علاقات و مجتمع
ظروف استثنائية دفعتها للتفوق على أقرانها والحصول على معدل عالِ في المرحلة الثانوية، رغم عدم توافر الإمكانيات فهي تعيش في غرفة بسيطة دون سقف ومغطاة بقطعة صفيح، تعيش بها رفقة أسرتها بعد فقدان الأب ورحيله، تجدها تجلس على منضدة مستديرة وكرسي وأمامها سبورة بيضاء معلقة على الحائط ومن ثم تبدأ في استذكار دروسها رغم الوضع السيئ الذي يحاصرها، رغم ذلك استطاعت الطالبة العراقية هنار طه نوري، الحصول على معدل 97.43% في امتحانات الثانوية العامة بالشعبة الأدبية، لتصبح أيقونة للنجاح رغم فقدان الإمكانيات.
نوم 4 ساعات ومياه الأمطار تعرقل المذاكرة
كانت الغرفة البسيطة المتهالكة التي تعيش بها الطالبة هنار طه نوري، المقيمة مع والدتها وشقيقتها بإقليم كردستان العراق، صنعت دافعًا لها للتميز والنجاح على أقرانها الذين يمتلكون كل سُبل الرفاهية، ما جعلها تحصل على منحة نظير لنجاحها من قبل رئيس وزراء حكومة الإقليم مسرور البارزاني، وروت كواليس المعادلة الصعبة التي حققتها وجعلت منها دافع لرفع رأس والدتها حتى تفخر بها أمام المحيطين بها، قائلةً في تصريحات لـ«هن»: «حصلت علی معدل 682 درجة، أنام باليوم 4 ساعات فقط، ألتزم الغرفة أغلب الأوقات ولا أخرج منها سوى لقضاء الفروض والصلاة وتناول الطعام مع أسرتي، نعيش في غرفة متهالكة وصوت البرد والمطر في ليالي الشتوية أكثر ما يفزعني، إذ نجد المياه تحيط بنا من جميع الجهات حينما تسقط على الحديد وهو الأمر الذي كان يعيق الدراسة».
غرفة قابلة للتآكل وفقر للإمكانيات وسبل العيش
«الغرفة سقفها من الحديد جينكو القابل للتآكل والصدأ»، عبارة واصلت من خلالها الشابة العراقية الحديث عن الظروف الاستثنائية التي تعيش بها، لكنها كانت دافعًا قويًا للنجاح والسعي في الثانوية العامة مضيفةً: «والدتي رغم قلة الإمكانيات حاولت توفر لي كل سُبل الراحة هي وأشقائي، ودائمًا ما كان لديها ثقة كبيرة في كوني سأحصل على المرتبة الأولى واتفوق على أقراني، خاصة بعد وفاة والدي وتركه لنا في سن مبكرة، الغرفة هي محل النوم وتناول الطعام ويوجد بها العديد من الأغراض التي تترص بعضها فوق بعض من ضيق المكان، أساتذتي كانوا يقدمون لي سبل الدعم أيضًا ويشرحون لي المواد الدراسية، والدتي تحاول تأمين لنا مستلزمات الحياة من خلال عملها البسيط».
رغبتها في دخول كلية الحقوق
تضع الشابة هدفًا أمام نصب أعينها منذ أنا كانت في المرحلة الإبتدائية وسعت لتحقيقه حتى وصلت للمرحلة الثانوية فيما يخص التخصص الجامعي، والتي قالت عنه: «أحلم بان أصبح محامية وسأركز على الحصول على الماجيستير والدكتوراة».
مكافأة وجبر للخاطر
وعن قصة حصولها على منزل جديد هي وأسرتها كمكافأة من رئيس وزراء حكومة الإقليم مسرور البارزاني، وزيارة وزير التربية والتعليم لها في محل إقامتها، قالت الشابة: «مفاجأة كبيرة لم أقوى على تحملها أنا ووالدتي وغلبت دموعنا علينا أمام الجميع، خاصة بما قام بتسليمي لمفتاح منزلي الجديد، شعرت حينها بأن كل تعب والدتي لقت ثماره أخيرًا».