افتتح سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، اليوم معرض “الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات لعام 2023، الحدث الأبرز في سوق ما بعد البيع في قطاع الطيران بالمنطقة، ومعرض “التصميم الداخلي للطائرات” لعام 2023، التجمع الأكبر في مجال المقصورات الداخلية للطائرات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا.
وتستمر فعاليات المعرضين على مدار يومين من 1 – 2 مارس، حيث تستقطب القادة والخبراء عبر كامل سلسلة التوريد العالمية لقطاع الطيران، لاستكشاف أحدث التوجهات والرؤى والابتكارات والفرص التجارية التي تشكل ملامح مستقبل القطاع.
وشهد اليوم الأول إقبالاً متزايداً من الزوار الدوليين وشركات الطيران مقارنة بالسنوات السابقة. كما أن الزيادة في عدد شركات الطيران العالمية المشاركة يدل على مدى التعافي الذي يشهده القطاع بعد الجائحة، والتي شملت شركات من المملكة العربية السعودية وتركيا وألمانيا وأفريقيا والهند وباكستان مثل ويز اير والخطوط الجوية الهندية والخطوط الجوية الفرنسية وصن اكسبريس والخطوط الجوية النيبالية وطيران موريشيوس. ومن ناحية أخرى، شهدت نسخة هذا العام تمثيلاً متزايداً لكبار المسؤولين التنفيذيين من شركات الطيران في الشرق الأوسط، وذلك يشمل طيران الإمارات والاتحاد وفلاي دبي والخطوط السعودية وفلاي ناس وطيران العربية وطيران الجزيرة وطيران السلام والخطوط العمانية.
وتخلل اليوم الأول أيضاً سلسلة من التصريحات ومراسم توقيع اتفاقيات لعدد من الجهات العارضة، وكان أبرزها الشركة الأردنية لصيانة الطائرات (جورامكو)، الذراع الهندسية لشركة دبي لصناعات الطيران، التي أعلنت عن اتفاقية صيانة جديدة مع طيران الإمارات، والتي تشمل إجراء عمليات فحص كاملة وتعديل لطائرات بوينغ B777 في أسطول طيران الإمارات.
وفي معرض “التصميم الداخلي للطائرات”، أعلنت شركة “إس تي الهندسية” أن وحدة أعمالها في الطيران التجاري دخلت في خطاب نوايا مع مجموعة فايو (Vaayu) لتزويد الأخيرة بمرحاض قابل للتوسع يدعى (ACCESS). كما زار سفير جمهورية سنغافورة لدى دولة الإمارات، كمال آر فاسواني، جناح الشركتين لتهنئتهم على هذا الإنجاز.
يجمع منتدى Go Live! Theater عدد من خبراء القطاع في سلسلة من المحاضرات والمناقشات حول أهم المواضيع التي تهم القطاع، وذلك يشمل: التحديات أمام سلسلة التوريد ومستقبلها، رؤى شركات الطيران وقطاع صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات حول القوى العاملة والكفاءة. وتسلط جلسة ” رؤى شركات الطيران وقطاع صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات” الضوء على التحديات في قطاع خدمات الطيران، مثل نقص اليد العاملة والمواد، وكيف يمكن لشركات قطاع خدمات الطيران والمشغلين بتدقيق ومواءمة الاستراتيجيات ونماذج الأعمال لتطوير قدراتهم والتغلب على التحديات التي تواجه القطاع.
وشارك كل من هشام عثمان، رئيس قسم الصيانة في رويال جيت، وشون دو بليسيس، مدير عمليات الصيانة في “تيكسل إير”، وفالتر فرنانديز، نائب الرئيس لأعمال الصيانة الأساسية والتجديد والصيانة الهندسية في طيرن الإمارات، وزياد الحازمي، الرئيس التنفيذي لشركة لوفتهانزا تيكنيك الشرق الأوسط، في جلسة نقاشية بعنوان: ” صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات: التحدي الأكبر”، والتي ركزت على تحديات سلسلة التوريد وكيف تتكيف نماذج أعمال شركات الطيران وقطاع خدمات الطيران للحد من تداعيات هذه التحديات.
وخلال الجلسة، قال الحازمي: “يشهد القطاع تعافياً بوتيرة متسارعة وعلى نحو أكثر مما كان متوقعاً، ونحن نحاول الحفاظ على مستويات الطلب المرتفعة هذه، والتي من شانها أن توفر المزيد من الفرص أمام شركات القطاع. إضافة إلى تعزيز الكفاءات المهنية في القطاع وتدريب القوى العاملة وتطوير إمكاناتها لكون قادرة على مواكبة هذا النمو”.
ومن جانبه، قال عثمان: “تواجه الشركات الصغيرة في قطاع الطيران تحدياً كبيراً على صعيد العقود والعمليات التشغيلية، لأن التحديات التي نواجهها هي أكبر بكثير من تلك التي تواجهها الشركات الكبيرة. وعلى الصعيد اللوجستي، يُعدّ الشحن من التحديات الكبيرة التي تواجه القطاع بسبب القيود الإضافية التي رافقت الجائحة، ناهيكم عن ذكر التحديات الأخرى المتعلقة بقيود العملاء”.
من جهته، قال المدير التنفيذي لمشروع محمد بن راشد للطيران، طحنون سيف، إن «حجم الاستثمار في مرافق صيانة وإصلاح الطائرات الخاصة والتجارية في مشروع محمد بن راشد للطيران سيصل خلال الأعوام الثلاثة المقبلة إلى نحو 1.5 مليار درهم».
وقال سيف، في تصريحات صحفية على هامش المشاركة في معرض الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات، إن «هناك مفاوضات مع شركات طيران تجارية محلية ودولية لافتتاح مركز للصيانة الثقيلة للطائرات التجارية، ومن المتوقع أن يكون هذا المركز قيد التنفيذ خلال العامين المقبلين»، مشيرا إلى أن هناك طلب كبير في السوق المحلية على مرافق صيانة الطائرات، لذلك يعتبر هذا المركز من الأهداف الرئيسة بالنسبة لمشروع محمد بن راشد للطيران خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أن «الهدف خلال الثلاث سنوات المقبلة، تعزيز مكانة مشروع محمد بن راشد للطيران، ليكون مركز دولي لصيانة وإصلاح الطائرات الخاصة، حيث نجح المشروع في تحقيق خطوط كبيرة في هذا المجال».
وأشار إلى أنه خلال الشهرين المقبلين، سيتم افتتاح مركز لصيانة الطائرات الخاصة، وان هذا المركز خاص بشركة «إكسكيتو جيت»، وقبيل نهاية النصف الأول من العام الجاري، سيتم افتتاح مركز صغير لصيانة الطائرات المروحية، لافتا إلى أن الهدف خلال المرحلة المقبلة استقطاب أكبر عدد من الشركات الصغيرة التي تساهم بدورها في توفير الخدمات للشركات الكبيرة.
وعن حركة الطيران الخاص، قال إن «حركة الطيران الخاص سجلت زيادة قدرها 3% خلال العام 2022، مقارنة بالعام 2021، مع تسجيل 15.44 ألف رحلة خلال العام الماضي»، مبينا أن النمو في حركة الطيران الخاص، يرجع الى المبادرات الاستراتيجية التي اطلقتها الحكومة والتي ساهمت في زيادة تدفق رجال الأعمال.