أفاد باحثون في تقرير حديث، بأن إزالة الغابات حول العالم تزايدت العام الماضي بشكل لافت وبنسبة أعلى مما كانت عليه، رغم تعهد 140 دولة قبل ثلاث سنوات بوقف تدمير الغابات مع نهاية العقد الجاري.
وحذّر الباحثون من أن تدمير الغابات المتزايد، يجعل الطموحات الرامية إلى الحد من أزمة التغيّر المناخي ووقف الخسائر الهائلة في الحياة البرية في جميع أنحاء العالم، بعيدة المنال.
ووفقاً للتقرير، فقد تمت إزالة نحو 6.4 ملايين هكتار من الغابات بالكامل في عام 2023، فيما تدهور نحو 62.6 مليون هكتار من الغابات الأخرى، بسبب إنشاء الطرق وقطع الأشجار ونشوب الحرائق ذات الأسباب المختلفة.
وأشار التقرير إلى زيادات كبيرة في إزالة الغابات في كل من إندونيسيا وبوليفيا، مدفوعة بالطلب المستمر على السلع الأساسية، بما في ذلك لحوم البقر وفول الصويا، وزيت النخيل، والورق والنيكل، من قبل البلدان الغنية.
وأكد أن المحاولات الرامية إلى خفض إزالة الغابات طوعاً لم تنجح، لافتاً إلى أن هناك حاجة إلى تنظيم قوي ومزيد من التمويل لحماية الغابات.
نقطة مضيئة
وركز التقرير على نقطة مضيئة في غابات الأمازون البرازيلية، حيث نجحت حكومة الرئيس، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الجديدة في خفض إزالة الغابات بنسبة 62% في العام الأول من وجودها في السلطة.
وقال المستشار في مجموعة «كلايمت فوكس» لأبحاث البيئة، والمؤلف الرئيس للتقرير، إيفان بالميجياني: «الخلاصة هي أن إزالة الغابات على مستوى العالم أصبحت أسوأ، وليس أفضل، منذ بداية العقد»، مضيفاً: «نحن على بعد ست سنوات فقط من الموعد النهائي العالمي الحاسم لإنهاء إزالة الغابات، ولاتزال الغابات تتعرض للقطع والتخريب والحرق بمعدلات مثيرة للقلق».
لكن بالميجياني، ذكر أن من الممكن تصحيح المسار إذا جعلته جميع البلدان أولوية، لاسيما إذا أعادت البلدان الصناعية النظر بجدية في مستويات استهلاكها المفرط، ودعمت البلدان الحرجية.
من جهتها، قالت المستشارة البارزة في «كلايمت فوكس»، إيرين ماتسون، التي ساعدت في كتابة التقرير: «عندما تتوافر الظروف المناسبة، تشهد البلدان تقدماً كبيراً، وفي العام المقبل، إذا تغيرت الظروف الاقتصادية أو السياسية، فقد يعود فقدان الغابات بقوة».
وأضافت: «نشهد هذا التأثير في إزالة الغابات المتزايدة في إندونيسيا وبوليفيا، لكن في نهاية المطاف، لتحقيق أهداف حماية الغابات العالمية، يتعين علينا جعل حماية الغابات محصنة ضد الأهواء السياسية والاقتصادية».
تقدم نحو الهدف
وأيدت معظم البلدان التعهد بالقضاء على أعمال إزالة الغابات بحلول عام 2030 في قمة المناخ التي عقدتها الأمم المتحدة في عام 2021.
وقيّم إعلان الغابات لعام 2024، الذي أعدته مجموعة من المنظمات البحثية ومنظمات المجتمع المدني، التقدم الذي تم إحرازه نحو تحقيق هذا الهدف باستخدام الحد الأدنى لمتوسط إزالة الغابات بين عامي 2018 و2020.
ووجد أن التقدم كان بعيداً عن المسار الصحيح بشكل كبير، حيث كان مستوى إزالة الغابات في عام 2023 أعلى بنحو 50% مما هو مطلوب.
وقالت المستشارة ماتسون: إن «التصحر في إندونيسيا وحدها ارتفع بنسبة 57% في عام واحد»، موضحة أن ذلك يرجع بشكل كبير إلى الطلب العالمي المتنامي على مواد معينة، مثل الورق والمعادن المستخرجة كالنيكل.
وأضافت: «أعطتنا البرازيل مثالاً إيجابياً عن التقدم في غابات الأمازون، غير أن التصحر في منطقة سيرادو، وهي منطقة سافانا استوائية في البرازيل، تزايد بنسبة 68% خلال عام».
ضغوط سياسية
وبحسب التقرير، فإن أستراليا وكولومبيا وباراغواي وفنزويلا وفيتنام، تُعدُّ من بين الدول الأخرى التي أحرزت تقدماً نحو تحقيق هدف حماية الغابات من التصحر بحلول عام 2030.
لكن التقرير لفت في الوقت نفسه إلى أنه خارج المناطق الاستوائية، سجلت الغابات المعتدلة في أميركا الشمالية وأميركا اللاتينية أعلى مستويات إزالة الغابات.
وأكد أن تمويل حماية الغابات، وتعزيز حقوق الأراضي للسكان الأصليين، والحد من الطلب على السلع التي يتم إنتاجها عن طريق إزالة الغابات، يُعدُّ أمراً ضرورياً. عن صحيفة «الغارديان» البريطانية
تراجع أوروبي
اقترح الاتحاد الأوروبي، أخيراً، العديد من القوانين الطموحة التي من شأنها حظر بيع المنتجات المرتبطة بإزالة الغابات، مثل القهوة، والشوكولاتة، والجلود، والأثاث، لكن في الثالث من أكتوبر الجاري، تراجعت المفوضية الأوروبية، وقررت تأخيراً لمدة عام «لتطبيق النظام تدريجياً» بعد احتجاجات من بلدان، مثل: أستراليا، والبرازيل، وإندونيسيا، وساحل العاج.
وقالت المستشارة في «كلايمت فوكس»، إيرين ماتسون: إن «هذا التراجع مدفوع إلى حد كبير بضغوط سياسية، ونحن لا نستطيع الاعتماد على جهود المتطوعين، لأنهم لم يحققوا سوى القليل من التقدم خلال العقد الماضي».
. التصحر في إندونيسيا ارتفع 57% بسبب إزالة الغابات جرّاء الطلب المتنامي على بعض المواد مثل الورق.
. 6.4 ملايين هكتار من الغابات حول العالم تم تدميرها في عام 2023.