«يا رايحين على القدس خدوني معاكم لأدعي لربي وأقول ربي يحماكم»، تشدو أصوات عشرات الأطفال من كلا الجنسين، داخل مخيم صيفي للأطفال في مدينة غزة، يتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، على وقع ألحان تعزفها أناملهم على أوتار الآلات الموسيقية.
«علي الكوفية علي ولولح فيها وغني عتابا وميجانا وسامر فيها، وهز الكتف بحنية جفرا عتابا ودحية، علي الراية في رام الله وبجبال النار، وعقال العزة عقالك عزم وإصرار».
على أنغام كلمات الأغنية تلك، تشابكت أيدي الأطفال، لتعلم الدبكة الشعبية الفلسطينية، إذ ارتدوا جميعهم الزي التراثي التقليدي، في محاكاة لموروث الآباء والأجداد عبر المراحل الزمنية المتعاقبة.
ما سبق، يجسد واقع مخيم صيفي واحد، زارته «الإمارات اليوم»، من بين عشرات مخيمات الصيف، التي تقيمها وكالة الغوث للأطفال من مختلف الأعمار في شتى مناطق قطاع غزة المحاصر، إذ يتعلم أولئك الأطفال الفنون الموسيقية، والغناء، والدبكة الشعبية الفلسطينية، في ظل أجواء تراثية خالصة.
وتقول مديرة أنشطة الكورال والموسيقى بمخيمات الصيف، هند القطاع: «إن 130 ألف طالب وطالبة من المرحلتين التعليميتين الابتدائية والإعدادية، يلتحقون بمخيمات (أونروا) الصيفية، على مدار 45 يوماً متواصلة، انطلاقاً من بداية يوليو الجاري.
وتضيف: «إننا نحرص داخل مخيمات الصيف المنتشرة من شمال غزة حتى جنوبها، على تنظيم الفعاليات الترفيهية الموسيقية والغنائية للأطفال، من أجل التخفيف من حدة التوتر والضغط النفسي الناجم عن الأحداث المتلاحقة».