علاقات و مجتمع
بعيون باكية ويد مرتجفة، جلس بجوار الكفن الأول، يكتب كل ما يخطر بباله من عبارات الحب في وداع زوجته، يأبى أن يترك زوجته تذهب إلى مثواها الأخير بدون آخر رسالة يؤمن بداخله أنها تشعر بها، وعلى يده الأخرى حمل الكفن الثاني لطفلته الرضيعة التي لحقت بوالدتها شهيدة، عقب غارات الاحتلال المتتالية على قطاع غزة، والتي حولت المدينة إلى ساحة حرب، لا ترحم صغيراً أو كبيراً، تدمر في طريقها الأخضر واليابس.
رسالة وداع أخيرة على كفن الزوجة
«إلى حبيبة قلبي تسنيم محمود»، هكذا بدأ الزوج الفلسطيني، جهاد الكفارنة، كتابة رسالة الوداع على كفن زوجته، الذي تحول لونه الأبيض إلى لون الحبر الأزرق، فلم يترك مكاناً إلا كتب فيه كلمات تعكس حبه وفقدانه للزوجة التي ارتقت شهيدة بعد غارات الاحتلال الإسرائيلي أمس، على قطاع غزة، وكانت الكلمات التي كتبها الزوج كالتالي: «قلبي تسنيم محمود، قمري، عمري، حياتي، بحبك يا عمري شهيدة عمري».
ربما لم يجمع عقله من هول الصدمة وأثر الفقدان، كلمات وداع كثيرة، لكن كلمات الحب التي كتبها كانت كفيلة تعكس ما في قلبه من حزن لفي وداع شهيدة عمره، وبالرغم من أن الناس حوله حاولوا منعه من الكتابة، إلا أنه أبى وأصر على كتابة كلمات الوداع الأخير.
وداع طفلته برسائل الكفن
وعلى الكفن الأبيض الصغير لطفلة رضيعة، كتب بحرقة قلب كلمات وداع مؤثرة كان مضمونها «بحبك يا جهاد»، ظنًا منه أن الصغيرة التي لم تعش في الدنيا إلا أيام قليلة، سيصلها حب أبيها الذي يكمل حياته بقلب حزين على فقدان حبيبة قلبه زوجته وطفلته.
وكان قطاع غزة قد شهد أمس مجموعة من الغارات التي يطلقها جيش الاحتلال باستمرار وإطلاق صواريخ، اعتاد عليها أهل القطاع المحاصر، بالإضافة إلى ذلك يمهد الاحتلال الإسرائيلي لعملية اجتياح بري، بحسب ما نقلته مراسلة قناة القاهرة الإخبارية، في ظل أن المستشفيات في القطاع تعمل بالحد الأدنى من طاقتها.