تسمى العصبونات التي تستقبل المنبه في العيون ؟، حيث إن العصبونات هي المسؤولة عن نقل الإشارات الكهربائية والكيميائية إلى أجهزة الجسم المختلفة، وفي هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن العصبونات، كما وسنوضح ماذا تسمى العصبونات التي تستقبل المنبه في العيون.
ما هي العصبونات
العصبون (بالإنجليزية: Neuron)، هي عبارة عن خلية عصبية مسؤولة عن تلقي المدخلات الحسية من العالم الخارجي، وعن إرسال الأوامر الحركية إلى العضلات، وهي المسؤولة ايضاً عن تحويل الإشارات الكهربائية وترحيلها في كل مكان في الجسم، حيث إن الخلية العصبية هي خلية قابلة للإستثارة كهربائياً، بحيث تتواصل مع الخلايا الأخرى عبر وصلات متخصصة تسمى نقاط الإشتباك العصبي، وهي تعتبر المكون الرئيسي للأنسجة العصبية في جميع الحيوانات، ويتواجد هذا النوع من الخلايا في جسم الإنسان بكثرة، حيث يتكون دماغ الإنسان من حوالي 100 مليار خلية عصبية، وعلى عكس الخلايا الأخرى لا تتكاثر الخلايا العصبية أو تتجدد، ولا يتم إستبدالها بمجرد موتها، وفي الواقع تختلف الخلايا العصبية في الحجم والشكل والبنية حسب دورها وموقعها، ومع ذلك تحتوي جميع الخلايا العصبية تقريباً على ثلاثة أجزاء أساسية وهي كالأتي:[1]
- جسم الخلية (بالإنجليزية: Cell Body): حيث يحمل جسم الخلية المعلومات الجينية، ويحافظ على بنية الخلايا العصبية، ويوفر الطاقة لعمل الأنشطة والوظائف المختلفة.
- المحور العصبي (بالإنجليزية: Axon): هي عبارة عن هيكل طويل يشبه الذيل يربط بين جسم الخلية عند تقاطع متخصص يسمى تلة المحور العصبي، ويتم عزل العديد من هذه المحاور بمادة دهنية تسمى الميالين، ويساعد الميالين المحاور العصبية في توليد إشارة كهربائية، وتحتوي الخلايا العصبية بشكل عام على محور عصبي رئيسي واحد في الغالب.
- التشعبات (بالإنجليزية: Dendrites): هي عبارة عن جذور ليفية تتفرع من جسم الخلية، وتتمثل وظيفتها مثل الهوائيات، حيث تستقبل التشعبات الإشارات وتعالجها من محاور العصبونات الأخرى، ويمكن أن تحتوي الخلايا العصبية على أكثر من مجموعة من التشعبات.
شاهد ايضاً: ما هي انواع الخلايا في جسم الانسان وما مكوناتها ووظائفها
تسمى العصبونات التي تستقبل المنبه في العيون
تسمى العصبونات التي تستقبل المنبه في العيون بإسم الخلايا الحسية (بالإنجليزية: Sensory Neurons)، وهي خلايا عصبية من خلايا الجهاز العصبي، حيث تقوم هذه الخلايا بتحويل نوع معين من المنبهات التي تستقبلها عبر تشعباتها، إلى إمكانيات حسية أو إمكانيات فعلية، وإن هذه العملية تسمى التنبيغ الحسي، كما وتقع أجسام الخلايا العصبية الحسية في العقد الظهرية للحبل الشوكي، حيث تنتقل هذه العصبونات المعلومات الحسية على طول الألياف العصبية الواردة في العصب الوارد أو الحسي، إلى الدماغ عبر الحبل الشوكي، ويمكن أن تأتي المنبهات إلى هذه الخلايا من خارج الجسم مثل الصوت والضوء، ويمكن ايضاً أن تأتي المنبهات إلى هذه الخلايا من داخل الجسم مثل ضغط الدم أو الإحساس بوضع الجسم.[2]
شاهد ايضاً: تعريف الخلايا العصبية
أنواع الخلايا العصبية الحسية
هناك أنواع مختلفة من الخلايا العصبية الحسية يكون لها مستقبلات حسية مختلفة تستجيب لأنواع مختلفة من المنبهات، حيث أنه يوجد ما لا يقل عن ستة مستقبلات حسية خارجية واثنين من المستقبلات الحسية الداخلية، وفي ما يلي تفصيل لأنواع هذه المستقبلات، وهي كالأتي:[2]
المستقبلات الخارجية
حيث إن المستقبلات الخارجية هي التي تستجيب للمنبهات من خارج الجسم، وهي كالأتي:
- الشم (بالإنجليزية: Smell): حيث تسمى الخلايا العصبية الحسية المشاركة في حاسة الشم بالخلايا العصبية الحسية الشمية، وتحتوي هذه الخلايا العصبية على مستقبلات تسمى المستقبلات الشمية، ويتم تنشيطها بواسطة جزيئات الرائحة في الهواء.
- التذوق (بالإنجليزية: Taste): حيث تتفاعل مستقبلات التذوق أو المستقبلات الذوقية في براعم التذوق مع المواد الكيميائية في الطعام لإنتاج إشارة عصبية.
- الرؤية (بالإنجليزية: Vision): حيث إن خلايا المستقبلات الضوئية قادرة على النقل الضوئي، وهي عملية تحول الضوء أو الإشعاع الكهرومغناطيسي إلى إشارات كهربائية، ويتم تحسين هذه الإشارات والتحكم فيها من خلال التفاعلات مع أنواع أخرى من الخلايا العصبية في شبكية العين.
