دخلت التظاهرات المؤيدة للاتحاد الأوروبي في جورجيا والتي تجمع الآلاف في تبليسي كل مساء أسبوعها الثالث دون أن تؤدي حتى الآن إلى أي تغيير في نهج السلطة قبل يومين من الانتخابات الرئاسية.
وغرقت الدولة القوقازية في أزمة سياسية منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في 26 أكتوبر وفاز بها حزب الحلم الجورجي الحاكم، واعترضت المعارضة الموالية لأوروبا على نتائج هذه الانتخابات، معتبرة أن مخالفات قد شابتها، كما أن منتقدي الحكومة يتهمونها بالتخلي عن طموحات البلاد في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ومساء أول من أمس، وعلى الرغم من البرد والرياح، تجمع الآلاف مجدداً أمام البرلمان في تبليسي لليلة الـ15 على التوالي. ولوح الكثير من المتظاهرين بأعلام الاتحاد الأوروبي وجورجيا، بينما أعاق آخرون حركة المرور في الجادة الرئيسة، حسب مشاهدات صحافيي وكالة «فرانس برس».
وقال أحد المشاركين ويدعى روسيكو دوليدزي (42 عاماً): «ستستمر تظاهرتنا طالما كان ذلك ضرورياً من أجل إطاحة الحلم الجورجي من السلطة»، مضيفاً: «لن نسمح بسرقة مستقبلنا الأوروبي».
كذلك خرجت مسيرات معارضة للحكومة في كثير من المدن الجورجية، خصوصاً في باتومي وكوتايسي وزوغديدي، حسب ما أفادت وسائل إعلام محلية.
ويُتوقع حدوث تصاعد جديد للتوتر اليوم السبت عندما ينتخب حزب الحلم الجورجي لاعب كرة القدم اليميني المتطرف السابق، ميخائيل كافيلاشفيلي، وهو شخصية موالية للسلطة، رئيساً جديداً للبلاد.
وأعلنت الرئيسة الحالية، سالومي زورابيشفيلي، التي لا تملك سوى سلطات محدودة، لكنها على خلاف مع الحكومة وتدعم المتظاهرين، أنها سترفض تسليم السلطة إلى حين تنظيم انتخابات تشريعية جديدة.
وقال أوتار تورنافا (23 عاما)ً، وهو أحد المشاركين في التظاهرات المؤيدة للاتحاد الأوروبي، لوكالة «فرانس برس»: «فليُحاولوا طرد سالومي من القصر الرئاسي، سننتفض جميعاً للدفاع عنها».
وأضاف: «إنها الزعيمة الشرعية الوحيدة التي حظينا بها منذ أن سرق الحلم الجورجي الانتخابات، وهي ستقودنا إلى الاتحاد الأوروبي».
وفرقت الشرطة عدداً من التظاهرات باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، كما أوقِف عدد من قادة المعارضة ومئات المتظاهرين خلال الأسبوعين الماضيين.