علاقات و مجتمع
تحدت العادات والتقاليد، وكرست حياتها منذ الصغر لخدمة المرأة ورفضت الزواج ووهبت نفسها للعلم، هي رائدة التعليم والحركة النسائية في مصر، الأديبة نبوية موسى، التي يتزامن اليوم 17 ديسمبر، ذكرى ميلادها إذ تنحدر أصولها إلى مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية.
ويُقدم هُن خلال السطور التالية، حكاية ولقب «بعبع أفندي»، التي أطلق عليها وكيف حولت نظرة المجتمع للمرأة إلى مثال يحتذى به، وفق كتابها «تاريخي بقلمي».
بعبع أفندي والتنانير السوداء
كان تلاميذ الأديبة نبوية موسى، يطلقون عليها لقب «بعبع أفندي»، في تشبيه منهن داخل المدرسة، بسبب طريقة مشيتها والتنانير السوداء التي اعتادت على ارتدائها، والـ«تيربون» السوداء التي كانت تتشابه هيئتها مع الناظرة الإنجليزية «ميس هيمر»، بخلاف شدتها وحدتها في التعامل مع الفتيات، وكان من بين تلك الطالبات اللواتي تتلمذن على يدها هي الدكتورة نوال السعداوي، التي لم تغفل عن ذكر تلك الفترة التي عاصرت بها الأديبة نبوية موسى، وتحدثت عنها خلال كتابها «أوراق حياتي»، وتعمقت في ذكر تفاصيلها قائلةً: «كانت تفرض علينا نحن التلميذات ارتداء هذا السواد من قمة رؤوسنا حتى أخمص القدمين، مطّت خالتي هانم شفتيها، نبوية موسى لازم عانس زي طنط فهيمة وعاوزة كل البنات يبقوا عوانس زيّها».
قصتها مع الزواج
رُبما عُرف عن نبوية موسى كرهها للزواج ورفضه له طيلة حياتها، حتى كان لها عبارات وكتابات عنه، والتي دونته أيضا خلال كتابها، إذ قالت عنه: «أنا أكرهه وأعتبره قذارة، وقد صمّمتُ أن لا ألوث نفسي بتلك القذارة».
ربما كان مشاجرة بين رجل وإحدى السيدات في الشارع كان سببا لرفضها وأخذها موقف قطعي من الزواج، والتي حكت كواليسه قائلةً: « رأيت رجلًا يتشاجر مع امرأة في الطريق ويقول لها امرأة مثلك أقضي في جوفها حاجتي، كرهتُ أن يقف منها رجل ذلك الموقف القذر المُريع، لهذا كنتُ أكره أن أسمع عن الزواج في شبابي».