أكد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، أن ترسيخ المكانة الرفيعة التي بلغتها دبي بوصفها مركزاً إعلامياً رئيساً في المنطقة، كما أراد لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يعتمد على مجموعة من المحاور الأساسية، في مقدمتها تحفيز الإبداع ودعم المبدعين، إضافة إلى القدرة على تقديم محتوى إعلامي عالي الجودة والقيمة، في حين يمثل اكتشاف وإعداد وتدريب المواهب الإعلامية الإماراتية وصقل مهاراتها أحد أهم تلك المحاور، نظراً لأهمية العنصر البشري الذي يشكل عماد عمليات التطوير ومحركها الرئيس، وتأكيداً لدور الكادر الوطني في صنع إعلام إماراتي متطور بمعايير عالمية.
وأعلن سمو رئيس مجلس دبي للإعلام «منحة محمد بن راشد لطلبة الإعلام الإماراتيين» تحت مظلة المجلس، حيث أكد سموه أن «العمل يتواصل في ضوء توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، لتشجيع الشباب الإماراتي على الدخول إلى مجال الإعلام، في حين تتماشى هذه الخطوة مع الأهداف والاختصاصات التي حددها القانون رقم 5 لسنة 2022 بشأن إنشاء مجلس دبي للإعلام، في ما يخص دعم وتطوير الكوادر الإعلامية الإماراتية، فضلاً عن اختصاص المجلس بدعم المؤسسات الإعلامية وتمكينها من القيام بدورها تجاه المجتمع على أساس مهني متطور».
جاء ذلك خلال ترؤس سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم لاجتماع مجلس دبي للإعلام، بحضور نائب الرئيس العضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، منى غانم المرّي، والأمين العام للمجلس نهال بدري، وأعضاء المجلس، حيث ناقش الاجتماع الموضوعات المتعلقة بمسار تطوير قطاع الإعلام في دبي، والأهداف الموضوعة للمرحلة المقبلة، بما يتماشى مع التطور الكبير الذي تشهده الإمارة على كل المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والحضرية بصفة عامة، وما يواكب أهداف أجندتها الاقتصادية (D33) وخطة دبي الحضرية 2040.
وأوضحت منى المرّي أن المنحة تأتي في إطار حرص القيادة على منح أبناء وبنات الإمارات الفرصة كاملة ليكونوا في مقدمة مسارات التطوير ضمن مختلف القطاعات، ومن بينها قطاع الإعلام، وبهدف إمداد دارسي علوم الإعلام بالمعرفة الأكاديمية الصحيحة والمهارات المهنية لتكون لهم بصمة إيجابية ملموسة في المجال الإعلامي، فيما تغطي المنحة نسبة 100% من الرسوم الدراسية للمستفيدين منها.
وأشارت نائبة الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، إلى أن العمل سيجري خلال المرحلة المقبلة على توفير البيئة الحاضنة لخريجي المنحة وكلية محمد بن راشد للإعلام، من خلال تفعيل الشراكة الاستراتيجية مع جميع أعضاء المجلس والشركاء الإعلاميين خاصة مؤسسة دبي للإعلام، لإيجاد فرص التدريب أمام الطلبة المستفيدين من المنحة وفتح فرص العمل أمام الخريجين المتميزين منهم، في حين سيجري كذلك، العمل على استقطاب الشباب الإماراتي للالتحاق بالكلية عن طريق الحملات الترويجية والورش التوعوية، ما سيسهم في زيادة حجم مشاركة الكادر الوطني في قطاع الإعلام، علاوة على التركيز على تبادل الخبرات بين الكلية والمؤسسات الإعلامية الرائدة. كذلك تضمّن جدول أعمال الاجتماع، عرض القانون الجديد للمكتب الإعلامي لحكومة دبي.
إلى ذلك، اعتمد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الاجتماع، قراراً بضم الدكتور عبدالله الكرم، المدير العام لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، إلى عضوية مجلس دبي للإعلام، نظراً لأهمية الجانب الأكاديمي في عملية تطوير القطاع الإعلامي، وإعداد الكوادر البشرية المؤهلة لبناء منظومة إعلامية عالية الكفاءة والتنافسية.
وأكدت نهال بدري أن المعايير الحديثة للإعلام تستدعي وجود كادر على قدر كبير من الكفاءة في التعامل مع التقنيات الحديثة، التي باتت تمثل القاطرة الأساسية في دفع عمليات التطوير الإعلامي أسوة ببقية القطاعات، مع تأكيد أهمية إيجاد السبل الكفيلة بتنمية المواهب الإعلامية المحلية، وتوسيع دائرة مشاركتها في صنع إعلام وطني بمعايير عالمية.
