- المجلس يهدف إلى ترسيخ الهوية الوطنية وتطوير الحوار والتواصل مع الشباب والاستماع لوجهات نظرهم وتطوير وعي الشباب بقضايا المجتمع
- لدينا خطة مستقبلية لعمل زيارات ميدانية إلى المؤسسات والمجالس والدواوين الشبابية لسماع آراء وتطلعات الشباب وإيصالها للمسؤولين في الدولة
آلاء خليفة
يشكل الشباب نسبة كبيرة من المجتمع الكويتي تمثل 70% والدولة تولي اهتماما كبيرا بهذه الشريحة وتحرص القيادة السياسية دوما على دعم الشباب واحتضان مواهبهم وإبداعاتهم وأفكارهم التطويرية بما يسهم في تحقيق التنمية المنشودة.
وفي مؤتمر «الكويت تسمع»، أبدى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، رغبة أميرية بتأسيس مجلس الشباب الكويتي، وبالفعل تم تأسيس المجلس وانطلقت فعالياته وأنشطته المختلفة خلال الفترة الماضية. «الأنباء» التقت رئيس مجلس الشباب الكويتي نواف القويضي العازمي، ورئيس لجنة التعليم والتدريب بمجلس الشباب الكويتي م.فلاح السويري العجمي في حوار خاص سلطنا خلاله الضوء على أهداف مجلس الشباب الكويتي وخططه الاستراتيجية خلال المرحلة المقبلة. كما تحدثا عن لجان المجلس ومهام كل لجنة، وكذلك أبرز العقبات التي واجهتهم خلال مرحلة تأسيس المجلس ودورهم لتذليل تلك العقبات، وكذلك عن دور الدولة في دعم الشباب وإبراز مهاراتهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات. وختاما، دعا أعضاء مجلس الشباب الكويتي جميع الشباب والشابات للاستفادة من وجود المجلس الذي يفتح أبوابه للجميع ويرحب دوما بكل المقترحات والآراء الشبابية لإيصالها الى الجهات المعنية في الدولة، وفي السطور التالية تفاصيل الحوار.
بداية، نود اعطاءنا نبذة عن تأسيس مجلس الشباب الكويتي؟
٭ جاءت فكرة إنشاء مجلس الشباب الكويتي نتيجة لتوصيات مؤتمر «الكويت تسمع» وكانت هناك رغبة أميرية من الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد «رحمه الله» بتأسيس هذا المجلس وانطلق فعليا عام 2021 وهو مجلس استشاري يعنى بتحليل واقع واحتياجات الشباب الكويتي وبحث سبل معالجة القضايا الشبابية بشتى المجالات، واعتمد المجلس في اختيار أعضائه على معيار الكفاءة، ومن ثم تم اختيار 36 عضوا لمجلس الشباب الكويتي يمثلون كل محافظات الكويت الست بمعدل 3 من الذكور و3 من الإناث في كل محافظة، ومن ثم انتقلنا الى مرحلة الإعداد لعضوية مجلس الشباب وهي مرحلة التدريب، وتم إخضاع الأعضاء لدورات تدريبية استمرت قرابة العشرة أشهر ومن ثم تم تشكيل مجلس الشباب الكويتي وتم وضع اللائحة الداخلية لتنظيم عمل المجلس، وتم التصويت عليها واعتمادها من قبل الوزير المختص.