- السمع (بالإنجليزية: Auditory): حيث إن الجهاز السمعي مسؤول عن تحويل موجات الضغط الناتجة عن إهتزاز جزيئات الهواء أو الصوت إلى إشارات يمكن تفسيرها بواسطة الدماغ.
- الحرارة (بالإنجليزية: Temperature): حيث إن المستقبلات الحرارية هي مستقبلات حسية تستجيب لدرجات الحرارة المختلفة.
- المستقبلات الميكانيكية (بالإنجليزية: Mechanoreceptors): حيث إن المستقبلات الميكانيكية هي مستقبلات حسية تستجيب للقوى الميكانيكية مثل الضغط أو التشوه.
المستقبلات الداخلية
حيث إن المستقبلات الداخلية هي التي تستجيب للتغيرات داخل الجسم، وهي كالأتي:
- الدم (بالإنجليزية: Blood): حيث تحتوي أجسام الشريان الأورطي وأجسام الشريان السباتي على مجموعات من الخلايا الكبيبة أو المستقبلات الكيميائية الطرفية، والتي تكتشف التغيرات في الخواص الكيميائية في الدم مثل تركيز الأكسجين في الدم.
- مستقبلات الألم (بالإنجليزية: Nociceptors): حيث تستجيب مستقبلات الألم للمنبهات التي قد تكون ضارة عن طريق إرسال إشارات إلى النخاع الشوكي والدماغ، وعادة ما تسبب هذه المستقبلات الإحساس بالألم، وهي توجد في الأعضاء الداخلية وعلى سطح الجسم، حيث تكتشف مستقبلات الألم أنواعاً مختلفة من المنبهات الضارة التي تشير إلى إحتمالية حدوث ضرر ما.
شاهد ايضاً: يتركب الجهاز العصبي المركزي من
أنواع الخلايا العصبية في الجسم
في الواقع تختلف الخلايا العصبية في الوظيفة والتركيب الجيني، ولكن من حيث الوظيفة يصنف العلماء الخلايا العصبية إلى ثلاثة أنواع مختلفة، وهي كالأتي:[3]
الخلايا العصبية الحركية
الخلايا العصبية الحركية (بالإنجليزية: Motor Neurons)، حيث تلعب الخلايا العصبية الحركية دوراً أساسياً في الحركة بما في ذلك الحركات الإرادية واللاإرادية، وتسمح هذه الخلايا العصبية للدماغ والحبل الشوكي بالتواصل مع العضلات والأعضاء والغدد في جميع أنحاء الجسم، وهناك نوعان من الخلايا العصبية الحركية وهما كالأتي:
- الخلايا العصبية الحركية السفلية: حيث تحمل الخلايا العصبية الحركية السفلية إشارات من الحبل الشوكي إلى العضلات الملساء والعضلات الهيكلية.
- الخلايا العصبية الحركية العلوية: حيث تحمل الخلايا العصبية الحركية العلوية إشارات بين الدماغ والحبل الشوكي.
وعلى سبيل المثال عند الأكل ترسل الخلايا العصبية الحركية السفلية في الحبل الشوكي إشارات إلى العضلات الملساء في المريء والمعدة والأمعاء، بحيث تنقبض هذه العضلات، مما يسمح للطعام بالمرور عبر الجهاز الهضمي.
الخلايا العصبية الداخلية
الخلايا العصبية الداخلية (بالإنجليزية: Interneurons Neurons)، هي عبارة عن خلايا وسطية عصبونية تتواجد في الدماغ والحبل الشوكي، وإنها أكثر أنواع الخلايا العصبية شيوعاً في الجسم، حيث تنقل هذه الخلايا العصبية إشارات من الخلايا العصبية الحسية والأعصاب الداخلية الأخرى إلى الخلايا العصبية الحركية والأعصاب الداخلية الأخرى، وعلى سبيل المثال عندما يلمس شخص جسم ما ساخن، ترسل الخلايا العصبية الحسية في أطراف أصابعه إشارة إلى الخلايا العصبية الداخلية في الحبل الشوكي، وتقوم بعض الخلايا العصبية الداخلية بتمرير الإشارة إلى الخلايا العصبية الحركية في يده، مما يتيح له تحريك يده بعيداً عن الجسم الساخن، كما وترسل عصبونات داخلية أخرى إشارة إلى مركز الألم في دماغ الشخص وسيشعر بالألم عندها.
الخلايا العصبية الحسية
الخلايا العصبية الحسية (بالإنجليزية: Sensory Neurons)، هي الخلايا العصبية التي يتم تنشيطها عن طريق المدخلات الحسية من البيئة المحيطة حول الجسم، حيث يتم تشغيل الخلايا العصبية الحسية من خلال المدخلات الفيزيائية والكيميائية من البيئة، مثل الصوت واللمس والحرارة والضوء وهي مدخلات مادية، أو مثل الشم والذوق وهي مدخلات كيميائية، وعلى سبيل المثال عند المشي على الرمال الساخنة تنشط الخلايا العصبية الحسية في باطن القدم، وترسل هذه الخلايا العصبية رسالة إلى الدماغ، مما يجعل الشخص يشعر بالحرارة.
وفي ختام هذا المقال نكون قد عرفنا أنه تسمى العصبونات التي تستقبل المنبه في العيون بإسم الخلايا الحسية، كما ووضحنا نبذة تفصيلية عن العصبونات أو الخلايا العصبية، وذكرنا جميع أنواع المستقبلات الحسية للخلايا العصبية الحسية، بالإضافة إلى ذكر جميع أنوع الخلايا العصبية الموجودة في الجسم.