- تنظيم داعش كان يضم أكثر من 125 جنسية ولابد أن تتحمّل الدول مسؤولية إعادة مقاتليها وعائلاتهم إليها
- الكويت مستمرة في تقديم الدعم اللوجستي والمادي ولديها برنامج لإعادة المقاتلين وعوائلهم إلى دولهم الأصلية
- استجابة كثير من الدول للمطالب والدعوات العراقية باستعادة الإرهابيين وعوائلهم من العراق لاتزال خجولة
أسامة أبو السعود
قال سفير الجمهورية العراقية لدى البلاد المنهل الصافي إن العراق استضاف الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الفنية والقانونية بين العراق والكويت لاستكمال ترسيم الحدود البحرية بعد العلامة 162 والذي عقد في بغداد، حيث ترأس الوفد الكويتي نائب وزير الخارجية منصور العتيبي وكانت الاجتماعات ماضية بالاتجاه الصحيح وهذا ما كان متوقعا، مضيفا أن ما تحقق خلال هذه الاجتماعات هو خطوات، حيث إن هذه الاجتماعات بطور وضع الخطط والخارطة للمباحثات.
وحول ما تم تقديمه من الجانبين لمناقشة هذا الملف، تابع قائلا: هناك تقدم في عمل هذه اللجان، لكن هذه الاجتماعات والمواضيع تأخذ وقتا لتبادل وجهات النظر وتبادل الأطروحات والهدف منها هو بلورة الموقف وخطة عمل يبنى عليها مستقبلا.
وحول تحديد موعد لانعقاد اجتماعات اللجنة المشتركة ببن البلدين في دورتها السادسة في الكويت، قال: من المتوقع أن تعقد هذه الاجتماعات في الكويت بعد عيد الفطر المبارك.
من جهة أخرى، أعرب السفير الصافي عن شكره العميق للكويت على استضافتها الاجتماع الثاني لمجموعة الاتصال للمقاتلين الذين أسماهم بالإرهابيين، حيث تم استعراض عمل الدول فيما يخص إعادة عوائل هؤلاء الإرهابيين إلى بلدانهم.
وقال الصافي في تصريح للصحافيين على هامش الاجتماع: ترأست وفد العراق في الاجتماع واستعرضنا ما قامت به دولة العراق من جهود لمحاربة ما تبقى من فلول هؤلاء الإرهابيين إلى العمل على وضع برامج إعادة تأهيل عوائل الإرهابيين العراقيين ودعوة المجتمع الدولي لأن يأخذ مسؤوليته في استرجاع مواطنيهم الإرهابيين المتواجدين بالعراق وكذلك استرداد عوائلهم.
وعن أعداد عوائل الإرهابيين المتواجدين في العراق، قال السفير الصافي: استقبل العراق أكثر من 1650 عائلة عراقية من مخيم الهول، منهم 550 عائلة تمت إعادتهم إلى مناطقهم والبقية تم تحويلهم إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى الذي زاره الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش مؤخرا، واطلع على البرامج التي تقوم بها الحكومة العراقية لإعادة تأهيل هذه العوائل وأكثر من 200 مقاتل من الحسكة حولوا إلى القضاء لنيل جزائهم.
ولفت إلى أن العراق طالب من خلال مشاركته في المؤتمر بتسريع إعادة استرجاع الدول مواطنيها المقاتلين في العراق، مشيرا إلى أن الخطوات التي اتخذت من قبلهم خجولة لاسترداد مواطنيهم.
وأضاف: هذه أعداد قليلة ويجب على هذه الدول استعادتهم وتحمل العبء لإعادتهم، مشيرا إلى أن استجابة كثير من الدول للمطالب والدعوات العراقية في هذا المجال خجولة.
وزاد أن أحد أهداف هذا المؤتمر هو استعراض ما تم وما كان يجب أن يتم لاستكمال إعادة هؤلاء إلى بلدانهم.
وعن إبلاغ العراق الدول المعنية بوجود رعايا لها تقاتل في العراق قال: نعم لقد تم إبلاغها منذ زمن، لافتا إلى أن تنظيم داعش كان يحتوي على أكثر من 125 جنسية، ومضيفا أنه لابد أن تتحمل هذه الدول مسؤوليتها لإعادة هؤلاء المقاتلين إليها.
الدعم الكويتي
وحول دعم الكويت للعراق في هذا المجال، قال السفير الصافي إن الكويت ومنذ اليوم الأول كانت ولاتزال داعمة لجميع الجهود ووفرت الكثير من الدعم اللوجيستي والمادي لمساعدة توفير ما يلزم لمحاربة داعش والآن لديها برنامج يقدم إلى الدول الراغبة في استعادة مواطنيها من المقاتلين وعائلاتهم بتوفير النقل لهم وأمور كثيرة، وهي الآن بانتظار من يتقدم لها بطلب في هذا المجال.
دخول مواطني دول الخليج
وحول قرار الحكومة العراقية بتمديد العمل بدخول المواطنين الخليجيين إلى العراق دون تأشيرة، قال إن هذا القرار هو استمرار لتسهيل دخول مواطني دول «التعاون» بشكل عام والكويتيين بشكل خاص، مشيرا إلى أن الأمور تسير في الجانب الإيجابي.
وأضاف أن القرار أصدر من رئيس مجلس الوزراء للاستمرار في تقديم التسهيلات لدخول مواطني دول مجلس التعاون وذلك لتنشيط السياحة في العراق بجميع أنواعها سواء العائلية أو الدينية أو التجارية، وهذا بعد النجاح الكبير الذي شهدته استضافة العراق لخليجي 25 واستمرار توافد العوائل الكويتية إلى العراق بمختلف المناطق والمحافظات، لافتا إلى أن أكثر من 70 ألف سائح خليجي زاروا العراق خلال الشهرين الماضيين معظمهم من الكويت.
وحول ما تشهده الديبلوماسية العراقية من تحرك كبير وانفتاح على العالمين العربي والغربي، شدد الصافي على أن العراق يقوم بدوره الإقليمي والدولي المعهود، لافتا إلى أن بلده تعافى ويتعافى بعد أن دحر الإرهاب، وأن الزيارات التي يقوم بها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى مختلف دول العالم هي جزء من الروابط المهمة بين الأشقاء أولا، كما أن هناك زيارات للمسؤولين الدوليين إلى العراق والتي آخرها الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الألمانية إلى بغداد باعتبار أن ألمانيا جزء من التحالف الدولي وشريك في الكثير من المشاريع.
علاقتنا مع مصر
ولفت إلى أن العلاقة بين مصر والعراق متميزة، لافتا إلى الزيارة التي قام لها رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني إلى القاهرة، ومؤكدا أن مصر دولة محورية في المنطقة وأن استقرارها هو استقرار للعراق، مشددا على أن العراق لن يدخر جهدا لتطوير علاقاته مع الدول الصديقة والشقيقة.