كشف تقرير «إرنست ويونغ» (EY) لصفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن نشاط غير مسبوق خلال عام 2022، مع تسجيل 754 صفقة خلال العام، متجاوزة الأرقام التقليدية التي كانت تسجلها تاريخياً بين 500 و600 صفقة لتحقق نمواً في عدد الصفقات بنسبة 13%، مقارنة مع عام 2021.
وأشار التقرير إلى محافظة دولة الإمارات على تصدرها قائمتي البلدان الأكثر جذباً والأكثر تنفيذاً للصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تلتها السعودية في كلتا القائمتين، فيما احتلت كلٌّ من مصر وسلطنة عُمان مكاناً على قائمة الدول الخمس الأكثر جذباً وتنفيذاً لصفقات الاندماج والاستحواذ، بينما هيمنت المؤسسات من الولايات المتحدة على العدد الأكبر من الصفقات الواردة إلى المنطقة، مع تسجيل 35 صفقة، 19 منها في قطاع التكنولوجيا.
أكبر الصفقات
ووفقاً للتقرير، سجلت دولة الإمارات ثلاثاً من أكبر صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة، بقيادة مؤسسة «كيس دي ديبو إي بلاسمان دو كيبك» الكندية، التي استحوذت على 22% من ملكية شركة موانئ دبي العالمية في كلٍّ من المنطقة الحرة في جبل علي، ومجمع الصناعات الوطنية، وميناء جبل علي، مقابل خمسة مليارات دولار.
وفي المرتبة الثانية، جاءت صفقة صادرة تمثلت في استحواذ مؤسسة الإمارات للاتصالات والوحدة التابعة لها «أطلس 2022 هولدنجز» على 9.8% من مجموعة «فودافون» مقابل 4.4 مليارات دولار.
وثالثاً جاء استحواذ شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» على 24.9% من شركة النفط والغاز النمساوية «أو إم في» (OMV AG) من صندوق ثروة سيادية محلي تابع لشركة مبادلة مقابل 4.1 مليارات دولار.
تحسن السوق
وأفاد تقرير «إرنست ويونغ» بأن تحسن ظروف السوق، بسبب ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات الست الماضية، والإصلاحات التشريعية التي جاءت لصالح الأعمال التجارية، وتخفيف قيود السفر الحكومية، أدت إلى تعزيز ثقة المستثمرين، ما أدى إلى زيادة في نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة ككل.
وأوضح أن الصفقات المحلية على صعيد المنطقة، استحوذت على 51% من إجمالي حجم صفقات الاندماج والاستحواذ مع 388 صفقة، في حين استحوذت على 34% من القيمة الإجمالية للصفقات مع 28.4 مليار دولار.
وبيّن التقرير، أن الصفقات الصادرة، احتلت المرتبة الأولى من حيث القيمة، مسجلةً 40.1 مليار دولار في 201 صفقة، فيما بلغ عدد الصفقات الواردة 165 صفقة، بقيمة إجمالية بلغت 14 مليار دولار.
صفقات حكومية
كما شهدت المنطقة 137 صفقة شاركت فيها جهات مرتبطة بالحكومات في عام 2022، وهو أعلى بنسبة 78% مقارنة بعام 2021، وأعلى رقم منذ عام 2017.
واستحوذت هذه الصفقات على 49% من إجمالي قيمة الصفقات المعلن عنها، مع عائدات بلغت 40.3 مليار دولار.
ذروة جديدة
وقال رئيس قطاع الصفقات والاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «EY»، براد واتسون، «بعد عودته في عام 2021 على خلفية انحسار جائحة (كوفيد-19)، بلغ نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الماضي ذروةً جديدة، الأمر الذي يدل على نجاح الشركات في تعديل استراتيجياتها الخاصة بصفقات الاندماج والاستحواذ بما يلائم الاحتياجات المتغيرة في السوق».
وأضاف: «في استمرار لهذا المسار القوي، كانت الصفقات المحلية محركاً مهماً لحجم الصفقات في المنطقة».
وتابع واتسون، أن «عدد الصفقات الواردة في الإمارات يشير إلى أن المستثمرين من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يبدون اهتماماً كبيراً ببيئة الأعمال المواتية التي استطاعت الحكومة الإماراتية الحكيمة تأسيسها».
قطاع التكنولوجيا
أفاد تقرير «إرنست ويونغ» (EY) لصفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا،بأنه على صعيد القطاعات، استحوذ قطاع التكنولوجيا على 25% من إجمالي عدد الصفقات، ليعكس ذلك مواصلة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعزيز سهولة ممارسة الأعمال التجارية من خلال سن تشريعات ملائمة للصناعات، وخلق بيئة استثمارية مواتية، في سياق سعيها لتعزيز مكانتها مركزاً للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا.