كشف مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية (إيواء) عن استقباله 68 حالة عنف وإيذاء واتجار في البشر منذ بداية العام حتى نهاية الربع الثالث من 2023، حيث تم تسكينهم في دور الإيواء التابعة للمركز. وتلقت جميع الحالات الرعاية الكاملة وخضعت للعلاج بالفن.
جاء ذلك على هامش مؤتمر العلاج بالفن الذي انطلقت فعالياته، أمس، في أبوظبي تحت شعار «التمكين من خلال الإبداع»، وينظمه المركز التابع لدائرة تنمية المجتمع، ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويسلط الضوء على الدور الكبير للفن في الشفاء من الصدمات.
واستقطب المؤتمر نخبة من الخبراء المتمرّسين للحديث عن التطبيقات الواسعة للعلاج بالفن، والتقنيات المستخدمة في هذا النوع من العلاج، وطرق التعامل مع مختلف أنواع الصدمات.
وأكدت مدير عام المركز، سارة شهيل، التزام المركز بالعمل على تعزيز وتطوير القدرات العلاجية للفن، مشددة على أن الفن أحد أهم أشكال التعبير عن الذات، التي لا تقيّدها الحدود الثقافية أو اللغة أو خلفية الإنسان، وللفن – بمختلف أشكاله – قدرة كبيرة على نقل المشاعر والتجارب والقصص بطريقة قد تعجز عنها الكلمات.
فيما أفادت أخصائية العلاج بالفن، كارول حمّال، بأنه وفقاً لمبادرة الاستقصاء العالمي للصحة النفسية، فإن أكثر من 70% من البالغين في 24 دولة أبلغوا عن التعرض لصدمات، لافتة إلى تطويرها برنامجاً للتدخل وعلاج الصدمات بالفن لأربعة أيام يجمع بين العلاج النفسي التحليلي والوجودي، ويستخدم الفن وسيلة لفهم المشاعر والتعامل مع الصدمات، من أجل الوصول إلى مرحلة التعافي وتسريع الشفاء.
كما أكدت أخصائية العلاج الحسي الحركي بالفن، كريس ستورم، أهمية دور التحفيز الحسي، من خلال استخدام اليدين لعمل أشكال فنية، في تحسين قدرة الإنسان على التواصل مع ذاته، ومنحه شعوراً بالراحة، وتحسين قدرته على التخفيف من توتره والاهتمام بنفسه، مشيرة إلى أن ظهور مصطلح العلاج الحسي الحركي بالفن في السنوات الأخيرة، يصف العلاج النفسي عن طريق حركات وردّ فعل جسم الإنسان، ويستخدم نهجاً تصاعدياً في العلاج، حيث يعزز هذا النوع من العلاج، قدرة الإنسان على فهم مشاعره الداخلية، وإدراك مشاعره من خلال مراقبة رد فعل العضلات والأحشاء، ومعدل ضربات القلب وطريقة التنفس.