علاقات و مجتمع
عُرفت بأنها أشهر مقدمة برامج حوارية جريئة، شقت طريقها كأول امرأة تصبح نجمة تلفيزيونية حسبما وصفتها صحيفة «الجارديان» البريطانية، لم تقتصر لقاءات الإعلامية الراحلة باربارا والترز على رؤساء أمريكا وزوجاتهم فقط، إذ قابلت العديد من الزعماء العرب، منهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد حرب أكتوبر 73، الذي لم يكن ليتم المقابلة لولا موافقة جيهان السادات؛ التي أصبحت فيما بعد من أصدقائها المقريبن.
حرب أكتوبر جمعت بين والترز والسادات
كان للإعلامية الأمريكية باربارا والترز، التي فارقت الحياة اليوم عن عمر ناهز 93 عامًا، عدة لقاءات مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات بشأن مفاوضات السلام التي تمت بين مصر وإسرائيل بعد انتصار مصر في حرب أكتوبر 73، وأجرت المقابلة المشتركة مع كل من الرئيس الراحل أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين عام 1977، بعد زيارة السادات الشهيرة إلى القدس في نوفمبر 1977، التي نتج عنها لاحقًا اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، وفقًا لموقع صحيفة «الجارديان» ومذكرات باربارا والترز.
كواليس اللقاء الأول بين والترز والسادات، لم تكن لتتم لولا موافقة جيهان السادات، كتبت «باربارا» في مذكراتها التي صدرت بعنوان :«Audition… A Memoir»: «في اللقاء الأول بيني وبين السادات، كنت أنوي إجراء مقابلة تلفزيونية تجمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي، وكنت بالفعل مهدت خطتي لذلك، وكنت وقتها مع منتج البرنامج الذي كان يقيم في نفس الفندق، لكن فور إغلاق الهاتف تلقيت مكالمة من أحد المسؤولين المصريين قائلًا، إذا كنتِ تنوين استخدام مقابلة الرئيس السادات في ساعة البرنامج نفسه أو حتى في اليوم نفسه الذي تنقلين فيها المقابلة مع رابين، فلن يسمح لك بالتحدث مع رئيسنا».
وأكملت «باربارا» في كتابها قائلة: «قررت التخلي عن لعب دور باربرا وولترز صانعة السلام، وأعطيت المسؤولين المصريين وعدًا بأنني لن أجمع بين بث مقابلتي مع السادات وبين أي مقابلة أخرى، لكن حتى مع ذلك لم تتضح الصورة بخصوص إمكانية إجراء مقابلة مع الرئيس السادات، وأبلغني ذلك المسؤول الذي تحدث معي بأن أحد مساعدي الرئيس سيقابلني في اليوم التالي، وبعدها سينظرون في الأمر».
موافقة جيهان كانت شرط لقاء السادات
قالت «باربارا»: «تعاملت مع الأمر بحذر وحرصًا مني على مراعاة احترام التقاليد الإسلامية، ارتديت ملابس محتشمة عبارة عن معطف أسود وتنورة سوداء طويلة تصل الى كاحل القدمين كنت قد اشتريتهما خصيصًا لتلك المناسبة، لم يكن لدي أي فكرة عمن سأقابل، عندما وصلت إلى بيت السادات في الجيزة، أخذوني إلى حجرة استقبال مكسوة بالرخام وقدموا لي الشاي، كان لذيذًا، وبعدها انفتح الباب ودخلت امرأة جميلة كانت ترتدي ملابس أنيقة عبارة عن بدلة خضراء مع بنطال، وصافحتني تلك السيدة بعد أن عرّفتني بنفسها قائلة: «أنا جيهان السادات».
بعد لقائها بجيهان السادات التي أشادت بدورها في حياة زوجها والمجتمع، كونها أول سيدة تزور جبهة القتال لتشجيع الجنود وانبهارها بشخصيتها، قالت: «بعد اللقاء وعدة أكواب من الشاي، جمعتنا أنا وجيهان، صداقة عمر، لقد أعجبت بها آنذاك ومازلت كذلك حتى الآن، وبفضلها انفتح الطريق أمامي لإجراء مقابلة مع زوجها، فلقد كانت موافقتها هي كل ما يحتاجه ليوافق على إجرائها»، وتلتها بعد ذلك مقابلات أخرى.
أما عن لقائها بالسادات لأول مرة، قالت: «مقابلتنا كانت بسيطة وسارت بشكل جيد، كرر خلالها السادات مرارًا أنه يريد السلام مع إسرائيل، شريطة أن تعيد إسرائيل الأراضي التي احتلتها منذ العام 1967، والشرط الثاني هو تأسيس الدولة الفلسطينية الشرعية».
تلت تلك المقابلة العديد من اللقاءات الأخرى، تحدث فيها السادات حول الوضع في سوريا، كما قابلت بعدها الرئيس السوري بشار الأسد عبر برنامجها اليومي «ذا فيو» المذاع خلال شبكة «إيه بي سي» الأمريكية.