فما أهداف المجلس وتطلعاته وخططه الاستراتيجية؟
٭ يهدف مجلس الشباب الكويتي وفقا لما جاء في المادة 3 من الفقرة الثانية لقرار تشكيل مجلس الشباب بأن المجلس يهدف الى ترسيخ الهوية الوطنية وتطوير لغة الحوار والتواصل مع الشباب والاستماع لوجهات نظرهم وأيضا تطوير وتنمية الوعي بين الشباب في قضايا المجتمع والمساهمة في تقييم وتطوير استراتيجيات وخطط الدولة وأيضا التعاون مع المنظمات والمجالس الشبابية الدولية المتخصصة في هذا المجال، وتعزيز وتطوير الشراكة بين الشباب والمؤسسات الحكومية، وقد حرصنا في مجلس الشباب الكويتي الى الاستماع لكل آراء الشباب ولدينا خطة مستقبلية سنقوم بها من خلال لجان المجلس بأن تكون لدينا زيارات ميدانية الى للمؤسسات والمجالس الشبابية والدواوين الشبابية لسماع آراء وتطلعات الشباب وإيصالها للمسؤولين لدى الدولة، ويرتكز عملنا كمجلس استشاري على تقديم كل الاستشارات للمؤسسات الحكومية وأيضا القطاع الخاص وهذا ما يقوم به المجلس من أهداف، ونأمل من المسؤولين في الدولة الاطلاع على تلك الاستشارات التي يقدمها مجلس الشباب الكويتي والتي جاءت بعدما أجرينا عدة استطلاعات لآراء شبابية، كما أن دور مجلس الشباب الكويتي لا يقتصر على الدور المحلي، بل سيكون لنا دور دولي من خلال مشاركات عربية وإقليمية ودولية في مختلف المجالس الشبابية وتبادل الزيارات لكسب الخبرات، وهناك لجنة مختصة بالمجلس للاتصال الدولي بقيادة أعضاء مختصين بالعلوم السياسية، وقد شاركنا في تجمع المجالس الشبابية في إسبانيا بدعوة من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، كما أن لدينا مشاركات على مستوى معرض الكتاب، ولدينا مشاركات في يوم الشباب الخليجي الموافق 16 يونيو وتم تكريمنا كمجلس شباب كويتي.
لجان المجلس
كم عدد لجان المجلس ومهامها؟
٭ يضم المجلس 8 لجان، منها لجنة ذوي الإعاقة ولجنة منصة مجلس الشباب، ولجنة الاستدامة، ولجنة ريادة الأعمال، ولجنة الرياضة، ولجنة مؤشرات الأداء، ولجنة التعاون الدولي بالإضافة الى لجنة التعليم والتدريب والتي تركز على أهمية دور التعليم والتدريب للشباب واهتمام الدول المتطورة بهذا المجال، كما ان هناك جزءا كبيرا من رؤية الكويت 2035 تركز على الاهتمام بجودة التعليم، فضلا عن ان الشباب الكويتي يمثلون 70% من المجتمع الكويتي، وارتأينا في مجلس الشباب الكويتي أن تكون هناك لجان دائمة وأخرى مؤقتة، جدير بالذكر ان مجلس الشباب الكويتي يضم شبابا من تخصصات مختلفة تربوية وكوادر طبية وتخصصات هندسية، ومن كل المجالات سواء العلمية أو الأدبية، وما يميز مجلس الشباب التأسيسي انه يضم 3 أعضاء من ذوي الاعاقة يمتلكون الفكر والرؤى وتفعيل مكانتهم المجتمعية هو أمر أساسي في مجلس الشباب ولديهم لجنة خاصة بالمجلس ونعمل على تذليل الصعاب التي يواجهها اخواننا من ذوي الإعاقة في المؤسسات الحكومية والخاصة.
وما الفعاليات والأنشطة التي قام بها المجلس حتى الآن منذ تأسيسه؟
٭ قمنا بالعديد من الفعاليات والأنشطة منذ انطلاق عمل المجلس، ومنها فعالية «ديبلوماسية الشباب» التي كانت باكورة أعمال مجلس الشباب الكويتي، وبالتزامن مع تاريخ استقلال الكويت في يوم 19 يونيو، وكذلك بالتزامن مع يوم الشباب العالمي تم إطلاق منصة مجلس الشباب التي تهدف الى التواصل المباشر ما بين الأفكار الشبابية، وأيضا مجلس الشباب، ومن ثم نقل تلك الفكرة الى اللجنة المختصة حتى تتم دراستها وسبل معالجتها ورفعها لذوي الاختصاص وصناع القرار.
تذليل المعوقات
ما أبرز المعوقات التي تعيق عمل المجلس ودوركم لتذليل تلك المعوقات؟
٭ مما لا شك فيه أن أي عمل إداري لا يخلو من العقبات والصعوبات، ولكن الإصرار والعزيمة على تنفيذ العمل كان السمة الغالبة على جميع أعضاء المجلس، فقد واجهنا معوقات أثناء وضع اللائحة الداخلية وتم تجاوزها، كما واجهنا إشكالية الآراء المختلفة ما بين الأعضاء، ولكن تمكنا أيضا من تجاوزها والاتفاق على أهداف ورؤى مشتركة وتوحيد الآراء وتم جمع الأعضاء المتشابهين في آراء واحدة تحت مظلة واحدة، وهي مظلة اللجان لتفعيل ما يرونه مناسبا من خلال تلك اللجان.
