في بداية أبريل الماضي، ظهر على بيوت الدائري مجموعة من الملوك المصريين في شكل خطف أنظار المارة، إذ امتزج فيه الماضي بالحاضر ورحب الأحفاد بالأجداد، ومن بين الملوك الذين كان وجودهم مميزًا على بيوت السكان، ملك أسود اللون بملامح مميزة، وهو منتوحتب الثاني مؤسس عصر الدولة الوسطى، تلك الدولة التي استمرت منذ عام 2050 حتى 1710 قبل الميلاد، وامتدت من الأسرة الحادية عشرة حتى نهاية الثانية عشرة.
الملك منتوحتب الثاني يخطف الأنظار على بيوت الدائري
الخبير الأثري عماد مهدي كشف في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، سر ظهور الملك منتوحتب الثاني بلون أسود على عكس بقية الملوك على بيوت الدائري، قائلًا: «اسمه منتو حتب نب حبت رع، وهو من أهم ملوك مصر إذ أنقذ الدولة بعد عصر الاضمحلال الأول، وأعاد وحدتها من جديد تحت قيادة مركزية موحدة».
وأضاف «مهدي» أنّ الملك منتوحتب كان يظهر باللون الأسود وهو لون الموت والعالم الآخر: «كان الملك يحب أنّ يصور نفسه في الوضع الأوزيري للميت، وكان يختار اللون الأسود أو الأخضر دلالة على لون المومياء».
وحد البلاد ولا يعرفه كثيرون
لم يكن مينا موحد القطرين هو وحده من جمع البلاد؛ إذ إنّ منتوحتب الثاني كان له دور في توحيد البلاد: «الملك منوحتب الثاني أحد الملوك الذين ظلمهم التاريخ، ولا يعرف عنه أحد الكثير؛ لكنه من أهم ملوك مصر وساهم في وحدتها تحت حكم قوي واحد، لأنه مؤسس عصر الدولة الوسطى بعد سقوط الدولة القديمة».