علاقات و مجتمع
خفة ظل وحضور يرسم الابتسامة على وجه المشاهد بمجرد رؤيتها، إذ اشتهرت الفنانة وداد حمدي، بدور الخادمة التي تقوم بكل أعمال المنزل، لكن ربما لا يعلم كثيرون أنها سخرت فترة طويلة من حياتها من أجل الفن، لدرجة أنها لم يكن لديها وقت لتعيش مع أسرتها وأشقائها، طيلة 25 عامًا أو أكثر ظلت تتردد على استديوهات التصوير السينمائي، تقدم دورًا مع إسماعيل يس، وآخر مع عمر الشريف، وتقلد بسخرية هند رستم، حتى دخلت قلب الجمهور المصري والعربي في النصف الثاني من القرن الماضي، واستمرت أدوارها تأنس من يشاهدها حتى الآن، رغم وفاتها في مثل هذا اليوم عام 1994.
السينما تخطف وداد حمدي من أمها
أكثر من 700 عمل سينمائي ظهرت فيه وداد حمدي بدور الخادمة التي لم تكن لتقلل من صاحبها، بل كانت تملك حنية الأم، تُربي الأطفال وترعى البيت كاملًا، وخلال حديثها عن تلك الأعمال التي سرقتها من أسرتها، قالت خلال لقاء تليفزيوني في ضيافة صفاء أبو السعود: «عملت 770 فيلم لدرجة أني مكنتش بشوف أمي ولا إخواتي من كتر الشغل، أمي كان عندها 25 سنة فجأة لقيت عندها 50 سنة».
عودتها لرؤية أفلامها بعد سنوات
كانت وداد حمدي بين الحين والآخر تعود لرؤية تلك الأعمال لتشعر بالسعادة: «لما برجع أشوف الأفلام بكتشف إني كنت حلوة وظريفة جدًا في دور في فيلم أنا ناسية كواليسة، دور الخادمة مكنش مجرد خادمة، لا كانت ست البيت، وفي بعض الأفلام بتكون الخادمة مساعدة.. السينما المصرية بتقدم فن فيه تخيل، لكن في الواقع بيكون البيت اللي مقتدر، بيستضيف حد حالته المادية مش كويسة، وبيكون متربي معاهم في البيت، وبتكون مساعدة لست البيت، مش خادمة بالمعنى المعروف، دورها بيكون حسب سياق الدور».
لم تكن تبالغ الفنانة الراحلة في دور الخادمة، على مدار مسيرتها الفنية: «مكنش في مبالغة اوي كنت بعمل دور واحدة طبيعية جدًا من غير إضافات، اللبانة بس وشوية دلع عشان شباب وحلاوة، وأنا كبيرة لو اتعرض عليا دور خادمة هوافق، بس في سياق سني، زي الدادة الطيبة اللي مربية الأطفال، هتتحول من طيبة بشقاوة لطيبة بهدوء وحكمة».