وأشارت إلى حرص المجلس على الاستفادة من الخبرات الوطنية المتميزة في مختلف المجالات، التي يمكن أن تسهم في تعزيز رسالته وتسريع وتيرة العمل نحو تحقيق الأهداف المأمولة، ضمن أقصر الأطر الزمنية، بما يحقق الطموح في زيادة أعداد المواهب والكفاءات الإماراتية المشاركة في مختلف مساقات العمل الإعلامي في دبي.
المواهب الإعلامية
وناقش الاجتماع نتائج دراسة ميدانية أجراها مجلس دبي للإعلام أخيراً، بالتعاون مع مختبر دبي للتصميم والإبداع التابع لمؤسسة دبي للمستقبل، حيث قدمت المدير التنفيذي للمختبر، أمل بن شبيب، شرحاً حول الدراسة وأهدافها الرامية إلى الوقوف على أهم متطلبات العمل خلال المرحلة المقبلة لتعزيز فرص المواهب الإعلامية الإماراتية، من خلال لقاءات مع الشباب والخبراء والعاملين في مجال الإعلام، حيث أوضحت خلال شرحها أن الدراسة رصدت وجود ثلاثة تحديات رئيسة، هي: قلة الوعي الإعلامي لدى الشباب، وعدم وجود نموذج موحّد يمكن من خلاله تنسيق الجهود الرامية إلى دعم المواهب الإعلامية، فضلاً عن قلة تمثيل الخبراء في المجال الإعلامي عند اتخاذ القرارات الخاصة بتلك المواهب، وكيفية تضمينهم ورفع مستوى مشاركتهم في القطاع.
وقدّمت أمل بن شبيب بعض المبادرات الداعمة للشباب في القطاع الإعلامي، والتي جاءت في ضوء مخرجات الدراسة، وشملت: التركيز على ثلاثة محاور أساسية، هي: إدماج المواهب في سن مبكرة في قطاع الإعلام، وإيجاد مزيد من الفرص التي يمكن من خلالها الاحتفاء بالمواهب الإعلامية الشابة المتميزة، إضافة إلى دعم صناعة المحتوى، وإيجاد أطر تمكّن الشباب من الانخراط بصورة إيجابية – وعلى نطاق أوسع – في تطوير محتوى إعلامي عالي الجودة، يخدم تعزيز قدرات القطاع في الإمارة.
وجهات دبي
ناقش المجلس منهجية العمل لحملات دبي الإعلامية الخاصة بالمناسبات الوطنية والمجتمعية على مدار العام، وذلك مع تولي المجلس مسؤولية إدارة تلك الحملات، حيث يمثل أعضاء المجلس مختلف الجهات ذات الصلة، ما يعزز من قدرته على تنظيم تلك الحملات بالأسلوب الأمثل، ويكفل أعلى مستويات التنسيق بشأن تلك المناسبات على مستوى إمارة دبي.
كما قدّم «براند دبي» عرضاً عن حملة «وجهات دبي» والاستعداد لإطلاق موسمها الصيفي، في إطار التزام «براند دبي» بإلقاء الضوء على أهم الوجهات التي تجعل من دبي المدينة الأفضل للعيش والزيارة على مدار العام.
منتدى الإعلام العربي
عرض نادي دبي للصحافة خلال الاجتماع، التجهيزات التي يقوم بها استعداداً لتنظيم أكبر حدث إعلامي في المنطقة وهو «منتدى الإعلام العربي» المقرر إقامة دورته الحادية والعشرين يومي الـ26 والـ27 من سبتمبر المقبل.
أحمد بن محمد:
• «نعمل بتوجيهات محمد بن راشد ومتابعة حمدان بن محمد لتشجيع الشباب الإماراتي على الدخول إلى مجال الإعلام».
• «المنحة تفتح المجال أمام الطلبة الإماراتيين المستفيدين منها في كلية محمد بن راشد للإعلام للانطلاق نحو مستقبل مهني متميز في القطاع».
منى المرّي:
• «المنحة تفتح أمام المستفيدين منها فرص العمل في مؤسسات دبي الإعلامية، وفي مقدمتها مؤسسة دبي للإعلام».
نهال بدري:
• «دراسة ميدانية تُظهر الحاجة لنموذج يوحّد جهود دعم المواهب الشابة وزيادة وعيها بالإعلام وما يتيحه من فرص للنجاح».