كيف ترون دور الدولة في دعم الشباب وإبراز مهاراتهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات؟
٭ اهتمام الكويت بالشباب انعكست آثاره ايجابيا بصدور تقرير منذ أيام يوضح ان الكويت حصلت على المركز الأول عربيا في تنمية الشباب والـ 27 عالميا، وهذا مؤشر جيد وإيجابي، ونطمح دوما من خلال مؤشرات الأداء لان تكون الكويت في مراكز متقدمة في مجال تنمية الشباب، ولدينا تعاون مع كل مؤسسات الدولة فيما يخص تنمية وتطوير العنصر الشبابي الكويتي، كما ان لدينا تواصلا دائما مع وزارة الشباب وعلى رأسهم الوزير الشاب عبدالرحمن المطيري، ونقدم له كل التحية والتقدير على دعمه اللامحدود لمجلس الشباب الكويتي.
مع تطلعات الشعب الكويتي حاليا، لاسيما بعد تشكيل مجلس الأمة والحكومة ووجود حالة من الاستقرار السياسي، ما رؤية مجلس الشباب الكويتي خلال المرحلة المقبلة وأبرز الخطط الاستراتيجية الموضوعة على أجندة عملكم؟
٭ لدينا تحديات عديدة ونأمل من خلال مجلس الشباب الكويتي ان نحقق إنجازات مثمرة تصب في مصلحة الشباب الكويتي، وهذا لن يتحقق إلا بتضافر الجهود بين مجلس الشباب الكويتي ومؤسسات الدولة المختلفة، ونطمح من الحكومة الجديدة التي تم تشكيلها مؤخرا أن تهتم بعنصر الشباب، وأن يكون للشباب الكويتي دور بارز في مؤسسات الدولة المختلفة، ومما لا شك فيه أننا في مجلس الشباب الكويتي ندعم ان يكون للشباب الكويتي دور بارز في مؤسسات الدولة المختلفة وان يتبوأوا المناصب القيادية لتمثيل الكويت وخدمة الوطن والمواطن، ونؤكد في هذا السياق ان التعاون القادم بين السلطتين التنفيذية والتشريعية يحقق التنمية المنشودة بعيدا عن الصدامات التي شهدتها المرحلة السابقة والتي أثرت بشكل مباشر على الشاب الكويتي، ومن هذا المنطلق ندعو مجلس الأمة لتفعيل دور مجلس الشباب ومشاركه أعضائه في لجان المجلس والاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية والأخذ برأيهم في مختلف القضايا.
تأثير أزمة «كورونا»
كيف ترون تأثير جائحة كورونا على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وما دور الدولة حاليا لإنعاش تلك المشاريع الشبابية من جديد؟
٭ مما لا شك فيه أن جائحة كورونا أثرت على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ولدينا في مجلس الشباب الكويتي لجنة رواد الأعمال مهمتها دراسة المشاكل التي وقعت بها المشروعات الصغيرة والمتوسطة وإيصالها لصناع القرار سواء مشاكل فنية أو تجارية، ونأمل من الدولة أن تمد يد العون لأصحاب تلك المشاريع الذين تكبدوا خسائر طائلة خلال جائحة كورونا ولم يتعافوا منها حتى الآن.
هل من كلمة توجهونها للشباب الكويتي حول التفاعل والاستفادة من وجود مجلس الشباب الكويتي؟
٭ ندعو جميع الشباب الكويتي للتفاعل والتواصل مع مجلس الشباب الكويتي، وفيما يخص العضوية، فسيتم طرح العضوية الجديدة بعد انتهاء فترة العضوية الحالية بتاريخ 7 نوفمبر ولمدة 3 سنوات، وسيكون اختيار الأعضاء على مبدأ الكفاءة، ومساحة مجلس الشباب جديدة واستثنائية تتيح للشباب تقديم أفكارهم ومقترحاتهم ومعالجاتهم لبعض القضايا من خلال منصة مجلس الشباب الكويتي، ومن ثم يتم رفعها لذوي الاختصاص وصناع القرار للبت فيها، وحاليا بعد تشكيل مجلس الأمة وحكومة جديدة نتطلع الى أن يكون هناك تعاون بين السلطتين بما يسهم في تحقيق التنمية المنشودة، ومما لا شك فيه ان افضل استثمار يعود بالنفع على الدولة هو الاستثمار في الطاقات الشبابية، ونأمل أن تكون طاقاتنا خيرا لبلادنا، ونحن لم نأت الى مجلس الشباب الكويتي إلا لخدمتهم ورسالتنا لهم أننا متواجدون لخدمتكم والاستماع لآرائكم والتواصل معكم سواء في مقر المجلس أو من خلال حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي لإيصالها الى المسؤولين في الدولة.
