أكثر، تسوّق واربح، توفيرات يناير، وفرحة البدايات.
عروض متخصصة
قال مدير الاتصال المؤسسي في «تعاونية الاتحاد»، الدكتور سهيل البستكي، إن «العروض المتخصصة والتنوّع في حملات التخفيضات من أبرز المتغيّرات في أسواق التجزئة خلال الفترة الأخيرة، وذلك لمواكبة ارتفاع حدة التنافسية بين المنافذ، إضافة إلى تغيّر توجهات المستهلكين في التركيز بشكل أكبر على عروض التخفيضات المتخصصة أو العروض الموسّعة، التي تواكب المواسم والمناسبات المختلفة».
وأضاف أن «تغيّر أنماط العروض تعود بانعكاسات إيجابية على المنافذ والمستهلكين على حد سواء، وتُعدّ من ضمن التوجهات الجديدة، مقارنة بالأساليب السابقة في الاعتماد على طرح العروض فقط».
ارتفاع العروض
من جهته، قال مدير التسويق والعلاقات المجتمعية في «تعاونية الشارقة»، فيصل خالد النابودة، إن «من أبرز متغيّرات أسواق تجارة التجزئة، ارتفاع كثافة وعدد العروض المطروحة، والتحوّل بشكل أكبر للعروض المتخصصة، بجانب العروض الشهرية المعتادة، كما يتم التوسّع بطرح عروض نهاية الأسبوع، التي تلائم احتياجات التسوّق لدى المستهلكين بشكل كبير عند زيارتهم للمنافذ خلال عطلات نهاية الأسبوع».
وأضاف أن «(التعاونية) رفعت من عروض التخفيضات بشكل كبير خلال العام الماضي، ومستمرة في نهج العروض الشهرية والمتخصصة بنهاية الأسبوع، إضافة إلى العروض التي تواكب المواسم والمناسبات المختلفة للمستهلكين»، لافتاً إلى أن «زيادة حدة المنافسة في الأسواق تدعم زيادة وتنوّع عروض التخفيضات».
عناوين جاذبة
أوضح مسؤول المبيعات في إحدى سلاسل تجارة التجزئة، ريباك ديليب، أن «التنوّع الكبير في العروض المتخصصة والعناوين الجاذبة للمستهلكين شهدت نمواً لافتاً وانتشرت بشكل تدريجي في أسواق تجارة التجزئة بشكل أكثر توسعاً منذ منتصف العام الماضي»، لافتاً إلى أن «التنوّع الكبير في شعارات العروض وتوجهاتها يكسر نمط الروتين التقليدي المعتاد لدى المستهلكين، ويدعم نمو المبيعات مع زيادة فرص استقطاب الأسر المستهلكة».
وأضاف أن «التخفيضات خلال الأعوام السابقة كانت تتم بشكل تقليدي، وتطرح مرة أو مرات
عدة شهرياً أو كل شهرين وفقاً لسياسات كل منفذ، لكن الأسواق تشهد حالياً طرح عروض تخفيضات عامة، إضافة إلى عروض منتصف الأسبوع، وعروض نهاية الأسبوع، والعروض المتخصصة، التي تعتمد بعضها على قطاعات معينة، مثل السلع الطازجة أو الحلويات أو الألبان والأجبان أو الأسماك أو عروض مهرجان الإلكترونيات، وهو ما يُعدّ أكثر جاذبية للمستهلكين الذين تحوّلت أنماط الاستهلاك لديهم في التوجه بشكل أكبر إلى العروض المتخصصة بدلاً من العروض العامة».
واعتبر خبير شؤون تجارة التجزئة رئيس شركة «البحر للاستشارات»، إبراهيم البحر، أن «التنافسية حالياً أصبحت أكثر حدة في قطاع تجارة التجزئة، مع نمو العديد من كيانات التجزئة المتوسطة، ومع توسّع مراكز (هايبر ماركت)، وهو ما مهد لنمو العروض المتخصصة وشعارات العروض المتنوّعة، التي أصبحت تعتمد على شعارات أكثر جاذبية لزيادة حصص المبيعات لكل منفذ، إضافة إلى أن المستهلكين أصبحوا يتجهون إلى أي عروض غير تقليدية تطرح في الأسواق، ضمن تغيّر أنماط السلوك الاستهلاكي».
وأشار إلى أنه «في ظل التنوّع الكبير في العروض حالياً بالأسواق، يجب أن تتحلى الأسر المستهلكة بمزيد من الوعي في تحديد الصفقات المناسبة والتخفيضات ذات الجدوى، وعدم الانصياع فقط لشعارات العروض المطروحة».