قالت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، إن الدورة الـ55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، تسعى لتحقيق العدالة الثقافية، كما تشهد انفتاح على ثقافة الآخر، وربط الحضارات العريقة بمصر مهد الحضارة.
وأضافت في حوارها لـ«الوطن»، أن الدورة تحتفي بالتراث الفلسطيني، بما يعكس الموقف المصري من الأشقاء الفلسطينيين، هذا إلى جانب تقديم برنامج ثقافي حافل ومتنوع يناقش العديد من القضايا الراهنة، فضلا عن تقديم العديد من الإصدارات الجديدة من مختلف قطاعات النشر.
– ما الرؤية التي تتبناها الدورة الخامسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب؟
معرض الكتاب يحمل شعار «نصنع المعرفة.. نصون الكلمة»، تأكيدا على ريادة مصر الحضارية والثقافية المتصلة منذ القدم حتى يومنا هذا، وبما يرسخ مكانة معرض الكتاب، بوصفه واحدا من ركائز الصناعات الثقافية، فهو عبر تاريخه العريق، أثرى عقولا مصرية وعربية، وأسهم في بناء فكر أجيال وأجيال اعتزت بهويتها، وتلقت الكتاب باعتباره زادا، وأتطلع أن تكون هذه فارقة في تاريخ المعرض، حيث بذل الكثير من الجهد، وسخرت الدولة المصرية إمكاناتها تقديرا لمكانة الثقافة والكتاب.
وزيرة الثقافة: معرض الكتاب يسعى لربط الحضارات العريقة بمصر مهد الحضارة
وكيف ترين مكانة المعرض؟
يتمتع المعرض بتاريخ حافل ورحلة عطاء، تؤكد اهتمام الدولة المصرية بالثقافة ودعمها ومساندة مبدعيها باعتبارهم القوة الناعمة، وتنسق مع رؤية الجمهورية الجديدة في بناء الإنسان، لذلك يجتمع تحت سقف معرض الكتاب الأدباء من مصر والوطن العربي والعالم، إذ يشارك في الدورة الحالية 1200 دار نشر من 70 دولة، حرصت كلها على التواجد بشكل كبير، ليس من خلال جناح واحد يمثل الدولة، لكن من خلال عدة أجنحة لكثير من الدول، حيث يزوره ملايين عدة من القراء الذين تنصب اهتماماتهم بالاطلاع على كل ما هو جديد، حتى يبدو المشهد أشبه بكرنفال ثقافي، وليس أدل على هذا الحرص من وجود مملكة النرويج، كضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ومشاركتها بوفد وبرنامج هو الأكبر مما يدلل على حرص على التواصل مع الثقافة العربية.
الهدف الرئيس الذي ينطلق منه البرنامج الثقافي هذا العام؟
يطرح البرنامج الثقافي قضايا تتماس مع العالم الرقمي الجديد ويتناول العديد من القضايا الفكرية والاجتماعية الوطنية، وتنطلق من خلال 7 قاعات عرض، وتشهد طرح قضايا هادفة في كل المجالات، كما يحتفي المعرض هذا العام، بالعديد من المشروعات الثقافية الجديدة التي أطلقتها الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهي: «ديوان الشعر المصري»، «استعادة طه حسين»، و«حكايات النصر»، و«عقول» الموجهة إلى مٌخاطبة فئة الشباب الشريحة المصرية الواعدة، لإبراز أصحاب التجارب الرصينة في الفكر والأدب والعلوم الإنسانية.
كما استحدث هذا العام، محورًا جديدًا بعنوان «مؤتمر اليوم الواحد»، الذي يضم 6 مؤتمرات، منها مؤتمر «تقنيات الذكاء الاصطناعي»، بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر «الترجمة عن العربية- جسر للحضارة»، بمشاركة وزارات الثقافة والأوقاف، ويشارك فيه عدد من المؤسسات المصرية والعربية، ومؤتمر «الملكية الفكرية.. حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة»، ومؤتمر «طه حسين»، وغيرها.