الشاب الكويتي طموح ومبدع ولكن يحتاج إلى فرصة حقيقية
ذكر رئيس مجلس الشباب الكويتي نواف القويضي خلال اللقاء أن الشاب الكويتي اليوم أثبت قدراته وإبداعاته من خلال المشاركات على المستويين العربي والعالمي، وحصد العديد من الجوائر، وما نطمح له اليوم في مجلس الشباب الكويتي هو احتضان تلك الطاقات الشبابية الكويتية بإبداعاتهم المختلفة وتفعيل دورهم والاستفادة منهم.
وأضاف: الشاب الكويتي لديه القدرة اليوم على القيادة والإدارة وتحقيق الرؤية والأهداف ووضع الاستراتيجيات على المستويين الاداري والفني، ونطمح لأن نرى القيادات الشبابية الكويتية تتبوأ المناصب القيادية في المرحلة المقبلة، فالشاب الكويتي يمتلك الشهادة العلمية والخبرة العملية والفكر الابداعي، ولكنه يحتاج الى فرصة حقيقية.
نأمل دعم الطلبة بالمجالات العلمية وإيجاد جامعات حكومية جديدة
شدد رئيس لجنة التعليم والتدريب بمجلس الشباب الكويتي م.فلاح السويري على ضرورة أن يكون هناك اهتمام حكومي ونيابي بالعنصر الشبابي الذي يمتلك الطاقات الابداعية في كل المجالات، مشددا على ضرورة دعم الطالب في الكثير من المجالات العلمية ومنها الدراسات العليا لدراسة الماجستير والدكتوراه، وأيضا مساهمته في عمل الأبحاث، لافتا الى أن الهدف اليوم ليس ان يكون اهتماما فقط بالمباني فقط، وإنما هناك أهمية للاهتمام بالموارد البشرية، فمبنى من دون موارد بشرية وطاقات شبابية لا فائدة منه.
كما أكد السويري ضرورة إيجاد جامعات حكومية جديدة، قائلا: سمعنا عن جامعة عبدالله السالم ولم تر النور حتى يومنا هذا، والدولة لا تملك الا جامعة حكومية يتيمة واحدة هي جامعة الكويت، والتي باتت تعاني من الكثافة الطلابية وزيادة القدرة الاستيعابية عن الطاقة الاستيعابية لها، وشدد على ضرورة ربط مخرجات التعليم العالي باحتياجات سوق العمل، مطالبا كذلك بإيجاد حل جذري وسريع لمشكلة البطالة التي اصبح يعاني منها الشباب الكويتي في مختلف التخصصات الطبية والهندسة والقانونية وغيرها، على الرغم من انهم حاصلون على افضل الشهادات من اكبر الجامعات حول العالم، وبالتالي فتلك الإشكالية لابد ان تكون من أولويات الحكومة الجديدة بالاهتمام بالعنصر الشبابي المؤهل لخوض غمار سوق العمل بكل جدارة وكفاءة ومهارة.
وذكر السويري أن اليوم هناك دورا مهما لديوان الخدمة المدنية في دراسة سوق العمل والتي يجب ان تكون دراسة منطقية، وأن يكون هناك ربط بين التعليم العالي بمؤسساته التعليمية مع احتياجات سوق العمل، فليس من المعقول ابتعاث طلاب للدراسة بالخارج وبعد عودتهم الى البلاد حاصلين على افضل الشهادات العلمية يفاجؤون بعدم وجود فرص عمل لهم، مشددا على ان الشاب الكويتي فعال ومنجز، ولكنه يريد فقط الحصول على فرصة لتقديم خدمة وإنجاز لوطننا الغالي.