لا تزال النتائج الكارثية لإعصار دانيال تحظى باهتمام العالم، لما خلفه وراءه من فيضانات عارمة اجتاحت عدد كبير من الأراضي الليبية، وبشكل خاص مدينة درنة، التي تم محو أكثر من 25% منها، واختفاء أماكن منها بشكل كامل، إلى جانب ظهور الآلاف الجثامين التي جرفتها مياه البحر على الشواطئ في مشاهد مأساوية.
أقوى فيضانات شهدها العالم
وعلى مر قرون وسنوات، شهدت العديد من المناطق المتفرقة على مستوى العالم، وقوع كوارث طبيعية نتيجة حدوث الفيضانات العارمة، التي تم تصنيفها كونها الأكثر مأساة وقوة في التاريخ، حسب ما ذكر موقع «history» العالمي.
1- فيضان الغرق العظيم
نتيجة لعاصفة شديدة وقعت في بحر الشمال واجتاحت أجزاءً كبيرة من أوروبا في العام 1362، ظهرت آثار تلك العاصفة لأول مرة في إنجلترا، وكتب عنها أحد المؤرخين «أن عاصفة قوية هبت من الشمال بعنف شديد لمدة عام كامل، ليلا ونهارا سوت الأشجار والمطاحن والمنازل وعدد كبير جدا من أبراج الكنائس»، وكان الضرر أسوأ في كل من هولندا وألمانيا والدنمارك، التي شهدت عواصف كارثية اجتاحت كل السدود، وغرق ما بين 25 إلى 100 ألف شخص، وقيل إن نحو 60 وحدة قطاعية مختلفة في الدنمارك ابتلعها البحر المالح، إلى جانب اختفاء العشرات من الجزر الساحلية.
2- فيضان جونستاون
كان فيضان جونستاون هائلاً، لدرجة أنه كان يعادل تدفق نهر المسيسيبي، حسب ما وثقت التقارير عبر التاريخ، حيث بدأت تلك الكارثة يوم 31 مايو في العام 1889، عندما جُرف سد على بحيرة كونيمو في بنسلفانيا بعد تعرضه للأمطار الغزيرة عدة أيام.
وخلف جرف هذا السد حوالي 16 مليون طن من المياه، والتي تحولت بسرعة إلى موجات من الطين والحطام بارتفاع نحو 40 قدمًا وعرض قرابة نصف ميل، وبعد ساعة واحدة، ضربت الموجة جونستاون التي تم وصفها كالقبضة العملاقة بنسلفانيا، فسحقت نحو 1600 مبنى وجرفت كل شيء في طريقها، وعندما انحسرت المياه أخيرًا، لقي أكثر من 2200 شخص مصرعهم، وتشرد آلاف آخرين.
3- فيضان الصين المدمر
في صيف عام 1931، اجتمع ذوبان الثلوج الغزيرة مع سيول الأمطار و7 عواصف إعصارية مختلفة، حتى شكلوا الفيضانات الأكثر تدميراً في تاريخ الصين، ففي شهر يوليو، غمرت وسط الصين كمية من الأمطار تعادل ما تلقاه عادة خلال عام ونصف.
وبحلول شهر أغسطس، كانت أنهار اليانجتسي والأنهار الصفراء وهواي قد انفجرت سدودها، وأغرقت مساحة أكبر من مساحة إنجلترا، حيث مات الآلاف غرقًا خلال المرحلة الأولى من الفيضان، وتبع ذلك المزيد بسبب انتشار المجاعات وتفشي أمراض مثل الكوليرا، وحمى التيفود، والدوسنتاريا.