- أي تأجيل جديد لحل عادل للقضية الفلسطينية يعني المزيد من المخاطر على المنطقة بأكملها
- استقرار أوروبا عرضة لخطر حقيقي إذا تحول العالم العربي إلى منطقة “غليان واضطراب”
أكد رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة محمد جاسم الصقر، أن قضية فلسطين ونصرة شعبها ، وحماية مقدساتها ، تمثل في الكويت التزاماً وجدانياً تاريخياً راسخاً، وأن غرفة التجارة والصناعة متمسكة بهذا الالتزام، وأن القطاع الخاص الكويتي يقف مع أشقائه في فلسطين الذين فاض بهم القهر والغضب من ظلم وجبروت المحتل الصهيوني من جهة ، ومن نفاق وتعامي وازدواجية معايير المجتمع الدولي من جهة أخرى.
وقال في بيان صحافي، إن أي تأجيل جديد لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، سيعنى مزيداً من المخاطر والانعكاسات على تنمية المنطقة كلها.
وهذه تفاصيل البيان:
” أُذن للذين يقاتلون بأنّهم ظُلموا وإنّ الله على نصرهم لقدير “
في الكويت ، دولة ومجتمعاً ، تمثل قضية فلسطين ونصرة شعبها ، وحماية مقدساتها ، التزاماً وجدانياً تاريخياً راسخاً ، يستند الى العقيدة الاسلامية والانتماء العربي ، ويستمد قوته وثباته من مفهوم أخلاقي عميق للكرامة الوطنية ، وللعدالة الانسانية.
وغرفة تجارة وصناعة الكويت ، كممثلة للقطاع الخاص الوطني ، مثلها مثل كل منظمات المجتمع المدني الكويتي وأطيافه – متمسكة بهذا الالتزام ، وناشطة في تفعيله دعماً وفكراً وجهداً على الصعيدين الاقليمي والدولي ، طوال أكثر من ستين عاماً ، دون أن تنال الأزمات من صدقه ، ودون أن تؤثر الأحداث في حماسته.
وهذه الحقيقة ، التي نملك عليها ألف شاهد وشاهد ، تجعل من قبيل لزوم ما لا يلزم أن نؤكد وقفة القطاع الخاص الكويتي مع أشقائه في فلسطين الذين فاض بهم القهر والغضب من ظلم وجبروت المحتل الصهيوني من جهة ، ومن نفاق وتعامي وازدواجية معايير المجتمع الدولي من جهة أخرى ، فانفجرت ثورتهم لتذهل العالم كله ، محطمة أسطورة اسرائيل التي لا تهزم ، ومنهية الى الأبد التكرار المأساوي للنكبة المستمرة على مدى 75 عاماً من المجازر والاذلال والتهجير.
كما أن هذه الحقيقة ، التي نملك عليها ألف شاهد وشاهد ، تحرر بياننا هذا من طقوس الادانة والشجب على صحتها ، ومن عبارات الاستنكار والتنديد على صدقها ، على اعتبار أن جهاد الشعب الفلسطيني بعد ” طوفان الأقصى ” لن يعود أبداً الى ظروف وشروط ما قبل الطوفان. خاصة بعد أن أعادت نيران الغضب الساطع إلى الذاكرة العربية والدولية حقائق عديده في طليعتها:
أولاً- منذ السطر الأول في سفر النكبة والتهجير عام 1948 وحتى اليوم ، كانت القضية الفلسطينية بالذات هي المحرك الأول والسبب الرئيس في كل ما شهدته المنطقة العربية من كوارث ونكبات ، وما عاشته الأمة من خلافات واختلافات وتخلف ، وما عانته شعوبها من ظلم واضطهاد ذاتي أو دولي. وبالتالي ، يجب ألا يحسب أي بلد عربي أنه في منأى عن تداعيات ” فيضان الأقصى ” ، ويجب ألا يشك أي بلد عربي ، في أن الحد الأدنى من وحدة الصف والتنسيق هو الشرط الأساسي لأن لا يجرفنا ” الفيضان ” فيما يجرف وفي من يجرف.
ثانياً- إن الظلم الاسرائيلي المهين والمدعوم بتأييد غربي ممعن في تجاهل الحقيقة ، ومستمر في التناقض مع مبادئه المعلنة في الحرية والديموقراطية ، هو سبب ” الفيضان ” . وإن أي تأجيل جديد لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، سيعنى مزيداً من المخاطر والانعكاسات على تنمية المنطقة كلها ، وعلى السلم والأمن الدوليين. وقد أثبتت السنوات الأخيرة بشكل قاطع أن استقرار أوربا عرضة لخطر حقيقي إذا تحول العالم العربي بمجمله الى منطقة غليان واضطراب. وأن استقرار العالم العربي – بالمقابل – مهدد بقوة إذا استمرت أوربا في التخلي عن استقلالية قرارها.
ثالثاً- أصبح العالم كله يعيش ديكتاتورية الاعلام الذي يصادر الحقيقة ويزوّر الوقائع ، ويضلل المجتمعات ؛ فإذا بالجهاد في سبيل الحرية والعدل ارهاباً واعتداء ، وإذا بقتل وتهجير أصحاب الأرض والتاريخ والحق دفاعاً عن النفس ، وإذا بالمحتل الغاشم يصبح
لأول مرة في التاريخ ضحية ، وإذا بالضحية يعتبر ارهابياً. وهذه الحقيقة يجب أن يتعامل معها العرب والمسلمون بسرعة ، وبأسلوب طويل النفس، يضعف هذا الاحتكار الاعلامي العالمي المريب ويتصدى له.
إن الكويت ، دولة ومجتمعاً ، مع الشعب الفلسطيني لأنه شقيق وعلى حق ، وهي ضد النظام الاسرائيلي لأنه نظام محتل عنصري مستبد ، وهي ضد التهجير لأن التهجير ضد كل مبادىء الانسان وشروط كرامته ، وهي مع فلسطين لأن فيها ” الأقصى ” و” القيامه “. والكويت مع الصمود ومع ” الفيضان ” لأنها تعرف معنى الحرية ، كما تعرف معنى الاحتلال ومعنى المقاومة.
وإننا على ثقة أن كل كويتي لن يدخر جهداً لكي يشعر شقيقه الفلسطيني في أرضه المحتلة أننا نقف الى جانبه رغم الأميال الطويله ، والجدران العازلة. فهكذا علمتنا الكويت.