علاقات و مجتمع
بيما كان الأم والأب ينتظران طفلتهم الرابعة بفارغ الصبر، ومع توالي الأيام والمتابعات الدورية مع الطبيب، ظهرت مشكلة كادت قلب حياتهما رأسًا على عقب، إذ اكتشف الطبيب وجود تشوه خطير في دماغ الصغيرة، الطفلة التي اسموها «دنفر»، وظهور مشكلة في قلب ودماغ الطفلة داخل الرحم، وكانت الصغيرة في حاجة إلى عملية جراحية في الشهر الثامن داخل رحم والداتها، إذ بدأ القلق والخوف على الصغيرة من الكتلة الكبيرة الملونة التي تظهر في دماغها بالسونار، والذي يعرف بأنه وريد جالينوس وتشوهات أم الدم، ويجب التخلص منه لأنه يحصل على الكثير من الدم بسرعة كبيرة، ويمنع وصول الدم إلى الدماغ، وفقًا لموقع «سي ان ان».
تشوه خطير يظهر في دماغ جنين
يعتبر التشوه الذي ظهر في دماغ الجنين، هو أحد أخطر أنواع التشوه الشرياني الوريدي الدماغي عيب وريد جالينوس، ويتسبب في حدوث مؤشرات وأعراض تظهر بعد الولادة بفترة قصيرة أو بعدها مباشرة، ويمكن للأوعية الدموية الرئيسية في هذا النوع من التشوه الشرياني الوريدي الدماغي، أن تسبب تراكم السوائل في الدماغ وتورم الرأس، وفقًا لموقع «مايوكلينك» البريطاني.
وقال الدكتور دارين أورباخ، أخصائي الأشعة في مستشفى بوسطن للأطفال، «من 50 إلى 60% من مجمل الأطفال المصابين بهذه الحالة سيمرضون بشدة على الفور، كما تبلغ نسبة الوفاة 40%»، لذلك ما كان على دكتور «أورباخ» إلا أن يقدم هو وفريقه حلا جديدا للأم والاب وهو فرصة علاج ابنتهم دنفر، في تجربة سريرية قبل الولادة خلال تواجدها في الرحم، ولإجراء جراحة في الرحم عليهم إدخال مريضين لغرفة العمليات وليست مريض واحد، خلال العملية وضعوا القسطرة بحذر شديد في منتصف شريان الدم الضخم داخل دماغ الطفلة الصغيرة، وكان الخطر الأكبر الذي يواجه الجراحين حينها هو الخوف من إصابة دماغ الجنين حسبما وصف «أورباخ»، قائلا إنهم وصلوا إلى الرأس من خلال الجمجمة وعاد إلى الخلف من خلال الوريد، ومن أجل تحقيق ذلك، نقلت الأم إلى غرفة العمليات وأخذت حقنة إيبدورال، وتم تدوير الجنين لتأخذ وضعية صحية ثم أعطيت التخدير الكلي كي لا تتحرك.
والدة الطفلة: حياة دنفر كانت على المحك
وقالت والدة الطفلة «دنفر» كينياتا كولمان، «في 14 سبتمبر تمكنا من إجراء أول تصوير بالموجات فوق صوتيه ورأينا الطفلة حينها وكنا متحمسين جدا، رأيت طبيبتي وجلسنا معها وبعدها قالت لي هناك خطب ما في دماغ الطفلة وكذلك قلبها كان متضخمًا»
وقال «أورباخ»، «من المفارقات أنه رغم كل هذا الدم يذهب إلى الدماغ، فإنه لا يمد أنسجة دماغ الجنين، هو يمر فقط بوريد التشوه على غرار دائرة كهربائية قصيرة تعود إلى القلب»، وعلى الرغم من أن الدكتور أورباخ يعالج تلك الحالات النادرة بشكل نموذجي مباشرة بعد ولادة الطفل، لكن في الكثير من الحالات يكون علاجها بعد الولادة متأخر جدا، إلا أن وضع الطفلة كان لابد من جراحة داخل الرحم.
وقالت الأم، «عندما علمت أنها في وضع مثالي كان هذا تأكيدا على أنه لا تراجع في ذلك آلان»، وبالنسبة لكيفية تغيير وضع الطفلة بحيث يكون الجزء الخلفي من الرأس باتجاه جدار البطن، قال البطبي المعالج «بعد تغيير وضع الطفلة أدخلنا القسطرة الصغيرة جدا من خلال إبرة وصعدنا عبر الجيوب الأنفية وصولا إلى الوريد الكبير، ثم من خلال الإبرة تم استخدام اللفائف الصغيرة لملء الوريد وتغيير الكتلة الكبيرة الملونة إلى شيء يشبه شريان صغير، واستغرقت العملية حوالي 20 دقيقة، ثم بعد يومين كانت الصغيرة ولدت بصحة جيدة وفي سعادة كبيرة من الأهل.