لم يكن فقيها فحسب، وإنما تنوعت مواهب الإمام الشافعي في حياته، فعمل في أكثر من مجال منها القضاء والشعر فأصبح في أصول الفقه مؤسسًا، وفي علم الحديث إمامًا، وفي باب الاجتهاد صاحب مذهب، عمل في القضاء، ونظّم الشعر، وارتحل بين البلاد يأخذ العلم ويعطيه، حتى قيل فيه: «كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس».
نسب الإمام الشافعي
هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبي القرشي، ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، إمام القرن الثاني الهجري الذي فتح باب الاجتهاد، فأخذ ورد وناظر وأفتى وطوّر من فتواه بما يلائم تطور المكان والزمان.
وُلد الشافعي في غزة، على أرجح القول، عام 150 هـ، وانتقلت به أمُّه إلى مكة وعمره سنتان، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وحفظ الموطأ وهو ابن عشر سنين، ثم أخذ يطلب العلم في مكة حتى هاجر إلى المدينة المنورة للقاء الإمام مالك بن أنس، ثم انتقل ثم إلى بغداد فطلب العلم فيها عند القاضي محمد بن الحسن الشيباني، وأخذ يدرس المذهب الحنفي، وبذلك اجتمع له فقه الحجاز متمثلاً في المذهب المالكي، وفقه العراق متمثلاً في المذهب الحنفي.
عاد الشافعي إلى مكة وأقام فيها تسع سنوات تقريباً، وأخذ يُلقي دروسه في الحرم المكي، ثم سافر إلى بغداد للمرة الثانية، وقام بتأليف كتاب الرسالة الذي وضع به الأساس لعلم أصول الفقه، ثم سافر إلى مصر ليستقر في الأرض المحروسة ويتخذها موطنه. وفي مصر، أعاد الشافعي تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه للمرة الأولى في بغداد، كما أخذ ينشر مذهبه الجديد بعد تطوير آرائه وإعادة المظر في فتاويه آخذاً في اعتباره أحوال الناس وطبيعة المجتمع الجديد الذي لزمه حتى وفاته سنة 204 هـ.
5 وجوه للإمام الشافعي
الفقيه- مؤسس علم أصول الفقه
القاضي- عمل قاضياً فعُرف بالعدل والذكاء
الشاعر- كتب الشعر فكان فصيحاً شاعراً
الرماية- أجاد الرماية وصار ماهرًا فيها
المسافر- اعتاد الترحال طلبًا للعلم فسافر بين مكة والمدينة وبغداد واليمن ومصر