ضيوف المعرض
تشرفنا بحضور هذه الدورة الأميرة ماريت قرينة ولي عهد النرويج، وشخصيات ثقافية وعربية وأجنبية، إضافة إلى قاماتنا الفكرية، كما حرصنا على توثيق روابط الحضارة الإنسانية من خلال لقاءات ومؤتمرات تربط الحضارات العريقة بمصر مهد الحضارة، إذ تشهد هذه الدورة انفتاح ثقافي على الآخر ومن بين هذه الاحتفاليات الاحتال بمئوية الشاعر ة العراقية نازك الملائكة في مؤتمر اليوم الواحد بالمعرض.
يتمتع معرض الكتاب بتاريخ حافل ورحلة عطاء، تؤكد اهتمام الدولة المصرية بالثقافات ودعمها ومساندة مبدعيها باعتبارهم القوة الناعمة وتنسق مع رؤية الجمهورية الجديدة في بناء الإنسان، لذلك يجتمع تحت سقف معرض الكتاب الأدباء من مصر والوطن العربي والعالم، إذ يشارك في الدورة الحالية 1200 دار نشر من 70 دولة ويزوره ملايين عدة من القراء الذين تنصب اهتماماتهم بالاطلاع على كل ما هو جديد حتى يبدو المشهد أشبه بكرنفال ثقافي.
التخفيضات المقدمة للجمهور على أسعار الكتب؟
تقدم جميع قطاعات وزارة الثقافة مجموعة متنوعة من العناوين هذا العام، منها هيئة الكتاب التي تحتفي بإصدارات سليم حسن وطه حسين، إلى جانب الإصدارات الجديدة، كما تقدم هيئة قصور الثقافة مجموعة متميزة من أحدث إصدارات سلاسلها تتجاوز 120 عنوانا جديدا، تتناسب مع جميع الفئات العمرية، وبأسعار مخفضة للجمهور، وكذلك المركز القومي للترجمة، هذا إلى جانب مبادرة «الثقافة والفن للجميع»، ولا يتجاوز سعر الكتاب 20 جنيها بها، هذا إلى جانب التخفيضات المقدمة من الناشرين والتي تصل إلى 70% في العديد من دور النشر المصرية والعربية.
تم الإعلان عن الاحتفاء بالتراث الفلسطيني.. كيف سيكون ذلك؟
هناك حضور بارز للقضية الفلسطينية في الشارع المصري، على كل المستويات، وفي معرض الكتاب تعكس الدورة الحالية هذا الموقف المصري من الأشقاء الفلسطينيين متمثلا في تخصيص يوم للتراث والثقافة الفلسطينية، علاوة على مشاركة فلسطين بجناح رسمي في معرض الكتاب، ولذلك يحتفي المعرض بتاريخ فلسطين وأدبائها، كما يحوي الاحتفاء مجموعة من الندوات الثقافية وعروض لفرق تراث فلسطيني.
ومن الندوات الثقافية والفكرية، في إطار البرامج الثقافية المنعقدة، التي تناقش وضع فلسطين الراهن، وتاريخ القضية الفلسطينية، وطريقة تعاطي الإعلام الدولي ومعالجته للحرب على فلسطين، وقراءات أدبية فلسطينية، بالإضافة إلى عرض نصوص من زمن الحرب، وغير ذلك.
– ما أهمية مشاركة النرويج ضيف شرف الدورة؟
وجود مملكة النرويج ضيف شرف على المعرض هذا العام، اتجاه للثقافة للتخاطب مع ثقافة شبه الجزيرة الاسكندنافية، وتعريف الآخر بالإبداع المصري والعربي، ما يتيح آفاقا رحبة للتبادل الثقافي والإبداعي، والتفاعل المباشر بين المبدعين والجمهور بمختلف مشاربه وروافده الثقافية، ومن خلال المعرض تقدم الترويج ضمن برنامج ثقافي حافل العديد من الندوات واللقاءات الفكرية والثقافية المتنوعة للكبار والصغار، فضلا عن حرص النرويج على الاحتفاء بالثقافة المصرية، من بينها لقاء عن الاديب نجيب محفوظ، وكتاب مهم عن نهر النيل، إلى جانب العديد من الفعاليات التي تستهدف الطفل، ومشاركة ضيف الشرف تؤكد حرص وزارة الثقافة على العدالة الثقافية في الداخل من جانب والانفتاح على الثقافات الإنسانية من جانب آخر.