يوسف غانم
بأسلوب بسيط وبعيد عن التكلف تسافر بنا الكاتبة المغربية ابنة «أغادير» حفيظة الفتحاوي بكتابها «تذكرة كويت دبي كازابلانكا أغادير» لتصل بنا إلى مكمن النور، حيث بدأت بتوجيه الإهداء إلى كل الأسماء والشخصيات التي وردت في كتابها وكانت لها بصمة في شخصيتها، وإلى كل الدروب والمدن والأوطان التي حضنتها مع أمنياتها، شاكرة كل من آمن بقدرتها على الكتابة وشجعها على الإبداع وكل من قادها لمكمن النور ودفعها لاكتشافه.
وتقول الفتحاوي في مقدمة كتابها: حين صار كتابي واقعا اكتشفت أنه لا أحد يعرفني مثل نفسي، ولا أحد عاش لحظة ولادة كلماتي ونصوصي كما أحسستها وشكلتها وتوجعتها.
ولأن ثقتها بأن نجاح أي كتاب يعتمد على رضا وإعجاب القراء أولا، تقول: «قد لا يكون كتابي يحمل الكثير من القصص والأحداث، ولا يزخر بالكثير من التجارب والخبرات، لكني أعتبره مقدمة للآتي من الأعمال الأدبية، ومحاولة لجس نبض القارئ وتفاعله واهتمامه».
وتنطلق الفتحاوي مع بداية الفكرة ومقولة مأمون لها «كوني أنت واكتبي»، إلى جارتها الطبيبة منى طليقة العلم والثقافة، ثم الكتابة عن العائلة والخطوط الحمراء، وتجربة العمل الأول للخروج من العزلة والدرس المستفاد في «الوعد والحر والدين» وتبخر الهروب من الشقة القفص.
وفي «بزاف… بالمغربي» لم تكن لتحكي لأحد عن زياراتها إلى المطار، لأن أحدا ذاك ما كان سيفهم، ولو فعل فما كان سيحتفظ بسرها.. صحيح أنها لم تكن تعتبره سرا، لكنها أيضا لم تحب أن تشاركه مع أحد.
لكنها مع «أم راشد» المرأة الكويتية التي غمرتها بالألفة والدفء الكبير بوجودها كنموذج ومثال لامرأة رائعة ستتذكر دوما أن الخير موجود.
وبعد ذلك نرافقها مع شرب الشاي و«البراد ديال آتاي» والنعناع المغربي، واكتشاف «راجو» واختها «زاكية» الطيبة، والغربة والرفوف والكعب العالي مع الأوجاع والكبرياء، إلى سحر «أغادير» ورونقها، وحقيقة ما يشاع عن بنات بلدها في الخليج وكفاحهن من أجل أطفالهن، وقوة «الترند» في صنع القرار وتقليم الأظافر والتوقف في «دبي»، وحب مساحاتها والانفراد بها، وكيف كانت تعالج الطبيبة سلوى ودموعها، و«نعيمة سويسرا» والمعاكسات، ورحلة «سالم المزعوط» للمغرب ووقوعه بالغرام مرورا بـ «الكتابة بطعم القهوة» و«أمولة والآخرون» لتختم حكاياتها بالنميمة في «التبركيك».